IMLebanon

حوار عين التينة: الخطة الأمنية في كل المناطق

«زينا» تتقدّم.. وبو صعب يتخذ قراره بشأن المدارس اليوم ويتوسّط لإخماد «العواصف» الوزارية

حوار عين التينة: الخطة الأمنية في كل المناطق

 

ميلادياً يحل العيد المجيد اليوم عند طائفتي الأرمن الأرثوذكس والأقباط الأرثوذكس على وقع الرجاء المستمر بقيامة الوطن وخلاص أبنائه، أما مناخياً فتحلّ العاصفة «زينا» ضيفاً مثقلاً بالثلوج والأمطار والرياح والصقيع على مدى الساعات المقبلة، في ظل تأهّب رسمي وتحسّب شعبي لتداعيات العاصفة. وبينما لوحظ عشية هبوبها اشتداد رياح «العواصف» الوزارية على جبهتي «الصحة والاقتصاد» و«الزراعة والبيئة»، استأنف حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» جولاته الرامية إلى تطويق مناخات التوتر وخفض منسوب الاحتقان المذهبي في البلد، وسط ترحيب أوروبي عبّرت عنه سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا ايخورست بعد لقائها رئيس مجلس النواب نبيه بري باعتبار هذا الحوار «موضع اهتمام الجميع ويعطي إشارات جيّدة للشعب وللأطراف الأخرى في لبنان وللمنطقة ككل». وإذ خلصت الجلسة الثانية من الحوار أمس إلى إحراز «تقدّم جدي» على طريق تنفيس الاحتقان و«الاتفاق على استكمال الخطة الأمنية في كل المناطق» بما يشمل بشكل خاص منطقة البقاع حيث كانت تطبيقات الخطة الأمنية قد تعثرت في أولى خطواتها، شدد مصدر رفيع في «التيار» على أهمية التوافق على هذا البند واصفاً لـ«المستقبل» النقاش الذي دار خلال الجلسة بـ«الصريح والواضح»، وكشف أنّ المتحاورين اتفقوا على انعقاد جلسة الحوار الثالثة «الأسبوع المقبل».

وكانت الجلسة الثانية للحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» قد انعقدت مساءً في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور كل من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وعن الحزب المعاون السياسي للأمين العام السيد حسن نصرالله حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، بحضور المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل. وصدر في نهاية الجلسة بيان أوضح أنّ «النقاش جرى حول عنوان أساسي هو تنفيس الاحتقان المذهبي، حيث حصل تقدّم جدي في هذا الاطار»، مؤكداً «من جهة أخرى الاتفاق على دعم استكمال تنفيذ الخطة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية».

«زينا».. والمدارس

بالعودة إلى العاصفة، فبعد وصولها إلى السواحل اللبنانية أمس يشتد غضب «زينا» اليوم لتُدخل البلد في عين العاصفة الثلجية الآتية من القطب الشمالي، على أن تبدأ بالانحسار تدريجياً ابتداءً من الخميس، بعد أن تكون قد أفرغت حمولتها من الأمطار والثلوج التي ترجح التقديرات أن تكلّل المرتفعات ما دون الـ500 متر. في وقت تُسجَّل درجات حرارة متدنية قد تبلغ حدود 10 درجات تحت الصفر في البقاع ليالي الخميس والجمعة والسبت، بينما تراوح درجات الحرارة عند الساحل بين 9 و14 درجة على أن تصل إلى ما دون ذلك مع اشتداد موجة الصقيع المترافقة مع العاصفة التي تعِد برياح عاتية تصل سرعتها إلى 90 كيلومتراً في الساعة أحياناً وفق مصلحة الأرصاد الجوية، وذلك بالتوازي مع عواصف رعدية متفرقة وأمطار غزيرة وارتفاع الأمواج إلى مستوى يناهز 4 أمتار.

وعشية العاصفة سرت شائعات تتحدث عن إقفال المدارس خلال فترة العاصفة، إلا أنّ وزير التربية الياس بو صعب سارع إلى تكذيبها، وأوضح لـ«المستقبل» أنه لم يتخذ قراره بعد بشأن إقفال المدارس من عدمه «خشية أن يتكرر ما حصل العام الماضي حين اتخذت وزارة التربية قراراً بإقفال المدارس على مدى أسبوع تزامناً مع العاصفة «أليكسا»، غير أنه تبيّن لاحقاً أنّ الطقس أتى مشمساً خلال هذه الفترة»، وأردف: «سأنتظر حتى الغد (اليوم) لأرى حجم العاصفة وأتخذ في ضوء ذلك القرار المناسب بشأن المدارس». 

«عواصف» وزارية

في الغضون، وقعت الساحة الوزارية تحت تأثير اشتداد وتيرة التراشق الإعلامي الذي بلغ ذروته أمس بين وزيري الصحة وائل أبو فاعور والاقتصاد آلان حكيم مع وصف الثاني جولات الأول على إهراءات المرافئ بـ«السيرك»، وردّ الأول على الثاني بقساوة واعداً بإرسال عيّنات «براز الجرذان» التي عثر عليها في عنبر السكر في مرفأ طرابلس إلى وزير الاقتصاد بوصفه «الوزير المعني».

وتوازياً، رُصدت أمس سجالات وزارية على خلفية مطمر الناعمة مع رد وزير الزراعة أكرم شهيب على المؤتمر الصحافي لوزير البيئة محمد المشنوق الذي تناول فيه مشكلة النفايات الصلبة وموضوع المطمر، بحيث أبدى شهيب تحت عنوان «للصبر حدود» تمسّك «الحزب التقدمي الاشتراكي» برفض تمديد العمل في مطمر الناعمة بعد تاريخ 17 الجاري معتبراً أن هذا المطمر «أصبح من الماضي». وكان المشنوق قد تابع ملف النفايات الصلبة قبيل بحثه على طاولة مجلس الوزراء الخميس، وأكد في المؤتمر الصحفي الذي عقده الحاجة إلى فترة تمديد تقني لمطمر الناعمة ريثما يتم تأمين البديل وإنجاز المناقصات وتلزيم العقود الجديدة وتنفيذ الانشاءات اللازمة، مضيفاً: «من صَبَر منذ العام 1997 يمكنه أن يعطينا فرصة أشهر قليلة حتى نؤمن عملاً وطنياً مدروساً، دفاتره شفافة وليست فيه إفادة ولا شركات معروفة سلفاً أو أناس تتقاسم مناطق»، وأردف: «صحيح نحن نعمل في جو ضاغط لكننا لن نمدّد ولن نجدّد لأحد (…) فالبيئة ليست مكسر عصا سياسياً بل هي مسؤولية وطنية يجب أن نتحملها جميعاً». ورداً على سؤال أجاب المشنوق: «إذا لم تُقرّ خطة النفايات الخميس سأتظاهر مع الناس».

اتفاق على التهدئة

وبخلاف ما تردد صحافياً عن جلسة حامية لمجلس الوزراء الخميس، أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ الجلسة «ستكون هادئة، وأنّ السجال الذي دار بين وزيري الصحة والاقتصاد في طريقه إلى الانحسار»، كاشفةً في هذا السياق عن وساطة قام بها الوزير بو صعب على خط هذا السجال بحيث أفضت اتصالاته بكل من أبو فاعور وحكيم إلى «الاتفاق على وقف السجال الإعلامي وعلى عقد اجتماع قريب بينهما للوصول إلى نتائج مشتركة يتقاطع الوزيران في العمل على تحقيقها باعتبارهما يسعيان إلى الغاية الوطنية نفسها والمنفعة العامة ذاتها».