قائد الجيش وعدهم أنّ «كل من أذى عسكرياً سينال جزاءه مهما طال الزمن»
الحريري لأهالي العسكريين: أنا مثلكم مصاب
طُويت صفحة الترقب المرير وفُتحت صفحة الحقيقة المرّة في قضية العسكريين العشرة، ليتحوّل ذويهم من أهالي عسكريين مختطفين إلى أهالي عسكريين شهداء بعدما جاءهم النبأ اليقين أمس من قيادة الجيش بالتعرف على هويات أبنائهم من خلال فحوص الحمض النووي التي أجريت على الجثامين المُستعادة من الجرود. وبانضمامهم إلى قافلة الشهداء كان استقبال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لأهاليهم بوصفه واحداً منهم يجمعه بهم المصاب الأليم نفسه بعد أن سبقهم 13 عاماً على درب الجلجلة والفاجعة والمرارة لخسارة الأحبة على مذبح الحرية والسيادة، ومن هذا المنطلق خاطبهم بالقول: «أشعر بمعاناتكم وأتحسس
مدى الظلم الذي لحق بكم، أنا مثلكم مصاب بجريمة اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأريد أن أعرف الحقيقة في جريمة الاغتيال ومثابر منذ 12 عاماً للوصول إليها ولكن بطريقة أحافظ فيها على البلد».
وإذ أكد خلال اللقاء الذي جمعهم في السراي الحكومي «إصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة والنكراء بكل المقاييس وإحالتهم على القضاء لينالوا عقابهم»، لفت الحريري انتباه أهالي العسكريين الشهداء إلى انطلاق «التحقيق القضائي» في قضية أبنائهم توصلاً إلى كشف الحقيقة وملاحقة المتورطين ومحاكمتهم، وأضاف: «كلنا تأثرنا بجريمة الخطف وبذلنا كل ما بوسعنا لتحرير العسكريين المخطوفين، فنجحنا في تحرير من كان منهم لدى «النصرة»، ولكن لم يكن باستطاعتنا تحرير المختطفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي الذي ارتكب هذه الجريمة»، مشدداً على أنّ «هذا التنظيم الإرهابي هو عدو لبنان ودخل إليه لإشعال الفتنة بين اللبنانيين وإحداث التفرقة بينهم».
وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون قد استقبل وفد عائلات العسكريين الشهداء العشرة في اليرزة حيث تم إبلاغهم بالنتيجة الرسمية النهائية للفحوص التي جاءت مطابقة لفحوصات العيّنات المأخوذة منهم، وذلك بحضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر والخبير الدولي بتعريف الهوية الإنسانية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب.
ونقلت مصادر عسكرية لـ«المستقبل» أنّ اللقاء الذي أعلن إنجاز مهمة التعرف على جثامين الشهداء وفق نتائج فحوص الـ«دي أن إيه»، كانت أجواؤه متداخلة بين الارتياح والألم، موضحةً أنّ أهالي العسكريين الشهداء أبدوا ارتياحهم لتعاطي قيادة الجيش مع قضيتهم سواءً لناحية استعادة جثامين أبنائهم أو لجهة طريقة دعوتهم إلى اليرزة لتبليغهم رسمياً بكشف مصيرهم تطبيقاً للوعد الذي كان قد قطعه قائد الجيش ووضعه هدفاً رئيسياً لعملية «فجر الجرود»، أما الألم فكان مشتركاً بين القيادة العسكرية وأهالي العسكريين تحت وقع النتائج المرّة التي أكدت استشهادهم، وفي هذا السياق شرح العماد عون لوفد الأهالي مسار الأمور خلال الأيام الأخيرة من العملية العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في الجرود، فأشار إلى أنّ كشف مصير أبنائهم العسكريين كان أولوية لدى القيادة التي وجدت نفسها في نهاية المطاف أمام خيارين إما إكمال المعركة والمخاطرة بضياع فرصة كشف مصيرهم أو القبول باستسلام الإرهابيين وانسحابهم من الأراضي اللبنانية مقابل جلاء مصير العسكريين، وعليه تم اعتماد الخيار الثاني، مع وعد قطعه قائد الجيش لذوي الشهداء أمس بأنّ «كل من أذى عسكرياً سينال جزاءه مهما طال الزمن».
حداد وطني غداً
وللمناسبة الأليمة، أصدر رئيس مجلس الوزراء أمس مذكرة إدارية قضت بإعلان الحداد الوطني غداً «على أرواح شهداء الجيش الأبرار الذين سقطوا في معركة الكرامة – فجر الجرود – وكذلك على أرواح العسكريين الشهداء الذين استشهدوا في وقت سابق وأعلن رسمياً عن استشهادهم»، وعمّمت المذكرة وجوب «إقفال جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات» وتنكيس الأعلام عليها وعلى جميع السفارات اللبنانية في الخارج، فضلاً عن دعوة اللبنانيين إلى الوقوف 5 دقائق عند العاشرة من صباح الغد «تعبيراً لبنانياً وطنياً شاملاً ودعماً لجيشنا الباسل في معاركه الوطنية ضد الإرهاب والإرهابيين وتضامناً مع عائلات الشهداء والجرحى».
ولاحقاً، بادرت جمعية المصارف إلى إعلان الالتزام بيوم الحداد الوطني الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء وطلبت من جميع المصارف الإقفال العام غداً حداداً على أرواح شهداء الجيش.
.. ويُطالب بتحرك أممي
لوقف مأساة الروهينغا
طالب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل «لوقف القتل والتهجير وإنصاف المسلمين الروهينغا في ميانمار فوراً»، لافتاً في تغريدة على «توتير» أمس إلى أنّ «مأساة الروهينغا المسلمين في ميانمار تستدعي وقفة ضمير من المجتمع الدولي».