IMLebanon

الحريري: للترفّع إلى مستوى الشهادة

أكد أنّ «لبنان ليس جزءاً من أي محور».. و«المستقبل» يحشد لتشييع «الأبطال»

الحريري: للترفّع إلى مستوى الشهادة

بأسمى آيات «الشرف والتضحية والوفاء» تزفّ المؤسسة العسكرية اليوم 10 من عسكرييها البواسل بعدما عمّدوا بالروح والدم قَسَمَ القيام «بالواجب كاملاً» حفاظاً على علم بلادهم وزوداً عن وطنهم لبنان، فأبوا إلا أن يستشهدوا بزيهم العسكري أعزاء غير أذلاء شامخة رؤوسهم كشموخ الأرزة في العلياء راسخة أقدامهم كرسوخ جذورها الضاربة في أعماق الأرض، ليكونوا بارتقائهم إلى مجد الخلود والشهادة خير شاهد وشهيد على بزوغ «فجر الجرود» طاغياً بشعاع نصره البيّن على ظلمة الإرهاب وظلمه الضلالي العابر للحدود قتلاً وتنكيلاً ببني البشر وببناهم الحضارية وقيمهم الإنسانية وتعاليمهم السماوية. ولأن الاستشهاد يعلو بمفاهيمه السامية فوق كل دهاليز المناكفات الكيدية العقيمة، كانت دعوة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لجميع اللبنانيين عشية مناسبة تشييع العسكريين الشهداء إلى جعلها «مناسبة وحدة وطنية»، مشدداً على وجوب «الترفع إلى مستوى الشهادة والابتعاد عن المزايدات السياسية الصغيرة» إيماناً بكون المسؤول عن جريمة قتل «أبطالنا» هو تنظيم «داعش» الإرهابي.. عدوّ لبنان وكل اللبنانيين.

وإثر استهلال جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء العسكريين، الذين سيقام حفل تكريمهم اليوم بحضور الرؤساء الثلاثة في باحة اليرزة، أعرب الحريري عن «حزن وطني عليهم وعلى جميع شهداء الجيش والقوى الأمنية الأبطال الذين قضوا في مواجهة الإرهاب، بدءاً من العقيد الشهيد نور الدين الجمل الذي رفض الاستسلام في ثكنة عرسال وسائر الشهداء». في حين دعا المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل» إثر اجتماعه الدوري في «بيت الوسط» أمس جمهور التيار للمشاركة الشعبية الحاشدة في تشييع العسكريين الشهداء «كل في منطقته، ليكون يوم التشييع عرساً وطنياً يليق بالشهداء الأبطال وبصمود عائلاتهم وبالتضحيات التي حققها جيشنا الوطني دفاعاً عن كل اللبنانيين»، مجدداً التأكيد على موقف الرئيس الحريري لناحية «إصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الحقيقة كاملة في قضية استشهاد العسكريين».

وفي الشق السياسي من استهلالية رئيس مجلس الوزراء، برز تذكيره بسياسة «النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة» التي تنتهجها حكومته، وشدد على أنه «في هذه اللحظة من مصلحة لبنان الابتعاد عن توتير الأجواء مع كل الأصدقاء وخصوصاً الأشقاء والبحث عن حماية مصلحة اللبنانيين»، مؤكداً أنّ «لبنان ليس جزءاً من أي محور بل هو جزء فاعل من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ويقوم بدوره ويتحمل مسؤولياته في حماية شعبه وحدوده وسيادته من خلال قواه الأمنية الذاتية».

وأوضحت مصادر وزارية أنّ الجلسة التي تخللها عرض قدمه وزير الدفاع يعقوب الصراف لتفاصيل عملية «فجر الجرود» وما آلت إليه من انتصار على الإرهاب وتظهير لحقيقة مصير العسكريين، سادتها أجواء من النقاش الهادئ تحت سقف الحفاظ على أهمية الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني لمصلحة البلد وسيادته وأمنه، مشيرةً إلى أنّ مداخلة وزيري «حزب الله» لم تخرج عن هذا الإطار وسط تأكيدهما على كون الحزب أقدم على معركة الجرود بهدف تحصين البلد وحمايته من التهديد الإرهابي.

أما في مقابل السياسة التي يمارسها «حزب الله» للدفع بعلاقات لبنان العربية «نحو الهاوية والزج به في أتون حلقة جهنمية من حلقات الصراع الإقليمي»، فلفت الانتباه الرد الحازم من «تيار المستقبل» إزاء هذه السياسة التي «باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على دور لبنان وعلاقاته بأشقائه، ووسيلة يومية لابتزاز الدولة ومؤسساتها الشرعية ودفعها للسقوط في المستنقع المشترك للنظامين السوري والإيراني»، ليشدد التيار حيال ذلك على التمسك بعروبة لبنان وبتاريخ العلاقة بأشقائه، مؤكداً من هذا المنطلق على أنّ «الاستقرار السياسي لا يستقيم على قاعدة الإفراط المتواصل والبذيء في الإساءة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي»، مع إشارته إلى أنّ المواقف التي صدرت عن مسؤولين سعوديين بشأن لبنان تأتي بمثابة «رسالة تنبيه يجب تلقفها والتعامل معها بكل جدية ومسؤولية من كل لبناني معني بحماية مصالح لبنان واستقرار علاقاته مع الأشقاء العرب».