عون في سنويته الأولى: نبني الدولة بالتدرّج ولا علاقات وزارية مع سوريا
محمد بن سلمان يبحث والحريري المستجدات
بُعيد مشاركته في احتفال قوى الأمن الداخلي إحياءً لذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن وافتتاحه جادة حملت إسم الشهيد في منطقة المرفأ متعهداً مواصلة مسيرة بناء الدولة ومؤكداً أنّ «من قتل وسام الحسن سيدفع الثمن غالياً»، برزت بعد ظهر أمس الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية حيث استقبله في الرياض ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وعقد معه اجتماعاً استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية.
وليلاً، استحوذت إطلالة رئيس الجمهورية ميشال عون على مختلف شاشات التلفزة المحلية لمناسبة حلول السنة الأولى على انتخابه رئيساً في 30 تشرين الأول من العام الفائت، فكانت سلسلة مواقف لعون حرص في مستهلها على التوجه إلى اللبنانيين بضرورة عدم الالتفات إلى «الشائعات والمزايدات» والاعتماد بدلاً من ذلك على «ثقتهم بأنفسهم وبشركائهم» لتقييم حصيلة السنة الأولى من عهده.
وفي حواره مع مدراء الأخبار في القنوات التلفزيونية اللبنانية، شدد رئيس الجمهورية على أن بناء الدولة يتم بالتدرّج لأنه من دون بناء المؤسسات تصبح مكافحة الفساد أمراً مستحيلاً، معدداً في هذا المجال سُلّم الأولويات والإنجازات الوطنية التي عمل بالتعاون
مع حكومة الرئيس الحريري على تحقيقها أمنياً وقضائياً ومالياً وديبلوماسياً فضلاً عن تجهيز عدة مخططات لمعالجة الأزمات المزمنة، وأردف قائلاً: «الدولة كلها كانت «expiry date» ونقوم ببنائها من جديد، ونحن حققنا مع هذه الحكومة في عشرة أشهر ما لم يتحقق خلال عشرات الحكومات» السابقة. بينما جزم في ما يتعلق بالاستحقاق النيابي المقبل، أنّ الانتخابات ستجرى في موعدها «والقانون الانتخابي الجديد لن يعدّل و«الألغام» لن تمنع إجراء الانتخابات».
وإذ أعرب عن إطمئنانه إلى أنه «لا خوف على الليرة ولا على المصارف اللبنانية» وإلى أنّ «العقوبات الأميركية الجديدة على «حزب الله» لن تؤثر على البلد»، رأى عون أنّ ظاهرة سلاح «حزب الله» لها أسبابها الداخلية والخارجية، معتبراً أنّ هناك «عجزاً في التجهيزات وفي المالية العامة» يحول دون تسليح الجيش اللبناني ليكون قادراً على حماية الوطن لوحده بالإضافة إلى الشق المتعلق بوجود بعض الأراضي غير المحررة واستمرار وضع اللاجئين الفلسطينيين معلقاً فضلاً عن استمرار التهديدات الإسرائيلية لأبناء المناطق الحدودية، ليخلص إلى القول بأنّ حل موضوع سلاح «حزب الله» يحتاج إلى حل قضية الشرق الأوسط لا سيما وأنّ «لبنان بلد عربي ويحتاج إلى حل خارجي يشمل الدول العربية المحيطة بإسرائيل»، مع تشديده في الوقت عينه على كون الدولة اللبنانية ملتزمة القرار الدولي 1701 وكذلك «حزب الله»، من ضمن سلسلة ضوابط وقوانين تحفظ الاستقرار الداخلي وتحدّ من العمل المسلح داخل الأراضي اللبنانية.
وعن رؤيته لعلاقة لبنان مع محيطه العربي، أجاب: «نريد السلام مع الكل وأنا أحترم ميثاق جامعة الدول العربية وأعتبر كل العرب أشقاءنا لذلك لن نكون طرفاً في أي خلاف بين شقيق وشقيق ولن ندخل البلد في لعبة أكبر منه سواءً مع الأشقاء أو الغرباء». ورداً على سؤال، أكد رئيس الجمهورية أنه لا يوافق على تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني حيال الشأن اللبناني، غير أنه استدرك بالقول: «أنا شخصياً لا أستشعر أي ضغط إيراني ولا روسي ولا أميركي على قرارنا الوطني لكن في الوقت عينه علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ إيران أصبحت قوة إقليمية لها تأثيرها بالحلول في الشرق الأوسط ولديها مطامع استراتيجية». وأضاف: «وحدتنا الوطنية هي الأساس ونحن غير مسؤولين عن الصراعات الحاصلة في المنطقة والتي يشارك فيها «حزب الله» ولا نغطي بموقفنا «حزب الله» إنما نغطي البلد».
وعما إذا كان يرى وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى فرصة لتعديل اتفاق الطائف، شدد عون أنه لا يفكّر بذلك، في حين نفى نفياً قاطعاً وجود أي دعوة سورية رسمية لزيارته دمشق مع تأكيده أنّ العلاقات بين البلدين ليست على مستوى وزاري، وأضاف رداً على سؤال: «نعالج هذا الملفعلى «رواق» نظراً لوجود وجهتي نظر داخل الحكومة حيال مسألة الاتصال السياسي مع سوريا».