بري على «تفاهم تام» مع عون: «بكّير كتير كتير» الحديث عن استقالة أو تأليف
48 ساعة من الضرب على وتر استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بمعزوفة ممجوجة أطلقتها «جوقة» الممانعة وأغرقت بها «العالم الافتراضي» بوابل من الشائعات والفبركات لصمّ الآذان وتشويش الأذهان عن جوهر الاستقالة.. وفي لحظة حقيقة واحدة لا أكثر، تبددت الأوهام ليتبيّن أنّ كل ما حيك من خيوط تشهير وتحوير للوقائع ما هو على أرض الواقع سوى افتراءات وتخرصات «أوهن من بيت العنكبوت» سرعان ما تكشف وهنها ووهمها تحت وقع صورة لقاء قصر «اليمامة» التي وثّقت بالعين المجرّدة الحفاوة الملكية التي أحاط بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ضيفه الرئيس الحريري مُعزّزاً مُكرّماً وسط حشد من كبار الوزراء السعوديين. ليعبّر الحريري على الأثر عن سروره باللقاء عبر تغريدة أرفقها بصورته مع الملك سلمان قائلاً: تشرفت بزيارة خادم الحرمين الشريفين في مكتبه بقصر اليمامة.
ولأنّ الصورة أصدق إنباءً من «الكذبِ».. توالت التصريحات السعودية الرسمية أمس في معرض تسخيف ما سيق من أنباء مزعومة حول ظروف إقامة الحريري في المملكة، سواءً من خلال تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ «الرئيس الحريري بإمكانه مغادرة السعودية متى يشاء» أو عبر تشديد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان على أنّ كل المزاعم التي أطلقت بشأن وضع الرئيس الحريري في إقامة جبرية في المملكة أو إجباره على الاستقالة من رئاسة الحكومة لا تعدو كونها «أكاذيب لتشتيت اللبنانيين (…) والأيام المقبلة ستثبت زيفها»، كاشفاً في حديث الى «العربية» عن أنّ الملك سلمان وضع الحريري خلال لقائهما أمس في «تفاصيل عدوان «حزب الله» على السعودية»، وأضاف الوزير السعودي: «لن نرضى أن يكون لبنان مشاركاً في حرب على السعودية وسنعامل حكومته كحكومة إعلان حرب بسبب ميليشيات حزب الله»، إلا أنه أردف بالتأكيد على كون «الرئيس الحريري وشرفاء لبنان» لن يقبلوا بمواقف «حزب الله».
وكان السبهان قد غرّد على «تويتر» قائلاً: «لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبداً كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب إلى دولنا وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام»، بينما لفت الانتباه أمس ما كشفته قناة «العربية» نقلاً عن مصادر غربية حول رصد محاولات تشويش تعرض لها موكب الحريري في بيروت قبل أيام من إعلان استقالته، موضحةً أنّ هذا التشويش كان ناجماً عن أجهزة مختصة لتعطيل وإرباك أجهزة «الأواكس والرادار» تبيّن أنها إيرانية الصنع، وأشارت المصادر إلى أنّ تعقب الأجهزة كشف قيام القائمين على الرادار بجولات مسح أخرى على مواكب الحريري البديلة والتمويهية.
بري في بعبدا
في الغضون، وبينما يواصل رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاته المالية والأمنية والقضائية لتحصين الوضع المؤسساتي في البلد، على أن يُطلق بدءاً من اليوم سلسلة لقاءات تشاورية مع مختلف القيادات السياسية للتداول في آخر المستجدات الناتجة عن إعلان رئيس الحكومة استقالته، برزت مساءً زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري قصر بعبدا فور وصوله إلى بيروت آتياً من شرم الشيخ، ليخرج بعد اللقاء مؤكداً أنه على «تفاهم تام وكامل ومنجز» مع عون، مضيفاً رداً على أسئلة الصحافيين: «بكير كتير كتير كتير» الحديث عن استقالة أو تأليف حكومة.
قلق دولي.. ودعم للبنان
توازياً، توالت ردود الفعل الدولية أمس تعليقاً على نبأ استقالة رئيس الحكومة، بحيث أعلنت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في بيان مشترك إثر اجتماع أعضائها في بيروت أنهم «أعربوا عن قلقهم عقب إعلان استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وأعادوا تأكيد دعمهم القوي والجماعي لوحدة واستقرار وسيادة وأمن لبنان وشعبه».
في حين أبدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان احترامها للقرار الذي اتخذه الحريري، ودعت «جميع الأطراف اللبنانية للعمل بروح من المسؤولية والتوافق»، مشددةً على أنه «من مصلحة الجميع ألا يدخل لبنان في مرحلة عدم استقرار جديدة»، مع الإشارة إلى أنّ باريس ستبقى «على اتصال وثيق مع جميع اللاعبين السياسيين اللبنانيين»، وسط تجديد دعمها «لوحدة لبنان الصديق وسيادته واستقراره».
بدورها، علّقت بريطانيا على لسان نائب ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة على استقالة الحريري بالقول: «نحتاج إلى بعض الوقت لنفهم بالتحديد ما هي أسباب هذه الاستقالة»، مؤكداً دعم لندن لمؤسسات الدولة في لبنان «التي تلعب دوراً مهماً في استقرار هذا البلد».