استشارات رئاسية وروحية مفتوحة.. ومنسوب القلق الدولي يتصاعد
حالة «ترقّب وتريّث» وطنية.. والحريري يواصل مشاوراته العربية
تحت تأثير الصدمة المدوّية التي خلفتها استقالة الرئيس سعد الحريري، تحوّل البلد إلى ما يُشبه خلية استشارات مفتوحة تسعى بكل ما أوتيت من قوى رئاسية وسياسية وروحية إلى محاولة امتصاص تداعيات الصدمة مؤسساتياً ومالياً واقتصادياً وأمنياً وسط حالة من «الترقب والتريث» فرضها أداء رئيس الجمهورية ميشال عون في مقاربته للأزمة بالتكافل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. في وقت يواصل الحريري مشاوراته العربية لمواكبة المستجدات على الساحتين الوطنية والإقليمية وتعزيز سبل حماية لبنان إزاء التحديات الراهنة والداهمة، وبرزت في هذا السياق الزيارة التي قام بها أمس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث استقبله وليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ واستعرض معه العلاقات الأخوية والتطورات اللبنانية.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن آل نهيان تأكيده للحريري وقوف بلاده إلى جانب لبنان «في شأن التحديات والتدخلات الإقليمية التي تواجهه وتعيق طريق البناء والتنمية فيه وتهدد سلامة وأمن شعبه الشقيق»، بينما عبّر الحريري عن تقديره لحرص الإمارات «الدائم على دعم لبنان في مختلف الظروف من أجل تعزيز وحدته وضمان أمنه واستقراره».
وفي بيروت، أطلق رئيس الجمهورية أمس جولة لقاءات تشاورية مع رؤساء سابقين وقيادات وشخصيات سياسية ورؤساء أحزاب للبحث في نتائج إعلان رئيس الحكومة استقالته والسبل الكفيلة بإخراج البلد من الأزمة المتأتية عن ذلك. وإذ يستكمل عون لقاءاته التشاورية اليوم، برزت في إطار موازٍ سلسلة اللقاءات التي عقدت للغاية نفسها في دار الفتوى حيث أمّت الدار شخصيات وقيادات من مختلف الطوائف لا سيما منها المسيحية للوقوف عند رأي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والتشاور معه إزاء المستجدات، وسط تأكيد جامع على أهمية وحدة الصف اللبناني وتضافر الجهود الوطنية للحفاظ على الاستقرار والانتظام العام في البلاد.
وفي «بيت الوسط»، قررت كتلة «المستقبل» النيابية إبقاء جلساتها مفتوحة بانتظار عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، متمنيةً إثر اجتماعها أمس «خروج لبنان من الأزمة التي يمرّ بها في هذه المرحلة في غياب رئيس الحكومة».
قلق دولي
في الغضون، لوحظ خلال الساعات الأخيرة ارتفاع منسوب القلق الدولي جراء تطوارت الأحداث في لبنان، إذ وبينما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني أنّ هذه التطورات تشكل «مصدر قلق» أوروبي بُعيد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، أعربت الخارجية الروسية في بيان عن أمل موسكو «في المرحلة الحالية المثيرة للقلق بأن يتمكن اللبنانيون من الاتفاق على حل يتجاوب مع مصالح الحفاظ على السلام المدني والاستقرار في لبنان وأمن هذه الدولة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام»، داعيةً في الوقت عينه «كل القوى الخارجية التي لها تأثير على تطورات الأوضاع في لبنان إلى ضبط النفس واتخاذ مواقف بناءة، ما يعتبر أمراً بالغ الأهمية في ظل الأوضاع المُعقدة في المنطقة».
وليلاً، لفتت الخارجية الأميركية في بيان إلى أنها «تدعم حكومة لبنان لكنها تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية»، مشيرةً في ما يتعلق بقرار استقالة الحريري إلى أن واشنطن «لم تتلقَّ إخطاراً مسبقاً» به.