المشنوق: الإرهاب القادم من سوريا والعراق أصبح في لبنان واليقظة الأمنية كبيرة
«لا تراجع» عن إجراءات الحدود.. وأزمة الشاحنات انتهت
بمعزل عن الخلافات المستمرة بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والطموحات «الصاروخية» والتوسّعية لـ«حزب الله» سواءً من خلال ضلوعه في قتال الشعب السوري أو التلويح بفتح جبهة «فاتح» الإيرانية على الحدود اللبنانية الجنوبية رداً على الهجمات التي يتعرض لها الحزب ونظام الأسد في سوريا.. يعود متحاورو عين التينة اليوم إلى جولة ثالثة من الحوار الدائر بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» بهدف نزع فتائل الاحتقان المذهبي وبحث السبل الآيلة إلى تحصين الساحة الداخلية وتدعيم بنيان الدولة وبنية مؤسساتها على أسس متينة تتيح بسط سلطان الأمن الشرعي على سائر الغيتوات المناطقية. وتوازياً، تتواصل المساعي الوطنية لفكفكة أواصر الاشتباك والتشابك مع الأزمة السورية من خلال جملة إجراءات رسمية تتقدمها تلك المتخذة عند الحدود والتي شدد وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال اجتماع خلية الأزمة الأخير على أن «لا تراجع عنها»، في حين أكد أمس لـ«المستقبل» أنّ أزمة عبور الشاحنات من لبنان إلى سوريا التي أتت في أعقاب هذه الإجراءات «تمت معالجتها وانتهت خلال الساعات الماضية».
وخلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السرايا الحكومية أمس ووصفتها مصادر وزارية لـ«المستقبل» بأنها كانت «هادئة لدرجة الملل»، طرح وزير الاتصالات بطرس حرب سؤالاً حول مستجدات الأمور في ما يتعلق بالإجراءات الحدودية مع سوريا، فأجابه وزير الداخلية بالإشارة إلى أنّ مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم زار دمشق وشرح طبيعة الإجراءات المتخذة من قبل السلطات اللبنانية عند الحدود فتفهموا الوضع.
أما على صعيد مقررات الجلسة فلفتت المصادر الوزارية إلى أهمية الموافقة على التمديد للشركة المعنية بملف النفايات في طرابلس لفترة 3 أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة أسوةً بما حصل في ملف شركة سوكلين، بينما عُلم أنّ المجلس وافق على حوافز للبلديات المحيطة بمطمر الناعمة بقيمة 36 مليار ليرة مع الإشادة بالدور الذي لعبه وزير البيئة محمد المشنوق في إدارة ملف النفايات وبنتائج الاجتماع الموسّع الذي عقده رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في كليمنصو والذي خلص إلى الموافقة على خطة الحكومة.
وفي خضم مقاربة ملف النفايات نقلت المصادر الوزارية لـ«المستقبل» عن وزير الإعلام رمزي جريج قوله خلال الجلسة: «بما أننا على مدى اليومين الماضيين أغدقنا بالإشادة على أداء الوزير نهاد المشنوق وإنجازاته سواءً في سجن رومية أو في مواجهة الاعتداء الإرهابي على جبل محسن، أودّ اليوم أن أشيد بأداء الوزير محمد المشنوق على أدائه في ملف النفايات من أجل إحقاق التوازن العائلي». فردّ وزير الداخلية ممازحاً: «أتمنى عليك معالي الوزير إرجاء هذه الإشادة إلى الجلسة المقبلة لكيلا تخرج جلسة اليوم ببيان عائلي».
وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قد نوّه في مستهل الجلسة بالإنجاز الذي حققه الوزير المشنوق وشعبة المعلومات في إلقاء القبض على أحد المتهمين الرئيسيين في جريمة قتل المواطن إيف نوفل في بريتال، وسط تأكيد وزاري على ضرورة تطبيق الخطة الأمنية في البقاع الشمالي.
الخطة الأمنية..
و«مربّع الموت»
ومساءً، أكد المشنوق عبر برنامج «كلام الناس» على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أنّ «الخطة الأمنية ستنفّذ في البقاع في أقرب وقت وبتغطية سياسية شاملة»، مذكّراً بحديثه السابق عن «مربّع الموت» الذي يشمل عدداً من مناطق البقاع الشمالي مع تشديده على كون أهالي هذه المناطق هم أكثر المتضررين من الوضع الشاذ القائم هناك. وبينما استعرض البرنامج صوراً حصرية للحظة توقيف شعبة «المعلومات» في بريتال المطلوب شربل خليل المحرّض على قتل المغدور نوفل، كشف المشنوق أنّ خليل كان متوارياً لدى المدعو حسين مظلوم الذي سارع إلى تسليمه بعد تطويق منزله في حين أنّ العسكري محمد مظلوم الذي تولى نقل وتهريب خليل إلى بريتال بات موقوفاً في السجن، مشيراً في الوقت عينه إلى العمل على تعقب وتوقيف المتورطين الآخرين في هذه الجريمة التي بلغ عدد الموقوفين فيها 8 وجاري تعقب 5 آخرين. كما شدد على أنّ مفاعيل الخطة الأمنية في البقاع ستشمل في الجزء الأساس منها توقيف المطلوبين المتوارين هناك ومن بينهم الأفراد المعروفون بالاسم من آل جعفر والضالعون في ارتكاب جريمة قتل المواطنين من آل فخري في بلدة بتدعي.
ورداً على سؤال، أشار المشنوق إلى عزم الدولة إيجاد الحلول المناسبة للوضع القائم في مخيم عين الحلوة بالتعاون مع القوى الفلسطينية في المخيم وفاعليات المنطقة، مع تأكيده أنّ هذه الحلول لن تشمل اعتماد الخيار العسكري، كاشفاً في هذا السياق أنّ «مَن جنّد لعملية طرابلس الإرهابية موجود في عين الحلوة» وجزم بأنّ «المخيم لن يبقى مكاناً آمناً للمطلوبين والإرهابيين».
الإرهاب أصبح هنا
وزير الداخلية حذر «بكل صراحة ومسؤولية» من أنّ «الإرهاب القادم من سوريا والعراق أصبح على الأراضي اللبنانية» إلا أنه شدد في المقابل على أنّ «اليقظة الأمنية كبيرة وجدّية لمنع تنفيذ أي عمليات إرهابية ناجحة في أي من المناطق»، وقال: «نحن نتابع كل الأفراد (المشتبه بهم) الحاضرين والغائبين» الذين سبق أن توجهوا إلى سوريا للقتال مع المجموعات الإرهابية، مؤكداً أن «القدرات الأمنية تتحسّن بشكل كبير وهي ستصبح أفضل أكثر فأكثر بفضل الهبة السعودية (بقيمة مليار دولار) والتي تشمل تعزيز قدرات القوى الأمنية سواءً في الأمن العام أو في الأمن الداخلي، وهما الجهتان المعنيتان بالتركيز في عملهما على جمع المعلومات والمتابعات التقنية»، مع إشارته في هذا الإطار إلى أنّ مواجهة الإرهاب تتطلب «تماسكاً وطنياً واحترافاً أمنياً وشجاعة فقهية».
تفتيش المبنى «ب» ينتهي الاثنين
وفي معرض تطرقه إلى العملية الأمنية المحترفة في سجن رومية، كشف المشنوق أنه كان قبل تنفيذها قد فاتح الرئيس سعد الحريري بالأمر فأجابه: «اتكلوا على الله واذهبوا في التنفيذ حتى النهاية إذا كنتم واثقين من قدراتكم على تنفيذ عملية أمنية نظيفة لا تسقط خلالها أية إصابات في الأرواح». ولفت وزير الداخلية كذلك إلى أنه حين طلب موافقة الرئيس سلام على تنفيذ العملية «أبدى حماسة لذلك وشجّع على المضي قدماً في التنفيذ». وأشاد المشنوق «بالقدرات الاحترافية التي أظهرتها شعبة المعلومات في هذه العملية التي جرى خلالها نقل 865 سجيناً من المبنى «ب» إلى المبنى «د» من دون تسجيل خطأ واحد»، معرباً في الوقت عينه عن تقديره الكبير لدعم الجيش وجهوزيته في مواكبة تنفيذ العملية، وكذلك الأمر بالنسبة للدور الذي لعبه الدفاع المدني في إطار التنفيذ. وأكد المشنوق رداً على سؤال أنّ انتهاء عمليات التفتيش الأمني في المبنى «ب» ستنتهي الاثنين المقبل، بينما عمليات ترميم المبنى ستنجز في مدة أقصاها 3 أشهر، على أن ينتهي العمل في تحديث سجن رومية بعد 18 شهراً ليصبح «مطابقاً للمواصفات الانسانية الطبيعية».
كلام نصرالله
«لا يمثل الحكومة»
سياسياً، برز تشديد المشنوق على كون موقف «تيار المستقبل» من تدخل «حزب الله» في الحرب السورية «لا يزال على حاله»، لافتاً الانتباه في هذا السياق إلى أنّ «التيار لم يتخلّ عن مواقفه ومبادئه» بمعزل عن الحوار الجاري مع الحزب. كما أكد أنّ «كلام السيد حسن نصرالله حول البحرين لا يمثل الحكومة اللبنانية»، مشدداً في المقابل على أنّ «شعب البحرين هو شعب عربي أصيل».
ضبط سيارة مفخخة
ميدانياً، نجحت الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية قبالة جرود عرسال في رصد وتفكيك سيارة مفخخة بعبوة زنتها 120 كلغ، وأوضحت قيادة الجيش أمس أنّه «نتيجة المتابعة لعملية توقيف الارهابيين والبحث عن السيارات المفخخة، تمكنت دورية من مديرية المخابرات من رصد سيارة نوع مرسيدس مشبوهة في جرود عرسال – عين الشعب، وبعد الكشف عليها تبيّن أنها مفخخة بعبوة زنتها 120 كلغ معدة للتفجير»، وقد عمل الخبير العسكري على تفكيكها.
وكان الجيش قد لفت الانتباه في بيان سابق إلى أنّ «مديرية المخابرات أحبطت مخططاً لتنفيذ سلسلة عمليات إنتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن، فأوقفت كلا من بسام حسام النابوش وإيلي طوني الوراق (الملقب أبو علي) والسوري مهند علي محمد عبد القادر، الذين كانوا يتحضرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية، ويتجولون ببطاقات سورية وفلسطينية مزورة«. وكشف البيان أنّ «التحقيقات أظهرت إنتماء الموقوفين لمجموعة المطلوبين الفارين أسامة منصور وشادي المولوي، ومبايعتهم لتنظيمات إرهابية، ومشاركتهم في القتال في سوريا وفي الإعتداءات على الجيش وفي الإشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة«.