IMLebanon

مجلس الأمن ينوّه بالحريري: إجماع على التريث والعودة

لم تخرج وقائع جلسة مجلس الأمن الدولي حول القرار 1701 عن المسار الدولي والأممي الداعم لاستقرار لبنان والحريص على عدم تعريضه لأي اهتزازات داخلية أو ارتدادات إقليمية من شأنها أن تقوّض أمنه الوطني الصامد حتى الساعة في وجه تمدّد النيران الفتنوية المندلعة على كافة جبهات المنطقة. وفي إطار مواكبة هذه الوقائع، تنقل مصادر ديبلوماسية شاركت في الجلسة لـ«المستقبل» أنّ أعضاء مجلس الأمن أجمعوا خلال مداولاتهم المتصلة بالمستجدات اللبنانية على التنويه بخطوات رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وعبّروا عن الثناء بعودته إلى بيروت وبالإجماع الوطني اللبناني حول هذه العودة، مع إشادتهم بشكل خاص بقراره التريث في تقديم استقالته من رئاسة الحكومة.
وعن مجريات النقاش الذي حصل بشأن مضمون التقرير الأممي حول تطبيقات القرار الدولي 1701، أوضحت المصادر الديبلوماسية أنّ المجتمعين أشادوا بهذا التقرير الجديد الذي يبيّن حجم المواكبة الدقيقة للوضع في جنوب لبنان، وبرز في هذا الإطار، كما لاحظت المصادر، ترحيب أميركي لافت بتوجّهات التقرير لا سيما لناحية ما تضمنه من متابعات تفصيلية للوضع الراهن في المنطقة الحدودية الواقعة ضمن نطاق عمل «اليونيفل».
الحريري يندد بصاروخ اليمن
في الغضون، استرعى الانتباه أمس تحذير رئيس مجلس الوزراء من «عواقب خطيرة» لعمليات إطلاق الصواريخ من اليمن على الأراضي السعودية. وإذ ندد في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي بهذه العمليات التي تستهدف المملكة العربية السعودية وآخرها عملية إطلاق صاروخ باليستي مصدره الأراضي اليمنية، اعتبر الحريري أنّ «مثل هذه العمليات تُشكل تهديداً جديداً للأمن الإقليمي وتنذر بعواقب خطيرة».
المزايدون والتحريف.. تابع!
أما في جديد مسلسل المزايدات الدونكيشوتية المكشوفة على خطوات الرئيس الحريري الضامنة للاستقرار والسلم الأهلي في البلد، أتت الحملة التحريضية التحريفية الممنهجة للكلام الذي أدلى به لمجلة «باري ماتش» لتجدد المحاولات اليائسة الهادفة إلى ضرب الاستقرار الوطني وإشعال الفتنة بين اللبنانيين عبر الترويج لأضاليل وفبركات وبطولات يدعيها المزايدون في «العالم الافتراضي» (ص 3) لغايات شعبوية مفضوحة تهدف إلى تشويه الحقائق وضرب التسوية الوطنية التي أنقذت البلد وناسه وأعادت الأمل بالعبور إلى الدولة والانتظام للعمل المؤسساتي فيها.
“Il faut bien faire la distinction. Au Liban, le Hezbollah a un rôle politique. Il a des armes, certes, mais il ne les utilise pas sur le sol libanais. L’intérêt du Liban est de faire en sorte que ces armes ne soient pas utilisées ailleurs. De là vient le problème”.
.. هذا ما قاله رئيس مجلس الوزراء بالفرنسية للمجلة الباريسية.. عبارة حرفية لا تحتمل التحريف واللبس والتأويل. ورغم ذلك آثر الحريري التوجّه إلى المزايدين عليه مغرّداً بالعربي الفصيح: «ما قلته في “باري ماتش” واضح وضوح الشمس نحن الآن عندنا ربط نزاع مع “حزب الله” مثل ما هم عندهم ربط نزاع معنا»، وأضاف بالعربي الدارج: «إلي صار بالماضي لا ننكره لكن نحن عم نبني لنحمي استقرار البلد وفي ناس عم تبني لفتنة بالبلد».
جواب الرئيس الحريري الحرفي على السؤال الصحافي حول سلاح «حزب الله» أتى بمعانيه الفرنسية الواضحة ليبدد خيوط الحملة الممنهجة التي شنّها المزايدون وأرباب مشروع جرّ البلد إلى أتون الفتنة والحرب الأهلية تحت شعار شعبوي تضليلي مفاده أن رئيس الحكومة ينفي وقوع حوادث 7 أيار أو أنه نسيها، في حين جاءت إشارته إلى كون الحزب لا يستعمل أسلحته في الداخل اللبناني واضحة المقصد والمعنى لجهة كونها مسألة محصورة زمنياً بالوقت الحاضر حيث «حزب الله» لا يستخدم أسلحته الآن على الساحة الداخلية وهو واقع ملموس مشهود للعيان ولا يستطيع أحد من المزايدين إنكاره على أرض الواقع اللبناني.
وفي السياق نفسه، حرص وزير الثقافة غطاس خوري في إطلالته عبر برنامج «كلام الناس» على التذكير بما قاله الرئيس الحريري ومعانيه المتمحورة حول التأكيد على أنّ سلاح «حزب الله» لن يُستخدم في الداخل في ظل التوازن الداخلي الحاصل نتيجة حالة «ربط النزاع» مع الحزب، وأردف خوري مضيفاً: الرئيس الحريري قال إنّ السلاح لا يستخدم في الداخل ولم يقل لم يُستخدم في الداخل لكن هناك من ينتظره «على الكوع».
وبغض النظر عمن يكمنون لرئيس الحكومة «على الكوع»، يبقى الثابت الوحيد والأكيد أنه لم ينسَ ولن ينسى ما حصل في 7 أيار 2008 في بيروت.. ولن يعطي أحداً فرصة جديدة لتخريب بيروت.