وطنية – كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: بنبرة مسؤولة ومُلتزمة “حدود المصلحة العامة” بعيداً عن لا محدودية “المعايير والمعايير المضادة” التي أعادت إغراق البلاد في دوامة التعطيل والتنكيل بالمؤسسات لمآرب سياسية وحزبية لا تقيم لمصلحة الدولة وأبنائها وزناً، رفعت كتلة “المستقبل” النيابية الصوت أمس فدقّت “جرس الإنذار” في مواجهة “سياسة رفع سقوف المطالب الوزارية” وتناسل الطروحات والمعادلات الدائرة في فلك تأليف الحكومة إلى حدّ اعتبار التشكيلة المرتقبة “صندوق هدايا نهدي منه من نشاء ونحجب الهدايا عمن نشاء” بشكل بدأ يخفي في ماورائياته “إرادات لا تستعجل التأليف” وتمعن في استنساخ التجارب السابقة في “تعطيل المؤسسات وتعليق العمل بالموجبات الدستورية”.
وإزاء هذا الواقع التعطيلي المتمادي في تغييب الحس الوطني وعدم “وعي الأضرار الجسيمة” الناتجة عنه سواءً لجهة “تعميق عوامل الخلاف” أو لناحية “الكلفة الباهظة على نمو الاقتصاد والمالية العامة”، نبّهت الكتلة إثر اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في “بيت الوسط” إلى أنّ الخزينة باتت ترزح، جراء كلفة التعطيل وإضاعة الفرص، تحت ضغط استحقاقات “لم يعد من الممكن غض النظر عنها أو تغطيتها بالمهدئات الإعلامية”، سيما وأنّ “ذروة الهدر تتجلى في السياسات التي تؤدي إلى تأخير تشكيل الحكومة وتعطيل عمل المؤسسات والانتقال من أزمة سياسية مفتوحة إلى أزمة أخرى ما يمكّن الفساد من التحكم بمفاصل عديدة في الدولة”.
وبعد استعراضها نسب التقديرات المعلنة حول الموازنة العامة، لفتت “المستقبل” الانتباه إلى أنّ “هذه التقديرات يُفترض أن تشكّل جرس إنذار للعهد والمجلس النيابي والحكومة بكل اتجاهاتها بأنّ المراوحة في دوامة التجاذب واختلاق الأعذار والشروط والعودة إلى المربع الأول في عملية تأليف الحكومة، باتت مسألة غير مقبولة، ولا بد من وضع حد لها بمبادرات يتشارك فيها الجميع لا سيما القوى المعنية بالعقد التي باتت معروفة لكل المواطنين”، مجددةً دعوة القوى السياسية إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف “والتزام التنازلات المتبادلة التي توجبها التحديات الداخلية والخارجية”، مع التأكيد على استمرار جهود الحريري في هذا الاتجاه خصوصاً أنه “يراهن قولاً وفعلاً على إعادة تفعيل دورة الاتصالات والتزام السعي لتشكيل حكومة وفاق وطني يتضامن أطرافها على التصدي لكافة الاستحقاقات والمخاطر”.
وفي معرض تطرقها للمخاطر الإقليمية وانعكاساتها على لبنان، شددت الكتلة على أنّ المصلحة الوطنية “تقتضي التزام موجبات النأي بالنفس وتجنّب الرسائل التي تسيء إلى علاقاتنا مع الأشقاء العرب”، مؤكدةً على وجوب عدم جعل لبنان “ساحة لصراعات الآخرين ولا مسرحاً للتوازنات الصاروخية الإقليمية”، وحذّرت في الوقت عينه من “مخاطر التهديدات الإٍسرائيلية” بالتوازي مع التنبيه من “سلبيات الخوض بإطلاق ردود الفعل الشعبوية التي تُساهم عن قصد أو غير قصد في عزلة لبنان عن التخاطب المسؤول مع المجتمع الدولي”.
وإذ شددت على أنّ “حماية السلم الأهلي وتضامن اللبنانيين في هذه المرحلة يُشكلان السلاح الأقوى في مواجهة تهديدات إسرائيل”، أكدت “المستقبل” أنّ “الخروج على قواعد الوحدة والوفاق الوطني يقدم للأعداء هدايا مجانية تضع لبنان وشعبه في مرمى المخاطر التي تستهدفه على كل صعيد”، معربةً عن رفضها “للتهديدات التي وردت في خطاب بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة”، ومطالبةً في المقابل “المجتمع الدولي وكل الأصدقاء في العالم الوقوف على الأهداف الحقيقية لتلك التهديدات والمحاولات التي ترمي إلى ربط مصير لبنان بالنزاعات القائمة في المنطقة”.