IMLebanon

سلام لـ«المستقبل»: ضمانتنا الـ1701

«حزب الله» يتعهّد أمام مجلس الوزراء «عدم تعريض لبنان للخطر»

 

جدّد لبنان أمس تصويب بوصلة مواقفه الرسمية تجاه الأحداث والتحديات الماثلة على الساحتين المحلية والإقليمية، بتأكيد مجلس الوزراء أنّ «أي تصريح يصدر عن أي طرف سياسي لا يعبّر إلا عن رأي هذا الطرف بينما المجلس هو الذي يعبّر عن موقف الدولة»، وهو ما بدا بمثابة التبني الجامع من قِبَل المجلس لما كان قد أعلنه رئيس الحكومة تمام سلام غداة صدور كلام مسيء بحق مملكة البحرين عن الأمين العام لـ«حزب الله»، حين شدد سلام بكلام لا يقبل أي التباس على كون «الكلام الذي يصدر عن أيّ جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبّر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية». أما في ما يتعلقّ بالاعتداء الإسرائيلي على القنيطرة السورية فقد «دان المجلس هذا الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد عدد من اللبنانيين»، مجدداً الإعراب عن «التزام لبنان القرار الدولي 1701 في مقابل استمرار إسرائيل في خرقه باعتدائها المتكرر على الأراضي اللبنانية والجيش اللبناني»، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أنّ «التصدي لأي اعتداء إسرائيلي يتحقق بوحدة اللبنانيين وتضامنهم وبالتزام المقررات الدولية». في حين حرص رئيس مجلس الوزراء على توكيد أهمية الالتزام بسقف مظلة الأمان التي تؤمنها هذه المقررات للبنان في مقابل ما يحيط به من أخطار إقليمية لا سيما في ضوء الهواجس المرتبطة بفرضية الانعكاسات السلبية لغارة القنيطرة على استقرار الجبهة اللبنانية، بقوله لـ«المستقبل» بُعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء: «ضمانتُنا الـ1701».

وكان سلام قد تطرّق في مستهل الجلسة إلى «التطورات الخطيرة التي تمرّ بها المنطقة والتي يمكن أن تؤثر على أوضاعنا الداخلية»، مؤكداً وجوب «أن تستوعب الحكومة ارتدادات هذه التطورات وأن تتابع عملها وتعالج شؤون البلاد وتنفذ الخطط الأمنية». وعلى الأثر كشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنه وفي خضم إدلاء الوزراء بآرائهم حيال الموضوع ربطاً بتداعيات غارة القنيطرة في الجولان المحتل «عبّر الوزير محمد فنيش أمام المجلس عن حرص «حزب الله» على دوام الاستقرار على الجبهة الوطنية وتعهّد بأنّ الحزب لن يُقدم على أي تصرّف من شأنه تعريض أمن لبنان للخطر، مذكراً في هذا المجال بما سبق وأعلنه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في هذا المجال»، علماً أنّه تم الإعلان أمس عن إطلالة مرتقبة لنصرالله في 30 الجاري إحياءً لذكرى ضحايا غارة القنيطرة.

أما على صعيد مجريات المداولات بشأن البنود المدرجة على طاولة المجلس، فأوضحت المصادر الوزارية أنّه «جرى إرجاء البحث بملف النفط إلى وقت لاحق إفساحاً في المجال أمام إخضاعه لمزيد من الدرس»، في حين لفتت الانتباه إلى حصول «نقاش محتدم» خلال الجلسة على خلفية طرح تغطية اعتماد بقيمة 30 مليون دولار لتمويل أعمال مكمّلة لمشروع طريق صور – الناقورة، وأشارت المصادر إلى أنّ «هذا المبلغ كان مرصوداً بالأساس منذ زمن لتمويل مشروع شق طريق يربط منطقة المصنع الحدودية بمنطقة القاع، إلا أنه وفي ظل عدم إقرار هذا المشروع طلب بعض الوزراء تجيير المبلغ المرصود لتمويل عملية استكمال مشروع الطريق الممتد من صور إلى الناقورة، الأمر الذي لاقى حين إثارته أمس سلسلة اعتراضات وتحفظات من قبل عدد من الوزراء الآخرين الذين طالبوا في المقابل بتمويل شق طرقات ضمن نطاق المناطق الجغرافية الخاضعة لنفوذهم السياسي أسوةً بتمويل طريق صور الناقورة، إلا أنّ مجلس الوزراء عاد فمنح موافقته على نقل اعتماد الـ30 مليون دولار لتغطية تكاليف استكمال هذا الطريق وسط إبداء عدد من الوزراء تحفظاتهم على الموضوع».

«سلفتان» لعرسال والسجون

إلى ذلك، برز على مستوى مقررات جلسة أمس، الموافقة على طلب الهيئة العليا للإغاثة منحها سلفة خزينة بقيمة نحو 7 مليارات ليرة (ستة مليارات وسبعمائة وأربعة ملايين وسبعمائة وسبعة وثمانون ألفاً) لتعويض أضرار الاشتباكات التي حصلت في عرسال في آب 2014. كما وافق المجلس في خطوة مكمّلة للجهود السياسية والأمنية المبذولة لتنظيم واقع السجون في لبنان على صرف سلفة خزينة بقيمة 45 مليار ليرة لمجلس الإنماء والإعمار بغية إنجاز مهمة «إنشاء سجون».

آلية المجلس

على صعيد آخر، نقلت المصادر الوزارية أنّ بعض الوزراء أثاروا خلال الجلسة مسألة الآلية المتبعة في إقرار بنود مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، لافتةً في هذا السياق إلى أنّ الوزير جبران باسيل تطرق إلى هذه المسألة متوجّهاً إلى رئيس الحكومة بطلب نقاش آلية العمل الحكومي لاعتباره أنّ هذه الآلية تحتاج إلى مزيد من «الشدشدة» بعد الإعراب عن اعتقاده بأنّ الآلية المعتمدة باتت تتعرض لبعض «الشطط»، فأجاب سلام بالإعراب عن ترحيبه بإعادة طرح المسألة على طاولة البحث والنقاش وصولاً إلى إبداء استعداده رفع جلسة المجلس والخوض في مناقشة الآلية في حال رغب أعضاء مجلس الوزراء بذلك، لكن سرعان ما تم تجاوز هذا الموضوع وتقرر إرجاء المناقشة بشأنه إلى وقت لاحق.

تفكيك سيارة مفخخة

أمنياً، نجح الجيش أمس في رصد وكشف سيارة مفخخة قرب أحد حواجزه في عرسال، وأوضحت قيادة الجيش في بيان أنه «عند الساعة 14:30 عثرت دورية من المخابرات قرب حاجز عين الشعب في منطقة عرسال على سيارة نوع «كيا» لون أسود من دون لوحات، مفخخة بحوالى 25 كلغ من المواد المتفجرة، وعلى الفور حضر الخبير العسكري وعمل على تفكيكها».

إسرائيل استهدفت دادي

إقليمياً، وفي إطار المتابعات الصحافية العبرية لماورائيات الغارة الإسرائيلية على القنيطرة السورية كتب مراسل «المستقبل» في رام الله الزميل أحمد رمضان نقلاً عما أوردته صحيفة «هآرتس» أنّ المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل كشف أمس أنّ «من اتخذ القرار باغتيال جهاد عماد مغنية في الجانب السوري من الجولان الأحد الفائت كان يعلم بوجود الجنرال الإيراني (العميد في الحرس الثوري محمد علي الله دادي) في إحدى المركبتين المستهدفتين»، مؤكداً في المقابل أنّ «ما نُقل الثلاثاء الماضي عن مصدر أمني إسرائيلي لجهة ادعائه أنّ إسرائيل لم تعلم بوجود الجنرال الإيراني هو مجرد كذب».