Site icon IMLebanon

غزة نحو التهدئة.. واليوم “جمعة اختبار”

 

يتجه قطاع غزة اليوم الى اختبار حيوي للغاية، مع «مسيرات العودة» الاسبوعية التي إصبحت منذ شهور موعدا ثابتا لمواجهات ضارية بين قوات الاحتلال والمتظاهرين الفلسطينيين، وذلك وسط أنباء عن تقدم مفاوضات التهدئة بين اسرائيل و«حماس» بفضل الوساطة المصرية، عززها إعلان حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» اتفاقهما على «سلمية» هذه المسيرات واستمرارها حتى تحقق أهدافها بكسر الحصار المفروض. ونقلت وكالة الاناضول للانباء أمس عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن جهاز المخابرات العامة المصري حقق تقدما ملموسا في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل و«حماس».

 

لكن المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول، قال إن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتهدئة قبل تحقيق المصالحة وتسليم «حماس» الإدارة الكاملة لغزة لحكومته، يعرقل إنجاز الاتفاق.

 

وذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيسعى إلى إقناع عباس في لقاء مرتقب بينهما بقبول التهدئة، واستئناف مسيرة المصالحة مع «حماس».

 

وأعلن السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، أن الرئيس عباس سيشارك في افتتاح منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ اليوم الجمعة، وسيلتقي مع السيسي للتباحث «حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية».

 

وسبق للسلطة الفلسطينية أن عارضت علانية التهدئة بين إسرائيل وحماس قبل «إنجاز عملية المصالحة، وتولي الحكومة الفلسطينية كامل المسؤوليات في القطاع».

 

ولم تنجح جهود سابقة في التوصل إلى تهدئة، رغم وصولها مراحل متقدمة، بسبب إصرار الرئيس عباس على تسليم «حماس» إدارة القطاع كاملة للحكومة الفلسطينية أولا، قبل بدء سريان وقف إطلاق النار.

 

وأوضح المصدر الفلسطيني لوكالة الأناضول، أن اتفاق التهدئة الذي تسعى «المخابرات المصرية» لإنجازه، «تدريجي، ويتكون من ثلاث مراحل».

 

وتتضمن المرحلة الأولى استمرار قطر في تمويل محطة توليد الكهرباء في غزة بالوقود ودفع رواتب الموظفين الذين عينتهم «حماس» إبان حكمها للقطاع.

 

والمرحلة الثانية تتضمن تحويل محطة الكهرباء في غزة للعمل بالغاز الطبيعي، وهو ما سيخفض تكلفة تشغيلها، وسيتم كذلك تحسين التيار الكهربائي المقدم من إسرائيل، وتحسين العمل في معبر رفح بين القطاع ومصر.

 

وتشمل المرحلة الثالثة والأخيرة إعادة إعمار القطاع وفق خطة نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والتي تكلف نحو 600 مليون دولار.

 

في المقابل، ستتوقف حركة حماس عن إطلاق البالونات الحارقة، ثم عمليات تدمير السياج الحدودي بين القطاع وإسرائيل، وستعمل على إبعاد الجماهير المشاركة في مسيرات العودة عن السياج بنحو 500 متر.

 

وتنظم فصائل فلسطينية مسيرات قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل منذ نهاية آذار الماضي، أسفرت عن استشهاد أكثر من مائتي فلسطيني وجرح الآلاف.

 

كما تعمل وحدات تتبع للفصائل على إطلاق بالونات حارقة على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وتخريب السياج الفاصل، وتفجير عبوات ناسفة «صوتية».

 

ويجري وفد من المخابرات المصرية برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مشاورات مع «حماس» وإسرائيل منذ عدة أسابيع، وزار قطاع غزة ثلاث مرات خلال الأسبوعين الماضيين.

 

وسط هذه الأجواء اتفقت «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على استمرار مسيرات العودة وسلميتها وشعبيتها، حتى تحقق أهدافها بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

 

جاء اتفاق الحركتين خلال اجتماع موسع ومطول عقده قادتهما، أمس، في مقر رئيس المكتب السياسي ل«حماس» إسماعيل هنية.

 

وبحثت الحركتان التصعيد الإسرائيلي وعمليات القصف التي قام بها مطلع الأسبوع الحالي، والتي كان أخطرها جريمة قتل الأطفال الثلاثة جنوب قطاع غزة، وسبل «الارتقاء» بمسيرة العودة، ونتائج الجهود المبذولة والمباحثات المتواصلة من أجل كسر الحصار وتثبيت تفاهمات وقف إطلاق النار.

 

واتفقت الحركتان على استمرار مسيرات العودة، وكسر الحصار، حتى تحقق أهدافها المتوافق عليها في الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار والحفاظ على شعبيتها وسلميتها، مثمنين الجهود المصرية والقطرية والأمم المتحدة من أجل كسر وإنهاء الحصار.

 

ومصادر مطلعة على وجود توافق داخل الفصائل الفلسطينية على «تقليل الخسائر البشرية في صفوف المتظاهرين السلميين، على الحدود الشرقية لقطاع غزة».

 

أكدت أن هناك اتفاقا وطنيا من أجل تخفيف البالونات وتخفيف اشعال الاطارات المطاطية، وحتى قص السلك الفاصل، اليوم الجمعة وذلك من اجل تخفيف الخسائر البشرية والحفاظ على المسيرات بطابعها السلمي.

 

وأكد مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه، ان التخفيف من هذه الوسائل هو لإعطاء فرصة للتأكيد على سلمية المسيرات.

 

وكان مصدر إسرائيلي مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ذكر الثلاثاء الماضي أنه «يؤيد تهدئة مع قطاع غزة، ويسعى إلى تفادي حرب معها، وقد أبدى تأييده للمساعي والجهود الأممية للتهدئة في القطاع». أضاف أن إسرائيل تسعى إلى «استنفاد جميع الحلول الدبلوماسية السياسية قبل الدخول في خيار الحرب».

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس إنه مصمم على تطبيق «منطقة عازلة» على حدود قطاع غزة بمدى 300 متر، يُمنع الفلسطينيون من الدخول إليها.

 

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث بلسان جيش الاحتلال إن الجيش أطلق أمس حملة إعلامية تحذر سكان قطاع غزة من الاقتراب من السياج الأمني مع قطاع غزة. أضاف أن الحملة تحذر من «خطورة الدخول إلى منطقة السياج، وفقا لما تم الاتفاق عليه بعد عملية الجرف الصامد (العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014)، والبالغ مداها 300 متر من السياج الأمني… الجيش الإسرائيلي مصمم على تطبيق هذه المنطقة ومنع الدخول إليها».