التأليف أسير عقدة «حزب الله».. والراعي ينتقد من بعبدا «المرجلة» في وضع العصي بالدواليب
بينما لا جديد يُذكر تحت سقف التأليف في ظل استمرار عقدة «حزب الله» التي أغرقت البلد في مراوحة هدّامة لاقتصاده ومصالح أبنائه، دخل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على خط «التوتر العالي» الكهربائي أمس مُلقياً بثقل علاقاته الخارجية ليحول دون إغراق اللبنانيين في عتمة شاملة كادت أن تلفّ العاصمة ومختلف المناطق لولا أن سارع الحريري إلى حل أزمة الفيول من خلال اتصالات أجراها مع المسؤولين الجزائريين وأفضت إلى قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريتين لصالح مؤسسة كهرباء لبنان على أن يواصل الرئيس المكلّف اتصالاته لإيجاد حل دائم للمسألة خلال الأيام المقبلة.
وإثر إطلاع الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون في اتصال هاتفي أجراه معه من باريس على فحوى اتصالاته التي حلّت أزمة الفيول، أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل من قصر بعبدا العمل على استكمال الإجراءات المتعلقة بمرسوم السلفة عبر قانون يُصار إلى إقراره في مجلس النواب، مؤكداً زوال خطر انقطاع الكهرباء من خلال إقدام شركة «سوناتراك» الجزائرية على تفريغ شحنات باخرات الفيول خلال الساعات المقبلة في معملي الزوق والجية.
حكومياً، لا يزال ملف التأليف أسير عقدة «حزب الله» المُفتعلة التي وضعت العصي في دواليب عملية ولادة الحكومة نهاية الشهر الفائت بداعي مطالبة الحزب بتمثيل نواب 8 آذار السنّة بوصفهم «سنّة مستقلين»، وهي صفة يدحضها هؤلاء النواب قبل سواهم من خلال تصريحاتهم الإعلامية ومجاهرتهم علناً بانتمائهم إلى المحور السوري – الإيراني، عدا عن اقتطاعهم أساساً من كتل الثامن من آذار وتجميعهم ضمن إطار كتلة مختلقة أطلق عليهم «حزب الله» من خلالها مسمى «السنّة المستقلين» ليستخدمهم تحت هذا المسمى كأداة تنفيذية في التعطيل الحكومي.
أما موضوع تمثيل السنّة المستقلين الحقيقيين فهو «منذ زمن على جدول أعمال رئيس الحكومة المكلّف نفسه» كما لفتت مصادر «تيار المستقبل» مذكرةً في هذا المجال بعدة سوابق ترجم من خلالها الحريري توجهه هذا سواءً عبر ترشيحه سُنّة مستقلين على لوائح «تيار المستقبل» الانتخابية في أكثر من دائرة لا سيما في الشمال، أو عبر تسميته كلاً من الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005 والرئيس تمام سلام عام 2014 لرئاسة الحكومة، بينما الرئيس المكلّف اليوم لن يقبل تحت أي ظرف بأن يُفرض عليه تمثيل «سنّة ملحقين بالمحور السوري – الإيراني» في حكومته تحت مسمى «المستقلين» المزعوم.
توزاياً، برز أمس تصريح للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي حول الملف الحكومي من قصر بعبدا حيث نقل عن رئيس الجمهورية أنّ موضوع عقدة تمثيل سنة 8 آذار المستجدة «آلمه بشكل كبير»، وأنه لن يقبل بأن تتعثر مسيرة الحكومة التي أكد أنها «كانت على أعتاب الإعلان عن ولادتها قبل أن تظهر هذه المسألة الجديدة»، وتوجّه الراعي في المقابل إلى جميع الأفرقاء داعياً إلى دعم توجهات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف وإلا «لن يكون عندنا حكومة»، وأردف متنقداً التعطيل المتعمد لعملية التأليف بالقول: «المرجلة» ليست في وضع العصي في الدواليب بل في تمهيد الطريق لتشكيل حكومة لأنه لم يعد باستطاعتنا التحمل والجميع يعلم ما يعاني منه البلد بسبب هذه الأوضاع فيما العالم من حولنا يشتعل.
ورداً على سؤال حول من يتحمل مسؤولية تعطيل التشكيل، أجاب البطريرك الماروني: تعلمون جميعكم من هو، ولكن يؤسفني أنه كان يتم تحميل المسيحيين مسؤولية عدم تشكيل الحكومة بسبب «العقدة المسيحية»، وعندما تم حل هذه العقدة تم ظهور عقدة جديدة. يكفي خلق العقد، ويجب وضع لبنان أمام الجميع، فإما هناك نوايا صالحة لقيامة لبنان أو لا توجد هناك نوايا حسنة.