IMLebanon

المفتي و«الجماعة»: مع الحريري والدستور

«المستقبل» تتصدى للحملات والالتفاف على الصلاحيات: سلوك غير بريء لتحجيم دور الرئيس المكلّف
المفتي و«الجماعة»: مع الحريري والدستور

في الوقت الذي يطغى فيه على الساحة السياسية والمساحة الإعلامية المواكبة لتعثر التأليف بعض «المشاهد السريالية» حيث يحاضر التعطيليون بالدستور وبناء الدولة، ويتحدث «طروادة» شقّ الصف السنّي عن جمع شمل الطائفة والحرص عليها، ولا يتوانى مدّعو الدعوة لمدّ اليد والغيرة على موقع الرئاسة الثالثة عن الإقدام مخيّرين ومسيّرين على تطويق رئيس الحكومة المكلّف وتقويض صلاحياته وإطلاق أقذع نعوت «التعنّت» بحقه عبر الإعلام الممانع المانع للتشكيل.. مشهدان وازنان تصدّرا بالأمس عملية إعادة التوازن والثقل للميزان والمزاج السني الواقعي، وهو ما تجسد بكلام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وموقف «الجماعة الإسلامية» من «بيت الوسط» دعماً لرئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورفضاً للمس بالدستور وصلاحياته الدستورية، بعيداً عن فقاعات الكتل المُفتعلة والعقد المستحدثة التي يتوارى خلفها المعطّلون تحت ستار «التمثيل السني».

ففي كلمته لمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، المتزامنة مع ذكرى الاستقلال، أكد مفتي الجمهورية وقوفه بما يمثل ومن يمثل «مع الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي يناضل من أجل تشكيل حكومة قادرة ومنسجمة تتصدى للمشكلات وتنقذ ما يمكن إنقاذه»، مشدداً في الوقت عينه على ضرورة «إيجاد صيغة ملائمة تنهي هذه الأزمة الأخيرة المُستحدثة»، التي أكد على كونها «ليست عقدة سنية كما يظن البعض بل هي عقدة سياسية مستحدثة بامتياز ينبغي حلها بتعاون القوى السياسية، وبخاصة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، من دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب»، غير أن المفتي دريان لم يُخفِ الخشية «بعد أن تُحلّ العقدة المستحدثة أن تكون هناك عقد أخرى مخفية تظهر بعد الحل المنتظر، وهنا الطامة الكبرى».

ومن «بيت الوسط»، برزت بالتوازي المواقف الوطنية التي أطلقها وفد «الجماعة الإسلامية» إثر زيارة الرئيس المكلّف بحيث أكد رئيس الدائرة السياسية في «الجماعة» النائب السابق عماد الحوت أنّ الوفد نقل إلى الحريري «نبض الناس والتحسّس الحاصل من المحاولات المتكررة لإعاقة تشكيل الحكومة ومحاولة فرض هيمنة على المسار السياسي في البلد واستضعاف مكون من المكونات اللبنانية»، لافتاً إلى أنّ «جزءاً من الإشكالية هي محاولة البعض فرض معايير على تشكيل الحكومة تُخالف الدستور وصلاحيات الرئيس المكلّف بأن يقوم بالتشكيلة بالطريقة التي يراها مناسبة».

وإذ أكد أنّ أحداً لا يدعي حصرية التمثيل في إطار الطائفة السنية، إلا أنّ الحوت شدد في المقابل على أنّ «التمثيل ينبغي أن يُبنى على حالة شعبية حقيقية أولاً وعلى كتلة سياسية صحيحة»، وأضاف في معرض تفنيده مسببات تعطيل ولادة الحكومة: «فجأة برزت عقدة جديدة لم تكن مطروحة سابقاً، وهذا يعني أنّ هناك إرادة لتعطيل المسار في البلد (…) وتوافقنا على أنه في إطار التوازنات الموجودة في البلد هناك رغبة حقيقية بأن يكون هناك نوع من لقاء يجمع كل أركان الطائفة (السنّية) حتى نستطيع أن نعطي إشارة واضحة أنّ الطائفة بخير وأنها قوية بقوة أركانها ووحدتها في ما بينها، وأنها هي فعلاً صمام الأمان لهذا البلد».

وفي الغضون، جددت كتلة «المستقبل» النيابية التأكيد على أنّ «الرئيس المكلّف استنفد كل المساعي والجهود لوضع التأليف موضع التطبيق»، وردت إثر اجتماعها برئاسة الحريري على «كافة المقولات والحملات التي ترمي إلى تحميله مسؤولية تأخير الحكومة» بالتذكير بأنّ «التشكيلة الحكومية جاهزة بإرادة ومشاركة معظم القوى السياسية باستثناء الجهة التي ما زالت تتخلّف عن الانضمام إلى ركب المشاركة وتُصرّ على فرض شروطها بتمثيل مجموعة النواب الستة»، مشددةً على أنّ «الدور المنوط بالرئيس المكلّف في تشكيل الحكومة هو في صلب صلاحياته الدستورية التي تخوّله تحديد الخيارات المناسبة للتأليف وتحصين موقع رئاسة الحكومة في إدارة الشأن العام»، مع التحذير في المقابل من أنّ «بعض المحاولات الجارية للالتفاف على هذه الصلاحيات والخيارات لا تعدو كونها خروجاً على الأصول والأعراف وسلوكاً غير بريء لتحجيم الدور الذي يضطلع به الرئيس المكلّف».