IMLebanon

«استقلال» بلا حكومة 

عون يُحذّر من استنزاف «الوقت».. و«حزب الله» يسعى لمرحلة «تصريف أعمال طويلة الأمد»
«استقلال» بلا حكومة

على دارج «متلازمة» التعطيل التي تتملّكه، وحالة «إدمان» الفراغ التي تستحوذ عليه كلما هلّ هلال استحقاق دستوري على البلاد، ها هو العيد الماسي الـ75 لاستقلال لبنان يحلّ على اللبنانيين بمشيئة «حزب الله» وإرادته، منقوصاً في معانيه المجيدة التحرّرية من كل قيد، تحت وطأة قيود عرقلة التأليف المكبّلة للكيان والدستور والنصوص والأصول. والخلاصة، 22 ت2 هذا العام سيكون بمثابة ذكرى تؤرخ للاحتفال بالاستقلال في بلد مرتهن لذهنية فريق تتقن فنّ التعطيل وابتداع جميع أنواع العقد.. إلا «عقدة ذنب» واحدة نتيجة مسؤوليته الموصوفة «حتى قيام الساعة» عن منع قيام الدولة في لبنان.

وعشية «الاستقلال الماسي»، برز في الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون للمناسبة تطرقه إلى أزمة تشكيل الحكومة محذراً من أنّ هذه الأزمة تخسّر اللبنانيين «الوقت الذي لا رجعة فيه وتحول دون إمكانات الإنتاج ومتابعة مصالح وشؤون البلد والمواطنين وخصوصاً معالجة الوضع الاقتصادي»، وتوجّه في هذا السياق إلى المعنيّين بتأخير ولادة الحكومة بالقول: «إذا كنتم تريدون قيام الدولة، تذكروا أنّ لبنان لم يعد يملك ترَفَ إهدار الوقت».

غير أنّ «حزب الله» الضارب بمصالح لبنان وشعبه واقتصاده عرض الحائط، كانت له مواقف متصلبة عشية الاستقلال تؤكد تصميمه على المضي قدماً في لعبة استنزاف الوقت سواءً من خلال كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي رسم «طريقاً حصرياً» لتأليف الحكومة تمر عبر نواب 8 آذار السنّة الستة، أو من خلال تنظير كتلة «الوفاء للمقاومة» عن «واقعية» تمثيل هؤلاء النواب السنّة الملحقين بـ«حزب الله» تحت طائل المطالبة بتفعيل أعمال حكومة تصريف الأعمال، وهو ما رأت فيه مصادر مواكبة لعملية التأليف مطلباً يختزن نيةً صريحة من الحزب بالسعي إلى الاستمرار في تعطيل ولادة الحكومة العتيدة وإدخال البلد في «مرحلة تصريف أعمال طويلة الأمد، ما يطرح أسئلة عن خلفيات هذا المطلب، وما إذا كان موضوع سنّة 8 آذار من الأساس مجرد غطاء لشيء غير مرئي من الخارج؟».

وإزاء ذلك، ختمت المصادر بالقول لـ«المستقبل» تعليقاً على المواقف الأخيرة لـ«حزب الله»: «يحاول الحزب من خلال العبث بالحديقة الخلفية للطائفة السنية في لبنان فرض شروط سياسية معينة» على عملية التأليف، لكنّ المصادر لفتت الانتباه في المقابل إلى أنّ «حزب الله يدور في حلقة مفرغة اسمها تعليق تشكيل الحكومة وهي حلقة لا تؤدي ولن تؤدي إلى أي نتيجة».