Site icon IMLebanon

«المستقبل» لن ينجرّ للفتنة.. والحريري لن يغيّر موقفه

أهل الجبل براء من «التحريض البعثي».. وعثمان يُحذّر المتطاولين على الرموز والشهداء

«المستقبل» لن ينجرّ للفتنة.. والحريري لن يغيّر موقفه

 

في سياق تصعيدي تصاعدي خطير يختزن نوايا على ما يبدو مُبيّتة ترمي عن سابق إصرار وترصّد إلى إشعال فتائل فتنوية على الأرض لزجّ الاستقرار مخفوراً في «عنق زجاجة» التأليف ومحاولة المقايضة عليه بشروط استيزارية خارجة عن الدستور والأصول، تفوّق التحريض «الممانع» على نفسه الأمّارة بدسّ الدسائس وتسعير الفتن مع بلوغه خلال الساعات الأخيرة مستويات غير مسبوقة من الخسّة والوضاعة على مقياس التخاطب السياسي على لسان أحد أشهر الألسنة السليطة في البلد وئام وهاب المتخصص بالشتم والقدح والذم غبّ الطلب من دون وازع ولا رادع أخلاقي يلجمه عن التعرض لا لمقام ولا حتى لشهيد. وإذ سارع «تيار المستقبل» إلى تلقف كرة الغليان الشعبي وتبريد الأرض وقطع الطريق أمام انجرار الشارع إلى الفتنة، برز توازياً لفت انتباه من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري برسم كل من يتوسّل الصراخ والتصعيد على حلبة التأليف الحكومي إلى أنّ «الصراخ لا يوصل إلى أي مكان»، وأكد في المقابل على أنّه باقٍ على موقفه إزاء تشكيل الحكومة قائلاً خلال ترؤسه مساءً في «بيت الوسط» اجتماعاً ضم كتلة «المستقبل» النيابية وممثلي التيار في القطاعات والهيئات المُنتخبة: «لن أغيّر موقفي، وكلامي هذا ليس من باب التحدي لأحد (…) فالتسويات تقوم عندما تكون هناك مصلحة للبلد وأنا كنت في مقدمة الساعين إليها باستمرار لكن ما هو مطروح حالياً لا علاقة له لا بالتسويات ولا بمصلحة البلد ولا اللبنانيين».

 

في الغضون، وبينما سلكت الإجراءات القانونية مسالكها القضائية بحق وهاب من خلال تقديم مجموعة من المحامين من تيارات سياسية مختلفة ومحامين مستقلين إخباراً ضده أمام النيابة العامة التمييزية بجرم إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي على خلفية الفيديو الذي يتعرض فيه للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته ولرئيس الحكومة المكلّف، كان للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أمس موقف حازم إزاء هذه القضية من خلال تشديده في الكلمة التي ألقاها أمام ملتقى مكافحة الجريمة الإلكترونية على عزم الأمن الداخلي على التصدي للفتنة وعدم السماح بإشعال فتيلها، محذراً في هذا المجال كل من يتطاول على «رموز الدولة والشهداء الرموز» بأنّ «مصيره سيكون السجن» حاله كحال «كل من يخالف القانون».

 

أما على ضفة الأخلاقيات الوطنية المتأصلة بأبناء طائفة الموحدين الدروز، فقد عبّر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «باسم الحزب وباسم عموم أهل الجبل» عن إدانة كلام وهاب الذي تعرض فيه للرئيس الحريري بشكل «خرج عن كل الأعراف والقيم الأخلاقية»، لافتاً إلى أنّ «هذا الكلام يذكّرنا بالتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات وما نتج عنه من مآسٍ بحق اللبنانيين». في حين كان جنبلاط قد دعا تعليقاً على مضامين كلام وهاب المهين إلى اتباع الأصول القانونية رداً على ما وصفه بـ«أمر العمليات المعمّم بالتهجم والتعرض للكرامات واختلاق الأكاذيب والأساطير».

 

وفي السياق الوطني نفسه، بادر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن إلى إجراء اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الحكومة المكلّف ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أعرب خلالهما عن «كامل الاستنكار والشجب والرفض للحملات المغرضة الذي يتعرض لها دولته»، مع التأكيد على «رفض كل أشكال الخطاب المشحون والمنحدر وضرورة الارتقاء إلى ما يليق بمستوى التخاطب العام».

 

كذلك، شدد مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، في بيان أمس على كون «كرامة الرئيس سعد الحريري من كرامتنا»، وأضاف تنديداً بتطاول وهاب: «نحن نعرف أخلاقيات وأدبيات الموحدين الدروز وما يتمتعون به من الشهامة لا يقبلون بالتعرض لكرامتكم من أمثال أولئك».

 

وفي «بيت الوسط» ودار الفتوى، مزيد من الوفود الداعمة لمرجعية الحريري والمندّدة بالتعرض لزعامته الوطنية والسنّية، بحيث كان تأكيد من وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محمد عفيف يموت إثر لقاء رئيس الحكومة المكلّف على التعالي عن «الإنزلاق إلى درك بلطجية السياسة الذين أطلقوا نيران حقدهم على الرئيس الحريري»، وسط إبدائه الأسف إزاء بلوغ هذا «الزمن المخجل والمعيب بأن يفقد الخصوم الحجة والمنطق ويلجأوا إلى إطلاق العنان لزبانيتهم من الشتامين».

 

كما عبّر وفد من ديوان العشائر العربية في لبنان إثر زيارة المفتي دريان عن رفض التعرض لمقام رئاسة الحكومة باعتباره «خطاً أحمر» وقال جهاد المانع باسم ديوان العشائر: «جئنا من كل المناطق اللبنانية لنقول إنّ مرجعيتنا السياسية والوطنية هو الرئيس سعد الحريري «بيّ» كل المسلمين السنّة والمؤتمن على المصلحة الوطنية وعلى العيش الواحد بين اللبنانيين، وعلى عروبة لبنان، وعلى حقوقنا كمسلمين، وعلى حقوق اللبنانيين جميعاً بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية، وبقية القيادات الصادقة».