IMLebanon

«رسائل» عون أدت مفعولها.. واحتجاب باسيل «لامتصاص الصدمة»

اتصالات مفتوحة «لرأب الصدع» على خط «بعبدا – حزب الله».. ودورة مشاورات جديدة مطلع العام
«رسائل» عون أدت مفعولها.. واحتجاب باسيل «لامتصاص الصدمة»

إذاً، دخل اللواء عباس ابراهيم على خط الوساطة وتدوير الزوايا الحادة ببن بعبدا و«حارة حريك» سالكاً طريق «اللقلوق» سعياً وراء إعادة تعبيد قنوات التواصل والتفاهم بين الحزب ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، علماً أنّ ابراهيم «هو من بادر باتجاه باسيل حاملاً طرحاً» معيّناً حسبما كشفت قناة «أو تي في» أمس غامزةً مصادرها في هذا المجال من قناة «حزب الله»، بعدما «أدت رسائل رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الميلاد مفعولها كما يبدو» كما عبّرت مصادر القصر الجمهوري لـ«المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ عون كان قد شعر بأنه «طُعن في الظهر» جراء الانتكاسة التي تعرضت لها مبادرته الرئاسية «فقرر أن يواجه الطعنة بخطوة استباقية توصل ما يريد من رسائل للطرف المعني».

أما احتجاب باسيل عن الإعلام خلال الأيام الأخيرة، فأعادته مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«المستقبل» إلى الرغبة «في امتصاص الصدمة الناجمة عن الأزمة الحكومية الأخيرة التي اختلط فيها الحابل بالنابل إلى حد تصوير باسيل أنه هو من يقف وراء هذه الأزمة فيما الواقع عكس ذلك تماماً»، وإذ لفتت إلى أنّ «الوزير باسيل يمضي إجازة الأعياد مع عائلته في اللقلوق منذ عيد الميلاد وحتى ختام السنة، كما اعتاد كل عام»، أكدت المصادر أنّ «المعنيين بتشكيل الحكومة ومتابعي هذا الملف يعرفون تماماً أنّ من أخل بالاتفاق الذي سبق الأزمة الأخيرة لم يكن لا رئيس الجمهورية ولا الوزير باسيل وإنما أطراف أخرى ربما لم تُحسن إخراج ملف “اللقاء التشاوري” فوجدت في تحميل باسيل المسؤولية أفضل وسيلة لتجاوز الأمر». وأضافت: «على كل حال هذا النوع من الأزمات يحصل غالباً في لبنان وليس غريباً عن تقاليده السياسية، لكن الأهم يبقى أن تُشكّل الحكومة وبالمواصفات المطلوبة لأنّ البلد لم يعد يحتمل المزيد من التأخير والمماطلة وأمامنا الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه وفاءً للبنانيين». وفي حين أملت «أن تبصر الحكومة النور في أقرب وقت مطلع العام الجديد»، لافتةً إلى وجود «أفكار كثيرة لا تنضب» لتحقيق هذا الهدف، ختمت المصادر القيادية في «التيار الوطني» بالتشديد على وجوب «ألا يظن البعض أن استعجال تشكيل الحكومة هو عبارة عن ضعف يمكن البناء عليه لفرض الشروط، وإنما قوة يجب الاستفادة منها لمصلحة لبنان واللبنانيين».

في الغضون، أشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«المستقبل» إلى وجود خطوط اتصال مفتوحة «لرأب الصدع» بين القصر الجمهوري وقيادة «حزب الله»، وأفادت بأنّ «الجهات المولجة بهذا التواصل تراهن على تهدئة الأوضاع أكثر فأكثر بحيث تُشكّل بداية العام الجديد انطلاقة لدورة جديدة من المشاورات الهادفة إلى تشكيل الحكومة العتيدة».

وفي الإطار عينه، جاء تأكيد مصادر بعبدا على كون «كل الأطراف السياسية في لبنان لها مصلحة بولادة الحكومة وليس إعاقة إبصارها النور، ولذلك فهي ستولد عاجلاً من دون الدخول في تحديد تاريخ لهذه الولادة»، وبينما لفتت إلى أن «الاتصالات لم تنقطع بين الرؤساء الثلاثة خلال الأيام الماضية»، عزت المصادر السبب في عرقلة المبادرة الرئاسية إلى «محاولة البعض تحقيق المزيد من المكاسب» الانتخابية، لتعود بعدها الاتصالات إلى استئناف حركتها بعيداً من الإعلام «على أساس المبادرة الرئاسية نفسها التي أطلقها رئيس الجمهورية»، وسط تشديدها على أنّ مبادرة عون وإن تعثرت لكنها «لم تمت ولم تنتهِ مفاعيلها».