Site icon IMLebanon

لبنان ملتزم ثوابته المالية: لا إعادة لهيكلة الدين

عاصفة «عين التينة – ميرنا الشالوحي» تحتدم.. و«أمل» تستطلع الأرض في مواجهة قمة بيروت
لبنان ملتزم ثوابته المالية: لا إعادة لهيكلة الدين

تبديداً لكل التباس وسوء فهم وتعبير نتج عن تصريح وزير المال علي حسن خليل الذي تطرق فيه إلى مسألة هيكلة الدين العام وتناقلته الصحافة الأجنبية في سياق انعكس سلباً على الأسواق المالية والسندات السيادية، سارعت الدولة اللبنانية أمس إلى استعادة زمام سياستها وسيادتها النقدية والاقتصادية والمالية لتعيد طمأنة السوق المحلي والعالمي عبر رسالة «رئاسية – حكومية – نيابية – مالية – مصرفية» تلاها خليل نفسه من على منبر قصر بعبدا تؤكد في عنوانها العريض على «التزام لبنان الثابت بثوابته المالية دون أي تفكير بإعادة هيكلة دينه العام»، بحيث أتت هذه الرسالة بمثابة «توضيح الضرورة» لإزالة اللبس وانعكاساته المقوّضة للاستقرار المالي في البلد، سيّما وأن مصادر مالية ذكّرت عبر «المستقبل» بأنّ «الدولة اللبنانية لم تتخلف يوماً عن سداد أي دين مُستحق عليها»، بل على العكس من ذلك إنما هي مشهود لها بالالتزام في السداد «على الوقت» دونما أي تأخير.

وإثر اجتماع بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ومشاركة خليل ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه ورئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، تلا وزير المال البيان الرسمي للاجتماع مؤكداً أنّ «موضوع إعادة هيكلة الدين العام غير مطروح على الإطلاق، والدولة اللبنانية ملتزمة المحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية»، موضحاً أنّ «ما هو مطروح حالياً هو تنفيذ الإصلاحات التي اقترنت بها موازنة 2018 من جهة ومن جهة أخرى ما التزمت به الدولة اللبنانية في مؤتمر سيدر».

«أمل – التيار الوطني».. تابع

أما على صعيد الاشتباك السياسي الداخلي على جبهة «عين التينة – ميرنا الشالوحي»، فقد احتدمت رياح «العاصفة» التي هبّت على هذه الجبهة حاملةً معها خلال الساعات الأخيرة سيلاً من التراشق السياسي والإعلامي بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر» وسط نأي لافت للانتباه بالنفس من جانب «حزب الله» الذي اكتفت قناته «المنار» في مقدمة نشرتها المسائية بالتركيز على حال الطقس وقدوم العاصفة «ميريام»، في وقت كانت كل من قناتي «nbn» و«otv» تخوضان غمار تبادل «المقدّمات العاصفة» في سياق التراشق الآخذ بالتصاعد بين الجانبين بمختلف أنواع الأعيرة الثقيلة وصولاً إلى تلويح رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«6 شباط سياسية وغير سياسية»، وردّ الوزير جبران باسيل بتجاهل هذا التاريخ من العام 1984 قائلاً: «مع الرئيس ميشال عون لا 6 شباط إلا 6 شباط مار مخايل 2006».

وبينما لم يتأخر ردّ «عين التينة» على باسيل بلسان النائب علي خريس مصوّباً سهامه على «معاليه لأنه لا ينتمي إلى مدرسة المقاومة»، كانت الطلائع الميدانية لرفض بري انعقاد قمة بيروت العربية الاقتصادية تتبدى في الشارع في ما بدا استطلاعاً للأرض من قبل عناصر «حركة أمل» حينما أقدموا أمس على نزع الأعلام الليبية عن الطريق البحرية في «سي سايد أرينا» ورفع أعلام «الحركة» مكانها، في رسالة مضادة من برّي تؤكد عدم توانيه عن استخدام الشارع في مواجهة الاستعدادات اللوجستية الرسمية التي يتولاها قصر بعبدا لتأمين انعقاد القمة.

واليوم، سيشهد الـ«سي سايد» رداً ميدانياً من نوع آخر توكيداً على انعقاد قمة بيروت في موعدها من خلال جولة ميدانية ستقوم بها اللجنة العربية المنظمة للقمة على قاعة انعقادها والقاعات الأخرى الملحقة بها، إلى جانب عقد اللجنة مؤتمراً صحافياً يضيء على الترتيبات اللوجستية والتدابير الأمنية والمرورية المتخذة في «المنطقة المغلقة» بالتزامن مع انعقادها.

«مهرجان الجاهلية»

في الغضون، استرعى الانتباه على مستوى «القلقلة» السياسية ومحاولة استجرار النيران الإقليمية إلى الداخل اللبناني، ما تضمنه «مهرجان الجاهلية» السياسي أمس في ذكرى أربعين محمد أبو ذياب من هجوم ناري تولى شنّه كل من النائب طلال أرسلان ووئام وهاب بتغطية مباشرة من «حزب الله» وحضور نائب رئيس مجلسه السياسي محمود قماطي ضد أجهزة الدولة القضائية والأمنية الرسمية تحت راية تهليل أرسلان وكيله المديح لما وصفه «انتصار بشار الأسد والسيد حسن نصرالله» مقابل استغراقه ووهاب في كيل التهديد والوعيد والقدح والذم والتشهير بحق أركان القضاء والأمن في الدولة اللبنانية.