باسيل يُناشد العرب: لبنان منكم ولكم فلا تتركوه
«قمّة بيروت» في زمانها ومكانها.. والعبرة بـ«المقررات»
أما وقد تعطّلت محاولات تعطيل انعقادها، وباءت جهود ثني العرب عن الاجتماع في بيروت بخيبة موصوفة لم تحقق من غاياتها أكثر من «تعكير» من هنا و«تنقير» من هناك و«تشهير» لم يطل الدول الضيوف بقدر ما طال صورة الدولة المضيفة.. ها هي قمة بيروت العربية التنموية تنعقد في زمانها ومكانها المُقررين بمشاركة الأغلبية الساحقة من أعضائها على تفاوت مستوى تمثيلهم، وسط تقاطع التصريحات الرسمية، لبنانياً وعربياً، عند نقطة التأكيد على كون أهمية شكل التمثيل في القمة لا تلغي أهمية ومحورية مقرراتها باعتبار العبرة تبقى دوماً بما تخرج به القمم من «قرارات واستراتيجيات» على ما شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي المُشترك أمس مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في فندق «فينيسيا». أما في ما يتعلق بالملف السوري، فحسم أبو الغيط الموقف من بيروت بردّه على استفسارات الصحافيين بما قلّ ودلّ قائلاً: «المحصلة النهائية هي أنه لا اتفاق عربياً على عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد، ولا أقول أكثر من ذلك».
وتمهيداً لمؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية غداً في «سي سايد أرينا»، عقد وزراء الخارجية والاقتصاد العرب الاجتماع الافتتاحي أمس وتوافقوا على مختلف بنود ومشاريع جدول الأعمال في حين برزت في كلمة باسيل مضامينها المُشددة على انحياز لبنان إلى محوره العربي الطبيعي، متوجهاً إلى العرب بالقول: «لبنان مهما أخفق أو أخطأ، يبقى أخاً صغيراً لكم ورسالةً كبيرة لكم. احتضنوه ولا تتركوه فهو منكم ولكم ولن يكون يوماً إلا خيراً لكم».
وبانتظار مجريات القمة التي سيترأسها رئيس الجمهورية ميشال عون غداً ويقدم خلالها مبادرة لوضع «هيكلية تمويل لإعادة بناء البلدان العربية»، تركزت التصريحات التمهيدية أمس حول الحاجة المُلحّة إلى استنهاض المقدرات التنموية والاقتصادية العربية على أسس وركائز عصرية تأتي في طليعتها مسألة الانتقال إلى «الاقتصاد الرقمي».
ومساءً، زار الأمين العام لجامعة الدول العربية «بيت الوسط» حيث التقى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري واستعرض معه الأوضاع العربية وقدّم له تقريراً عن البنود الرئيسية المُدرجة على جدول أعمال قمة بيروت، موضحاً بعد اللقاء أنه بمعزل عن شكل الحضور العربي في القمة تبقى «نتائج القمة ووقائعها وقراراتها وبرامجها هي الأصل في الإنجاز». في حين شدد رداً على أسئلة الصحافيين عن نظرة الجامعة العربية إلى الأزمة السياسية في لبنان على أنّ «الوصول إلى تشكيل الحكومة وإطلاق لبنان لطاقاته سوف يؤكد الاستقرار وهو المسعى الذي ينبغي أن نعمل جميعاً من أجله»، مع إشارته بالاستناد إلى أجواء لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إلى وجود «إحساس بالاقتراب من نهاية هذا الوضع» المتصل بمسألة تأليف الحكومة.
مواقف.. ورسائل
في الغضون، توقف المراقبون خلال الساعات الأخيرة أمام سلسلة المواقف اللافتة للانتباه على ضفة «التيار الوطني الحر» إزاء الوضع الداخلي المتأزم، في ما اعتبره البعض «رسائل» برسم معرقلي التأليف قابلة للتطوّر مع تطور الأزمة.
فعلى إيقاع رسالة رئيس الجمهورية التي طمأن فيها اللبنانيين إلى صلابة موقفه تجاه منع محاولات إسقاط لبنان قائلاً: «في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع ولم نخف، وكنتُ هنا في بعبدا، لا تخافوا نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل أحداً يُسيطر على لبنان». برزت إشارة رئيس «التيار الوطني الحر» إلى أنه «في السياسة الكثير يتبدّل» مع ما تختزنه هذه الإشارة من دلالات ومؤشرات على التموضعات البراغماتية في سياسة «التيار»، سيّما وأنّ تغريدة نائب رئيس «التيار» للشؤون السياسية النائب نيكولا صحناوي أمس بدت وكأنها بمثابة الرسالة الموجهة إلى قوى 8 آذار عموماً ورئيس مجلس النواب نبيه بري خصوصاً من دون أن يسميه حين قال: «العار على من عرقل تأليف الحكومة متحجّجاً بأسباب واهية وبعدها على من حاول إفشال القمّة العربيّة الاقتصاديّة لتبييض صورته مع دولة شقيقة كان حليفاً لها ولكنّه ابتعد عنها في ضيقتها وعاد يطلب ودّها في انتصارها».