Site icon IMLebanon

لبنانيون في مصيدة الإرهاب على «عتبات» دمشق

إجماع وطني ينبذ «الأعمال الإجرامية ضد الإنسانية» وتحذيرات من «المخططات الخبيثة»

لبنانيون في مصيدة الإرهاب على «عتبات» دمشق

 

في مواجهة الإرهاب تسقط كل الحسابات ولا يبقى بين اللبنانيين حساب سوى ذلك الذي يصبّ في رصيد الوطن الجامع والأبقى لكلّ أبنائه. على هذه الصورة الجامعة وقَفَ لبنان أمس أمام جريمة التفجير الإرهابي التي استهدفت حافلة لبنانية تقلّ «زوار العتبات والمقامات» في منطقة الكلاسة وسط دمشق، موقعةً ستة شهداء لبنانيين وعدداً من الجرحى نُقل معظمهم مساء أمس للعلاج في مستشفيي بهمن والرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت على نفقة وزارة الصحة حسبما أوعز الوزير وائل أبو فاعور، بينما بقي لبنانيان قيد المعالجة في العاصمة السورية. في حين تضاربت الأنباء حول ماهية التفجير، بحيث أعلن النظام السوري عبر وكالة «سانا» أنه ناجم عن عبوة ناسفة زنتها 5 كلغ مزروعة في مقدم الحافلة المستهدفة، غير أنّ تنظيم «جبهة النصرة« أكد في معرض تبني العملية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنّ منفذها انتحاري يدعى أبو العز الأنصاري.

وبمعزل عن تنازع كيفية التفجير بين «النظام» و«التنظيم»، نعى القيّمون على «حملة عشاق الحسين» المسؤولة عن الحافلة ضحايا التفجير وهم علي عباس بلوق، محمد أحمد المقداد، الشيخ مهدي يوسف المقداد، قاسم حاطوم، شادي حوماني ومحمد حسن أيوب. فيما وصل ليلاً الناجون من ركاب الحافلة على دفعتين إلى منطقة المشرفية في الضاحية حيث جرى إسعاف الجرحى إلى مستشفيات المنطقة مع بقاء كل من المصابين رمزي حمزة وحسن سلامة في دمشق حيث يخضعان لعلاج جراحي ووصفت حالتهما بالمستقرة. 

تنديد رسمي وسياسي

في المقابل، لاقت العملية الإرهابية تنديداً رسمياً وسياسياً واسعاً بوصفها تجسد «عملاً همجياً مداناً» وفق ما شدد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في بيان إدانة هذا «العمل الساقط وفق كل المعايير الانسانية والأخلاقية»، داعياً في الوقت عينه إلى «تفويت الفرصة على الإرهابيين أصحاب المخططات الفتنوية الخبيثة عبر إظهار أعلى درجات التكاتف الوطني في التصدي لموجة الإرهاب الأسود».

في المواقف السياسية، برز وصف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة تفجير دمشق بأنه يشكل «عملاً إجرامياً وإرهابياً موصوفاً ضد الانسانية»، لافتاً الانتباه إلى كون «من خطّط له ونفّذه يخدم مصالح النظام السوري وأعداء سوريا وأعداء الإسلام والعرب»، وطالب السنيورة أمام «هذا المصاب الجلل والأليم» بضرورة اعتماد «معالجة شاملة لملف الإرهاب بشكل شامل يؤدي إلى القضاء عليه وعلى مسبّباته».

أما على ضفة الثنائية السياسية الشيعية، فقد دان «حزب الله» التفجير ووضعه ضمن «سلسلة التفجيرات» التي استهدفت «الزوار» في سوريا والعراق وباكستان، مشدداً على كون منفذيه «يخدمون في أعمالهم الإجرامية الكيان الصهيوني». بينما أكدت «حركة أمل» في سياق إدانتها الجريمة أنه «آن الأوان لتوحيد القوى» في مواجهة هذا «الإرهاب الجبان الغادر الذي يستهدف الأبرياء والآمنين على مساحة كل الدول».

وفي المواقف أيضاً، لفتت إشارة الرئيس ميشال سليمان إلى أنّ «اليد الإرهابية التي امتدت على حافلة تقل مدنيين لبنانيين في دمشق هي نفسها التي تضرب في مختلف الدول العربية وضربت في الآونة الأخيرة في منطقة العريش المصرية»، مشدداً في هذا الإطار على كون «الإرهاب عدو الجميع ومواجهته مسؤولية مشتركة».