المطارنة الموارنة يرفضون ربط لبنان بالمحاور.. و«سيناريو أعزاز» يتقدّم في ملف العسكريين
الحريري يلتقي بري ويعوّل على إيجابيات الحوار
بينما أضحى محورياً على شريط الرصد الإعلامي والإخباري اليومي في ظل الحركة النشطة التي يشهدها على مدار الساعة منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت عشية الرابع عشر من شباط، سجّل يوم «بيت الوسط» أمس مزيداً من اللقاءات والاجتماعات البارزة سياسياً وديبلوماسياً وروحياً وصحافياً شدد الحريري خلالها على جملة أولويات وثوابت وطنية تتربّع الرئاسة الأولى على رأس هرميّتها من منطلق استراتيجية وجود رئيس للجمهورية في إطار عملية مكافحة الإرهاب، وضرورة العمل تالياً على تقصير عمر الشغور من خلال الحوار الكفيل وحده بإيصال اللبنانيين إلى الحلول المطلوبة، معوّلاً في هذا المجال على الإيجابيات المتوخاة من الحوار الجاري مع «حزب الله» في عين التينة وذلك المستمر منذ أكثر من سنة مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على أمل أن يفتح كل من الحوارين «باباً لانتخاب الرئيس». ومساءً زار الحريري عين التينة حيث أولم رئيس مجلس النواب نبيه بري على شرفه واستعرض معه الأوضاع من مختلف جوانبها، بحضور كل من مدير مكتب الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل.
وكان الحريري قد استقبل أمس كلاً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتي المناطق، وموفد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي مطران بيروت للموارنة بولس مطر الذي عبّر عن تقدير «كل المواقف التي يتخذها الرئيس الحريري في سبيل الاعتدال والعيش المشترك». في حين شدد خلال لقائه مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية وقال وفق ما نقل عنه الكعكي بعد اللقاء: «علينا أنّ نُقصّر مرحلة الانتظار قدر المستطاع»، معرباً عن أمله في «فتح باب لانتخاب الرئيس من خلال علاقاتنا مع العماد ميشال عون وحلفائنا ومن خلال الحوار الذي نجريه مع «حزب الله» و«حركة أمل» في عين التينة». ولفت الانتباه رداً على سؤال إلى أنّ «مجرد حصول اللقاء (في بيت الوسط) مع العماد عون أمر إيجابي، ونأمل أن يستمرّ بشكل إيجابي».
وفي معرض تطرّقه إلى موضوع تسليح الجيش بموجب الهبتين السعوديتين بقيمة أربعة مليارات دولار، أكد الحريري أنّ «هذه المسألة تسير بشكل طبيعي ولكن الوقت الذي تستغرقه مرتبط بآلية التصنيع والتسليم والتدريب، وهذا يتطلب بعض الوقت»، وأردف متوجهاً إلى مجلس نقابة الصحافة: «أطمئنكم أنه لا توجد أية عقبات أو فيتو كما يروّج البعض».
التجربة اللبنانية «نموذجية للمنطقة»
إلى ذلك، وبُعيد اللقاء الذي جمعه مع الحريري بحضور النائب السابق سمير فرنجية ونادر الحريري، أوضح منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ«المستقبل» أنّ «الوفد لمس من الرئيس الحريري حرصه على وحدة قوى الرابع عشر من آذار، وتأكيده أنّ هذا الإطار الوطني لا يزال على موعد مع مستقبل لبنان الذي قد تكون تجربته نموذجية لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بأسرها».
المطارنة الموارنة
وفي الغضون، برز تحذير المطارنة الموارنة أمس من مغبة ربط لبنان بالمحاور الإقليمية وانخراطه في ما يجري من أحداث في المنطقة مؤكدين أنّ ذلك إنما ينمّ عن «اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الأصيل»، ونبّهوا في هذا السياق إلى ضرورة «الخروج من الخيارات الفئوية والمذهبية والارتقاء إلى مستوى الدولة الجامعة».
المطارنة الموارنة، وإثر اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الراعي، أعربوا عن أسفهم «لاستمرار البلاد من دون رئيس للجمهورية ولتخلّف المجلس النيابي عن انتخابه كما يوجب عليه الدستور»، معتبرين أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة على صعيد الأزمة الحكومية «هي أشبه بحال الآبار المشققة التي لا ينفع معها أي علاج»، وسط تشديدهم في هذا الإطار على أنّ «البحث عن مخارج بعيداً عن انتخاب رئيس ما هو سوى أخذ للبلاد إلى مستقبل مجهول على صعيد النظام السياسي». وأبدوا في الوقت عينه ترحيبهم «بجوّ الحوار القائم بين الأفرقاء السياسيين، على أن يكون هدفه التوصل إلى انتخاب رئيس للدولة لا الإحلال بديلاً منه».
إبراهيم «مرتاح»
على صعيد آخر متصل بمستجدات قضية العسكريين المخطوفين، نقلت مصادر رسمية لـ«المستقبل» أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «مرتاح» لتطورات الأمور في مسار القضية، مشيرةً إلى أنّ سفر ابراهيم إلى أنقرة أمس الأول للقاء مدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي إنما يأتي في سياق الاتفاق الذي حصل خلال زيارته الدوحة الثلاثاء الفائت حول ضرورة استكمال وتفعيل وتيرة المشاورات والاتصالات بين الجانبين.
وإذ أكدت أنّ خطوط التواصل عبر قناة الوساطة القطرية باتت على «نار حامية» في الآونة الأخيرة، لفتت المصادر في هذا السياق إلى تقدّم فرص حلّ القضية وفق السيناريو الذي اعتُمد إبان عملية الإفراج عن مخطوفي أعزاز، مشددةً على أنّ القطريين يعتبرون ابراهيم «محلّ ثقة ومسؤولية، بوصفه الطرف المعني الوحيد المخوّل من الدولة اللبنانية العمل رسمياً على حل قضية العسكريين الأسرى، وبالاستناد إلى كونه صاحب تجربة وخبرة ناجحتين في التعامل مع هذه القضايا كما حصل إزاء ملفي مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا.