مصادر المتحاورين تتوقع تزخيم عجلة مفاوضات «التيار» و«القوات» بتشجيع فاتيكاني
«المستقبل»: معطّلو الرئاسة مسؤولون عن انكشاف الوطن
غداة الصرخة الوطنية التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ودق فيها ناقوس خطر «تعميم الفراغ» على الجمهورية محذراً عبر «المستقبل» من مغبة تمدّد العجز الحاصل في الانتخابات الرئاسية إلى سائر المؤسسات الدستورية في البلد.. صرخة وطنية مدوية أطلقتها كتلة «المستقبل» النيابية في وجه معطّلي الانتخابات الرئاسية حمّلت فيها القوى السياسية التي تحول دون انعقاد جلسات الانتخاب المسؤولية المباشرة عن تعطيل عمل الدولة وتعريض الوطن كله للانكشاف والمخاطر من كل الأنواع، بما فيها مساهمة هذه القوى بصورة غير مباشرة في نموّ حركات التطرف والإرهاب بشكل يخدم أهداف العدو الإسرائيلي في إضعاف الإرادة اللبنانية ويسهّل على هذا العدو مهمته بالتوسع والسيطرة على لبنان ومقدراته.
ولمناسبة مرور أكثر من 9 أشهر على حلول الشغور الرئاسي ومرور 19 محاولة فاشلة لانتخاب رئيس، جددت «المستقبل» التأكيد بعد اجتماعها الدوري أمس على أنّ «المهمة الأساس للقوى السياسية يجب أن تكون العمل من أجل الوصول إلى توافق حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى يعود الانتظام والتوازن إلى مؤسسات وإدارات الدولة»، مشددةً في الوقت عينه على أنه إلى حين انتخاب الرئيس الجديد، يجب العودة في عمل الحكومة إلى الالتزام بقواعد الدستور من دون ابتداع سوابق أو أعراف جديدة تزيد من تعقيد آليات عمل الدولة والمؤسسات الدستورية وإرباك الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
حوار عون ـ جعجع
في الغضون، وبعد ما بدا من بطء على مستوى حركة الحوار الجاري بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» خلال الأيام الماضية، توقعت مصادر المتحاورين لـ«المستقبل» حصول انفراجات قريبة تتيح عودة الزخم إلى عجلات الحوار خلال الأيام المقبلة، وأفادت المصادر أنّ السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشيا عبّر عن رفض فاتيكاني لأي تعطيل على خط المفاوضات بين رئيس «التيار» النائب ميشال عون ورئيس «القوات» سمير جعجع بصرف النظر عمن يصل إلى موقع رئاسة الجمهورية من منطلق عدم وجوب تقييد الحوار بين الجانبين ببند الرئاسة الأولى، باعتبار أنّ حاضرة الفاتيكان تعتبر شخص الرئيس أمراً تفصيلياً في سياق تحتل فيه الأولوية الأساس مسألة التفاوض بين فريقين وازنين على الساحة المسيحية وإعلانهما نوايا إيجابية مشتركة، علماً أنّ السفير البابوي يستند بحسب المصادر في موقفه هذا إلى استطلاعات رأي محلّية تشير إلى أنّ 90% من المسيحيين يؤيدون التقارب الحاصل بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني» بغية طيّ صفحة الخلافات الماضية بين الطرفين.
الرابية: الحوار لخرق الجدار
وكان أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان قد أوضح إثر تلاوته بيان الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية أمس أنّ «التيار الوطني» يواصل مسار الحوار مع «القوات»، وأشار إلى أنّ مداولات هذا الحوار «سرية وتهدف للوصول إلى حلول مشتركة، بحيث تتوافر القناعة عند الأطراف المعنيين على المستوى المسيحي ومن ثم المستوى الوطني، بالوصول إلى حل يخرق الجدار»، معرباً عن أمله في بلوغ «قواسم مشتركة» بين الجانبين وألا تعترضهما «عقبات توقف هذه المسيرة».
الخازن من معراب: الرئاسة في آذار
ومن معراب، لفت الانتباه تصريح أدلى به رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بعد لقائه جعجع في معراب، قال فيه: «وفق المعطيات التي توافرت لديّ، أرى أنّ هناك أملاً كبيراً في أن تتمّ العملية الانتخابية في غضون أسابيع قليلة، مبدئياً في شهر آذار أي في موعد جلسة الانتخاب التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري أو في موعد آخر.. لكن إن شاء الله في آذار».