عون يدعو إلى «مهرجان النصر» في بيروت الخميس
لبنان يزفّ شهداء الشرف
عاد الشهداء العسكريون أمس إلى تراب الوطن، حيث امتزجت دماؤهم بدموع اللبنانيين من مدوخا والقلمون وشمسطار مروراً بحورتعلا واللبوة ومزرعة الشوف وفنيدق والحرفوش والضنية، وصولاً إلى كل بقعة من بقاع لبنان الذي ودّع أمس شهداء الجيش بمأتم رسمي مهيب شارك فيه رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، في مشهدية عكست الإجماع الوطني حول الجيش ودوره، سرعان ما اتّسعت لتشمل المناطق حيث شاطر اللبنانيون أهالي الشهداء حزنهم الذي توّجوه بالفخر والاعتزاز باعتبار أن أبناءهم «شركاء أساسيون في صنع الانتصار وأيقونة التحرير ودحر الإرهاب»، حسب تعبير قائد الجيش العماد جوزف عون.
يوم «شهداء ساحة الشرف» كما وصفهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي دعا إلى تكريمهم يوم الخميس المقبل في «مهرجان النصر» في ساحة الشهداء، كما كشف أمام المجلس الأعلى للدفاع أمس، كان محطة «وفاء وإكبار» لجثامين الشهداء كما قال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رفع فيه اللبنانيون «رأسهم عالياً في ما حقّقه جيشهم»، وأعاد الثقة بالدولة وبمؤسساتها العسكرية بوصفها المرجعية الوحيدة الضامنة لأمنهم واستقرارهم وسيادتهم.
أما المحطة الرئيسية فكانت في باحة وزارة الدفاع في اليرزة حيث أقيمت مراسم تكريمية لجثامين الشهداء العسكريين بحضور أركان الدولة وأهالي الشهداء، حيث وضع رئيس الجمهورية الأوسمة على نعوش الشهداء العشرة، فيما سلّم قائد الجيش عائلة كل شهيد العلم اللبناني عربون شكر وتقدير.
وأمام النعوش الملفوفة بالعلم اللبناني تعهّد الرئيس عون أمام أهالي الشهداء أن دماء أبنائكم «أمانة لدينا حتى تحقيق الأهداف التي استشهد أبناؤكم من أجلها»، وأكد أن جثامين الشهداء هي «شهادة للعالم على ما يدفعه لبنان ثمناً لمواجهاته الطويلة مع الإرهاب على مرّ السنين».
أما قائد الجيش العماد عون فأكد من جهته أنه «لولا القرار السيادي اللبناني الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لما كان لعملية «فجر الجرود» أن تتحقّق»، وإذ أعلن أن الجيش «سينتشر من الآن وصاعداً على امتداد الحدود الشرقية للدفاع عنها»، أكد «التزامنا التام القرار 1701 ومندرجاته كافة والتعاون الأقصى مع القوات الدولية للحفاظ على استقرار الحدود الجنوبية».
وفيما انتقلت نعوش الشهداء إلى المناطق لتُوارى في الثرى وسط استقبالات شعبية حاشدة، انعقد المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا وحضور رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمال والعدل والقادة العسكريين والأمنيين. وقرّر المجلس تكليف قيادة الجيش اتخاذ التدابير اللازمة لـ«انتشار أفواج الحدود البرّية عند الحدود الشرقية ورفع الاقتراحات لتأمين كل المستلزمات العسكرية واللوجستية في أقرب وقت». كما كلّف وزير الخارجية جبران باسيل «تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بسبب خرق العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية واستعمالها لقصف الأراضي السورية». وأبلغ وزير العدل سليم جريصاتي المجلس بأن التحقيق الذي طلب رئيس الجمهورية إجراءه في ظروف خطف العسكريين وقتلهم «سوف يتناول العناصر الجرمية لتفادي أي اتهام سياسي». وفي هذا الخصوص أكد عون أن التحقيق سوف «يحدّد المسؤوليات وفقاً للأصول ويريح قلوب أهالي العسكريين الشهداء ويوقف الاجتهادات»، فيما شدّد الرئيس الحريري على أن «لا خلفيات انتقامية أو كيدية للتحقيق بل يهدف إلى معرفة حقيقة ما حصل ومن غير الجائز استباق نتائجه وتوجيه اتهامات من هنا وهناك»، أضاف: «من المؤسف أننا لا نعرف كيف نتفق على هذا الانتصار، وكأن البعض كان يريدنا أن نخسر».