Site icon IMLebanon

الراعي في إعلام الفاتيكان: التفاتة بابوية للبنان

«بلا زبدة ولا دسم»، يصف أحد الأساقفة الاجتماع الموسع الذي عقده وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والوفد المرافق، أمس، مع البطريرك بشارة الراعي، في حضور شخصيات روحية.

وتشرح مصادر كنسية شاركت في الاجتماع أن «الوزير الفرنسي لم يحمل في جعبته حلولا وهذا كلنا نعرفه. اكتفى بتوضيح وجهة نظر بلاده المشابهة لنظرة الغرب برمته تجاه لبنان لناحية وجوب وضع حد لحالة الشلل التي تعيشها البلاد. «فلبنان ما يزال يتمتع بحد معين من الأمن والاستقرار في وسط منطقة متفجرة، ولاسيما في سوريا والعراق، وبالتالي هو مهدد بامتداد النار إليه في أي لحظة». ومن هنا، ينطلق المسؤول الفرنسي، للقول إنه «يجب أن توحد كل القوى السياسية في لبنان جهودها لكي تضع الأمور على سكة الحل بدءا برئاسة الجمهورية التي تمثل مفتاح الحل والعقدة الأساسية».

أما البطريرك الراعي، فكرر أمام ضيفه الفرنسي ما بات لازمة يكررها منذ أكثر من سنتين. آسفا، وفق المصادر الكنسية، لكون المسؤولين في لبنان عاجزين أو ربما رافضين للخروج من الأزمة عبر التحرر من ضغوط الخارج والداخل ووضع الحل على السكة الصحيحة. وتضيف: «البطريرك والكنيسة مؤمنان ان الحل ليس في فرنسا وليس في أميركا ولا في أي مكان بل في يد اللبنانيين فإذا لم تنظف بيتك لن يأتي أحد من الخارج ليفعل ذلك».

جولة وزير الخارجية الفرنسي لا ترقى الى مستوى «المبادرة» بل يمكن تصنيفها، وفق مصادر أسقفية، «بأنها فصل من المبادرات المستمرة من فرنسا وغيرها». ما يقلق الكنيسة هو تجاوب اللبنانيين مع المبادرات وليس المبادرات بحد ذاتها». وقد قالها البطريرك صراحة في كلمته المكتوبة: «يجب أن تدرك الجماعات السياسية في لبنان أنها غارقة في التدخلات الإقليمية لدرجة ربط الإنتخابات الرئاسية بالصراع القائم في سوريا وبين ايران والمملكة العربية السعودية. وبالتأكيد يجب فصل الإنتخابات الرئاسية عن هذه الصراعات التي قد تدوم طويلا».

قد لا يرتقي التعيين الفاتيكاني الجديد للبطريرك الراعي الى مصاف «الرتبة» ولكنها «التفاتة بابوية للشرق عامة ولبنان خاصة وهي تعبير عن تقدير فاتيكاني إضافي للبطريرك الكاردينال الشرقي الذي أصبح رقما صعبا في الفاتيكان بعدما أثبت حضوره وصحت قراءته على صعيد الكنيسة الجامعة والشرق اوسطية».

أيضا هذه الالتفاتة تشكل دليلا على «استمرار الثقة المتبادلة بين حاضرة الفاتيكان وربيب روما»، وفق مصادر أسقفية كانت تعلق على تعيين البابا فرنسيس للبطريرك الراعي عضوا في اللجنة الحبرية للإعلام والتواصل، وتضيف «صحيح أن هذا أمر عادي لعمل الأساقفة، حيث يخرج من لجنة ليدخل في أخرى ولكنه في الوقت ذاته يؤشر الى الحيثية التي يقدمها البطريرك الماروني لكونه عضوا في لجان فاتيكانية عدة مذ كان مطرانا». فالبطريرك السابع والسبعون عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط وفي المجلس البابوي لرعاية المهاجرين وفي لجنة اعادة النظر بالحق القانوني فضلا عن لجان أخرى انضم إليها وخرج منها مع انتخابه بطريركا عام 2011.

وهل يمكن أن يشكل التعيين الجديد ردا غير مباشر من الفاتيكان على بعض المصطادين في الماء العكر بين الراعي وروما؟ تجيب المصادر الأسقفية: «لا يعمل الفاتيكان بفعل وردات فعل إذ انه يتبع تنظيما داخليا يفسح من خلاله المجال لكل الكنائس في العالم بأن تكون لها مشاركتها في ما يمكن تسميته الادارة المركزية للفاتيكان».

يمثل البطريرك الراعي كنيسة مشرقية عريقة والمجال متاح أمامه ليطلب الانتساب الى لجنة ما أو يُطلب منه ذلك ولاسيما عندما يتعلق الأمر بنقل الصورة الصحيحة عن أوضاع المسيحيين في الشرق. وتلفت المصادر الى ان «لا علاقة هنا لأي حرتقات أو نكايات وزواريب لبنانية، فسجل البطريرك الراعي زاخر ولاسيما في الشق الاعلامي منذ دراسته في روما وإدارته للقسم العربي في راديو الفاتيكان عندما كانت الوسيلة الاعلامية الوحيدة للكنيسة الكاثوليكية. كما أنه تسلّم لسنوات اللجنة الأسقفية للاعلام».