Site icon IMLebanon

مصادر مواكبة لمـبادرة الـراعي : لم تـلـقَ تجاوبـاً من فـريــق رئــيــس الجمهورية

العقد المستعصية خارجية ولا أمل إلا بحـلـول الـروح القدس على المسؤولين

 

لا شك في انّ موقع بكركي في المعادلة اللبنانية كبير، ودورها يتجاوز البعد الديني الى البعد الوطني الاوسع، خصوصاً في هذه الظروف المصيرية التي يمّر بها لبنان بعد وصوله الى قعر الهاوية، بفضل الانقسامات السائدة بين سياسييّه، الذين اوصلوا لبنان الى هذا الدرك بسبب خلافاتهم، ما كان يؤدي دائماً الى حصول ازمات سياسية في معظم الاستحقاقات، وآخرها ما يجري اليوم في اطار المعضلة الحكومية، ما ادى الى دخول البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط المعالجة لحل هذه الازمة، لكن من دون اي جدوى، لان التناحرات مستمرة بين المعنيين بالتشكيلة، ما دفع بسيّد بكركي الى إطلاق صرخاته المتواصلة في العظات والمواقف، وخصوصاً خلال عظة يوم امس الاحد، بعد «توجيهه إنذاراً الى جميع معرقليّ تأليف الحكومة، وتحميله اياهم تعطيل المؤسسات الدستورية الواحدةِ تلو الأخرى، لان الدولة التي لا تكتمل مرجعياتها وتتكامل في ما بينها تسقط، وإن كان ثمة من يراهن على سقوطِ الدولةِ، فليعلم أنّ هذا السقوطَ لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم».

 

هذه الصرخة اتت على أثر إستياء البطريرك الماروني من العلاقات السيئة السائدة بين المسؤولين، وكأنّ البلد بألف خير، فيما كان موقف قد اُعلن الاسبوع الماضي من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري، من على منبر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، تفاءل به اللبنانيون خصوصاً بعد قوله «انّ التشكيلة ستكون هدية اللبنانيين في الاعياد»، لكن سرعان ما تبدّدت تلك الاجواء في اليوم التالي، مع عودة الوضع الى نقطة البداية، والعرقلة المعهودة التي تقف حجر عثرة امام اللبنانيين التواقين الى الحلول، لإنقاذ ما تبقى من الوطن المنهك.

 

وكان سبق موقف الراعي كلام مماثل خلال عظة الميلاد، قال خلالها: «اذا كانت اسباب عدم التأليف داخلية، فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية، واذا كانت خارجية فالمصيبة اعظم، لانها تفضح الولاء لغير لبنان، وفي الحالتين يشعر الشعب انّ التغيير بات امراً ملحاً».

 

انطلاقاً من هنا، اشارت مصادر مواكبة لإتصالات بكركي، خلال حديث لـ «الديار» الى انّ البطريرك الراعي لم يقم بوساطة كما يردّد البعض، بل بمبادرة لم تلق تجاوب المعنيين، خاصة فريق رئيس الجمهورية، لكن البطريرك مصّر على المتابعة وإستئناف الاتصالات واللقاءات بعد الاعياد، ولن يتراجع مهما كانت الاسباب.

 

ونفى المصدر ان تكون الحقائب الوزارية كـ«العدل» و«الداخلية»، هي السبب الاول للعرقلة كما يشير البعض، لان الاسباب الخارجية المرتبطة بلبنان عبر قوى محلية، هي السبب الابرز لعدم تشكيل الحكومة.

 

ورداً على سؤال حول الدعم الفرنسي الكبير للبطريرك الماروني، قال: «الراعي يلاقي الدعم الكبير ليس فقط من الفرنسيين، بل من كل المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان».

 

وعن إمكانية حلحلة الوضع مع تسلّم الرئيس الاميركي جو بايدن الحكم في 20 كانون الثاني المقبل، إعتبر المصدر انه ليس من الضرورة ان تتحلحل الامور في هذا التاريخ، لان هنالك انتظاراً للتوّجه السياسي الذي سيسير به بايدن.

 

وحول ما يردّد عن لقاء مرتقب بين الحريري وباسيل، قال: «لا علم لي بهذا اللقاء، لكن قد تكون معلومات مستشار الحريري الدكتورغطاس خوري اوضح في هذا الاطار».

 

وعن كيفية الوصول الى نتيجة ايجابية لهذه المعضلة، ختم المصدر: «لا امل لنا إلا بحلول الروح القدس على المسؤولين كي تنتهي تناحراتهم وانقساماتهم وخلافاتهم على الحقائب الدسمة».

 

في غضون ذلك، ورداً على تصريح المصادر المواكبة لإتصالات بكركي والتي لا تبشر بالخير، اعتبرت اوساط سياسية محايدة بأنّ مبادرة الراعي وفي حال بقيت ضمن اطار الحائط المسدود، بسبب تعنت المسؤولين، فهذا يعني بأن لا حل وسوف نبقى على هذا المنوال، فعلى لبنان السلام الذي نعاه منذ فترة كبار المسؤولين الدوليين، وخصوصاَ الفرنسيين منهم.