هل يتبوأ سليمان فرنجيه الحفيد رئاسة الجمهورية بعدما سبقه اليها جده الذي كان قد إنتخب في 17 آب 1970، مع فارق ان الجد أتى بتأييد من الاقطاب الموارنة وترأس “الجبهة اللبنانية”، اما الفاعليات المسيحية الحالية فهي متريثة، وتحتاج المسألة الى حوار مسيحي. وقد حاول السفير السعودي علي عواض عسيري إقناع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي أبلغه انه يدعم إنتخاب فرنجيه اذا كان مستعدا لملاقاته في منتصف الطريق، وان نواب الحزب لن ينتخبوا اي مرشح يحمل خطاب فريق من اللبنانيين، وهذا ما كرره امس في بكركي بعد إجتماعه بالبطريرك بشارة الراعي. اما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون فهو حتى الساعة صامت، وينقل عنه انه لا يجوز للحريري ان يختار مارونيا لرئاسة الجمهورية، وليس من حقه التفرد بمرشح ايا كان، وإذا أصر على ذلك فعليه ان يتشاور على الاقل مع الفاعليات المارونية .
كما ان حزب “القوات اللبنانية” حدّد شروط تبني ترشيح فرنجيه وفق مشروعه الذي عدّد بنوده المطلوبة نائب رئيس الحزب جورج عدوان، ومن ابرزها موقفه من القرار 1701 ومن المحكمة الخاصة بلبنان وما اذا كان موافقا على بقاء “حزب الله” في سوريا، وما موقفه من قانون الانتخابات.
وعلمت ” النهار” أن البطريرك الراعي سيدعو قريبا الى اجتماع ماروني قد لا يقتصر فقط على الاقطاب الاربعة الذين اختارهم ليكون واحدا منهم رئيسا بعدما استمع مطولا الى فرنجيه إثر وصوله من المانيا ليل الخميس الماضي. وينتظر الراعي عودة الرئيس امين الجميل من الهند ليحدد موعد اللقاء. وقال احد المتابعين للاتصالات التي إرتفعت حرارتها امس بعودة البطريرك انه لا يمكن التكهن بمدى نجاح حوار بكركي لان النتائج قد لا تكون دعما لفرنجيه إذا لم يعلن مشروعا يتجاوب فيه مع ما يطالب به رؤساء الاحزاب والتيارات المشاركة في الحوار، وفي حال لم ينجح سيزداد الامر إحراجا لفرنجيه، فما سيكون موقف الحريري؟ هل يمضي في مبادرته بدعم من الرئيس نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط الذي تريث في سحب مرشحه هنري حلو لمصلحة فرنجيه؟ كما ان رئيس “تيار المستقبل ” لم يعلن تبنيه لترشيح رئيس “تيار المردة “، والاخير يطالب بذلك، فهو لا يريد ان يضاف الى لائحة المرشحين للرئاسة ويكون هو والجنرال مرشحي قوى الثامن من آذار. واضاف : “قد يفرض هذا التعقيد المتشابك للمواقف أن يتمهل البطريرك في توجيه الدعوة في انتظار بلورة الحوار الماروني ومدى نجاحه، ومن الافضل اذا لم يكن هناك حد ادنى للتفاهم على انتخاب فرنجيه، عدم عقد هذا اللقاء الذي قد يفرز مواقف سلبية ليست في مصلحة الطائفة المارونية. ومن المؤشرات لدعم فرنجيه الاتصال الهاتفي للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند به، كاشفا تأييد مبادرة الرئيس سعد الحريري.