انه زمن عودة المياه الى مجاريها. الاربعاء جلسة لمجلس الوزراء بنصاب سياسي كامل، وبالامس المعاون السياسي لرئيس المجلس في بكركي «مباركا» بنداء المطارنة الذي اخرج الرئاسة من عنق الزجاجة بحسب المتابعين، وقبلها العماد عون بطل «سلام وتصالح رئاسية» باتجاه كل الافرقاء. هكذا وبسحر ساحر انقلبت الاجواء وساد الوئام ليسقط التصعيد ويحل سلاما على الجميع، ببركة بطريركية، ستحط في الديمان لاجازة ايام ومراجعة الذات استعدادا للمرحلة الثانية من المواجهة.
جلسة مجلس الوزراء الطويلة، التي أثمرت تعيينات جزئية مهربة على طريقة الرئيس نبيه بري من «جيبه ولعبه» مئة في المئة مع مفاجأة مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية، فتم تعيين المراكز الشيعية المطلوبة من أصحابها، المركز الدرزي المطلوب في رئاسة أركان الجيش، فيما طالت لائحة المراكز المسيحية الشاغرة، مثبتة إرادة رئيس الحكومة في استمرار العمل المجدي والانتقال اكثر الى الجلسات المثمرة، حيث كانت الحصيلة انتصار لمحور بري – سلام، وتسجيل عين التينة نقطة في مرمى الرابية، مع احراج حزب الله العونيين بمشاركته مخرجا الرابية عن مقاطعتها، ليكتمل بذلك تمرير الاستحقاقات على هدوء.
«البروفا» اللطيفة لا تعني ان مجلس الوزراء سيستعيد طاقته الانتاجية وان طريق بعبدا فتحت امام العماد عون ولا تعني ان طاولة الحوار ستستعيد فرسانها، لكن عملا جديا يسجل في الكواليس بين بيت الوسط والرابية ومعراب لتنقية الاجواء بين عون والحريري تمهيدا لاقناع عين التينة بإزالة تحفظاتها عن عون، لكن كل هذا يتم من دون مساعدة حزب الله.
كتلة المستقبل التي لم يطلع اعضاؤها على نتائج مباحثات رئيسها في كل من موسكو والرياض وما اسفرت عنه، بشكل يشفي غليلهم، كشف احد الحاضرين لاجتماعها ان رؤية الرئيس الحريري بدأت تتضح، بعدما لمس تمسكا لدى اكثرية نواب الكتلة لرفض ترشيح العماد عون، والكتائب والرئيس بري، والنائب جنبلاط ايضا، فضلا عن البرودة الدولية تجاه هذا الترشيح، اذ يعتزم زيارة المملكة من جديد خلال الايام القادمة، يحط قريباً في القاهرة والرياض وانقرة وباريس، لمتابعة الاتصالات بحسب ما تم الاتفاق مع ولي ولي العهد، والدخول في مرحلة نقاش الاسماء البديلة.
مصادر الرابية اشارت الى انه قد يحكى الكثير عن جلسة الحكومة الاخيرة، وقد يغمز من قناة تعييناتها، وقد يؤخذ عليها مدى نجاحها في اختبار الكفاءة والشفافية والنزاهة وتقديم الأفضل ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لكن في المقابل، سيسجل للوزراء المقاطعين، أنهم نجحوا في اختبار صبر أيوب، ربما على قاعدة «أن الحل أنما صبر ساعة»، وفقا لنداء المطارنة، مشيرة الى ان مشاركة وزراء الحزب ووزير التربيّة في جلسة الحكومة تمت بعد التفاهم بينهما على اظهار نوع من الليونة في المواقف ما قد يساهم في اتمام التسوية الرئاسية بوقت أسرع، وهذا الأمر انسحب حضوراً لـ«المردة» أيضاً في جلسة الحكومة، كاشفة ان ما يحكى عن «ورقة» تضم جملة تفاهمات سيتم الاعلان عنها في حال قرر سعد الحريري اعلان تبني ترشيح العماد عون رسميا.
وعلى وقع نفي النائب عمار حوري «للسلة» العونية – المستقبلية، التي المح إليها العماد عون في مقابلته التلفزيونية، دعت اوساط سياسية متابعة الى مراقبة الاحداث بتمعن خلال الايام المقبلة، مشيرة الى ان اقتراب ساعة الفرج من عدمه مرهون بمحطتين اساسيتين، الاولى، المنتدى العربي والدولي لاعادة اعمار سوريا الذي ستشارك فيه غالبية الدول العربية والاقليمية والدولية الفاعلة والقادرة والذي يشهد على هامشه لقاءات بين رؤساء وفود ومندوبين من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، وبين تركيا وايران وروسيا وتركيا، وهو ما قاد الشيخ سعد الى موسكو، والتي من شأنها اذا ما انتهت الى مخارج ايجابية ان تنسحب على الملف اللبناني وما يسهم في تخريجة انتخاب رئيس الجمهورية التي يتولى الحريري تظهيرها من خلال حراكه المحلي والخارجي، والثانية، مسعى ترعاه احدى المرجعيات السياسية لجمع الحريري – نصر الله وامكان توسيع اللقاء من ثنائي الى ثلاثي بعيدا من الاعلام، يصار خلالها الى بحث سبل ملء الشغور الرئاسي والضمانات المطلوبة لذلك.