IMLebanon

الراعي لـ«الجنرال»: «كلما تحركت.. تحدث عاصفة»

السنيورة: اختيار الرئيس شأن لبناني.. وليس فقط مسيحياً

الراعي لـ«الجنرال»: «كلما تحركت.. تحدث عاصفة»

 

«كلما تحركت.. تحدث عاصفة». بابتسامة عريضة تجاور الضحكة، قالها البطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون الذي زف اليه «الخبر السار»، على ما وصفه «الجنرال».

لم يتردد البطريرك في الرد على استفهام الإعلاميين عن موقف بكركي قائلا بتلقائية: «أكيد موقفنا إيجابي. جميع اللبنانيين ينتظرون وجميعهم يريدون انبلاج الفرج». بالابتسامة نفسها تابع عون: «نحن جئنا نزف بشرى الوفاق الى البطريرك بعدما درجت العادة أن نحمل مشاكلنا وقلقنا الى هذا الصرح. ونأمل أن نكون مقدمين على بداية الحل للعقد التي نواجهها».

«قنبلة» معراب أُشعل فتيلها في بكركي. فقبيل توجهه الى دارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عرّج رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الى الصرح البطريركي لوضع «غبطته» في جو الإعلان عن الدعم الرسمي القواتي لترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وكان سبقه الى الصرح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي.

«الحركة في بكركي أمس كانت فيها بركة»، على ما أمل أحد الأساقفة. وُضع رأس الكنيسة المارونية في «حيثيات القرار وظروفه وتوقيته وكل معطياته، ومن الجانبين «القواتي» و «البرتقالي»، على ما تقول أوساط كنسية. ترى هذه الأوساط أن دعم «القوات» لعون من شأنه «أن يفضح نيات الجميع. فكل الأفرقاء لطالما توجهوا الى المسيحيين بالمقولة الشهيرة بأن «اتفقوا على رئيس ونحن معكم». فها هما الفريقان المسيحيان الأبرز قد اتفقا بمباركة بكركي التي لا تريد سوى أن يتفق المسيحيون وكل اللبنانيين على إقفال ملف الشغور الرئاسي نهائيا ودمغه بالشمع الأحمر».

قطع توافق عون ـ جعجع الطريق على «كل المصطادين في ماء الخلافات المسيحية». تتابع الأوساط: «اليوم اتفق الزعيمان المسيحيان الأقوى والوزير سليمان فرنجية أعلن مراراً أنه يقف وراء ترشيح العماد عون وستجد الكتائب نفسها مضطرة أو مقتنعة بأن تسير في الاتفاق، فماذا أو من ننتظر؟». ربما عرقلة خارجية؟ تعلق: «العالم كله، ومن ضمنه السعودية، مشغول بأزماته، ولا أحد يهتم بقضايا لبنان. فلنحل مشاكلنا بأنفسنا».

مفاجأة الرابية ومعراب رسمت الفرح والضحكات على الكثير من الوجوه المسيحية التي لطالما شغلها الملف المسيحي، المعطوف على الشراكة الحقيقية مع الشريك المسلم. من هذه الوجوه الأمين العام للقاء المسيحي الإسلامي حارث شهاب الذي علق عفوياً: «اكتفينا من المتاريس. لقد تعلم الموارنة من تجارب الماضي لأنهم لم يتفقوا ولا مرة إلا لخير لبنان. ففي كل مرة تشرذموا دخل لبنان معهم في أزمات كبيرة. اليوم يبدو أنهم تعلموا». لكنه يلفت الى تخوف لمسه لدى بعض الآباء لناحية أن تفهم الرسالة المسيحية بأنها «اصطفاف مسيحي جديد، وبالتالي تفهم على عكس ما هي». ومن هنا التحدي أمام الموارنة، برأيه، «أن يبرهنوا بالممارسة على الأرض في خطاب مبني على الانفتاح واليد الممدودة والمشاركة الحقيقية التي وضعها البطريرك شعاراً لولايته، أي شركة ومحبة».

ومن خارج سياق الحدث، جاءت زيارة رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة الى بكركي. وبعد اللقاء، وافق السنيورة البطريرك في قوله منذ أيام لـ «السفير» بأن مسؤولية اختيار الرئيس انما هي شأن لبناني وليس فقط مسيحياً، مضيفا أنه «يجب أن يكون هناك جهد لنصل الى هذا الشخص الذي يستطيع أن يجمع اللبنانيين بكل ما يسمى انتماءاتهم السياسية، على قاعدة احترام الوطن والدستور وتعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين».

وكان لافتاً للانتباه جواب السنيورة عن سؤال حول إذا ما كان جعجع لا يزال مرشح تيار «المستقبل» لرئاسة الجمهورية، إذ أجاب: «هناك تواصل تم بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية وجرى الحديث في إمكان أن تكون هناك مبادرة، ولكن حتى الآن لم تتشكل مبادرة بانتظار ما سيكون من ردود أفعال، ونظريا ما زال حتى الآن هناك مرشحان في المجلس النيابي هما الجنرال عون والدكتور جعجع».

وتابع: «في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لنا مصلحة في المسارعة الى انتخاب رئيس جمهورية كي نحمي لبنان من الأعاصير المحتدمة في الخارج والتي تؤثر عليه، وكلما تأخرنا في انتخاب رئيس للجمهورية ازداد تأثير هذه العواصف والأعاصير التي أدت ايضا الى توليد أعاصير داخلية ليست في مصلحة اللبنانيين. لذلك، نحن بحاجة الى المزيد من التشاور الداخلي والتنبه الى أهمية عدم التسرع في أي مواقف تكون غير قابلة للتراجع عنها بعد ذلك».

واذا ما أعلن جعجع ترشيح عون، أجاب: «لا أحب أن نتسرع في أي موقف في هذا الشأن، لنر ساعتها ونقسْ فعليا هل لنا مصلحة بذلك. وثانيا ان حصل ذلك فماذا يجب أن تكون طريقة التعامل في هذا الشأن». وهل ستحضر كتلة «المستقبل» جلسات الانتخاب أيا كان الشخص المطروح؟ أجاب: «نحن كنا دائما نقول بأنه يجب على الجميع المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس، لذلك هذا الموضوع لم نتطرق اليه».