لا يفقد «تيار المردة» الأمل في إمكان انتخاب زعيمه سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية في الجلسة النيابية التي ستعقد الإثنين المقبل، بالرغم من كل الأجواء الإيجابية والأرقام و «البوانتاجات» التي تشير إلى أن الرئاسة ستكون من نصيب العماد ميشال عون الذي يعتبر أنّ الأمور قد حسمت نهائياً لمصلحته.
وما يعزز الأمل لدى «المردة»، هو السلام الداخلي الذي يعيشه فرنجية وتجلى ذلك بوضوح في حلقة «كلام الناس» الأخيرة، وفي لقائه مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في الديمان، أمس الأول، الذي كان بحسب مطّلعين «أكثر من إيجابي».
وأبلغ فرنجية المحيطين به أنه «وضع الراعي في أجواء استمراره بالترشح، والسيناريوهات المطروحة لجلسة الانتخاب، وأن بطريرك الموارنة لم يطلب منه الانسحاب من معركة الرئاسة»، في حين قال الراعي للمقربين منه إن «اللقاء مع سليمان بك، يشبه هذه الطبيعة الجميلة في الديمان».
وفيما من المفترض أن يستأنف فرنجية التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد عودته من جنيف، اليوم، لا تغادر فكرة «المفاجأة» الانتخابية، المحيطين بزعيم «المردة»، من دون أن يمتلك هؤلاء أي تفاصيل عن ماهية هذه المفاجأة التي تحدث عنها فرنجية في «كلام الناس»، كما أن أحداً لا يعلم ماذا يخبئ سليمان فرنجية لجلسة الإثنين، خصوصاً أن دعوته لعون الى «اللقاء في مجلس النواب والتنافس الديموقراطي» قد عبّرت عن ثقة زائدة بالنفس يحتار كثيرون في فك رموزها.
تشير مصادر سياسية متابعة للانتخابات الرئاسية لـ «السفير»، إلى أن صعوبة فوز عون من الدورة الأولى أمر شبه محسوم، وأن «تيار المردة» يعوّل على الدورة الثانية التي يحتاج فيها المرشح إلى النصف زائداً واحداً، وبالتالي فإن المفاجأة التي يتحدث عنها فرنجية بحسب هذه المصادر ستكون مرهونة بمراجعة كثير من النواب خياراتهم والتصويت بما يمليه عليهم ضميرهم وقناعاتهم وتاريخهم السياسي.
وتقول هذه المصادر إن عدداً كبيراً من النواب أبلغونا أنهم سيصوتون التزاماً بقرار مرجعياتهم وقياداتهم السياسية لا انسجاماً مع قناعاتهم، وهناك عدد لا بأس به من النواب سيعتمدون الورقة البيضاء، فضلاً عن نواب سيصوتون لفرنجية، وبالتالي فإن وقفة ضمير أو مراجعة متأنية للمواقف من كل هؤلاء أمام صندوقة الاقتراع قد تحمل فرنجية في الدورة الثانية الى سدّة الرئاسة، أو ربما يتجه المعترضون ضمنياً على عون الى تعطيل النصاب في الدورة الثانية، الأمر الذي سيدفع بري الى تأجيل الجلسة، وعندها سيكون لدى «المرديين» فترة زمنية جديدة للعمل على تسويق مرشحهم بين الكتل النيابية.
وفيما تنفي هذه المصادر معرفتها بطبيعة المهمة الموكلة الى الموفد السعودي الذي وصل لبنان مساء أمس، تشير الى أنه من حيث الشكل تبدو الرئاسة محسومة للعماد عون في جلسة الإثنين، أما من حيث المضمون، فإن كل الاحتمالات واردة، وربما تلي جلسة الانتخاب المنتظرة جلسات.
وتؤكد المصادر أن «تيار المردة» يستعدّ لمعركة قاسية الإثنين المقبل، وهو لن يعدم وسيلة في التواصل مع كلّ النواب لإقناعهم بالتصويت لفرنجية، وأن هذا الجهد سيستمر وسيتكثف حتى يعلن الرئيس بري فتح صندوقة الاقتراع التي تبقى أصدق إنباءً من كل الأرقام والبوانتاجات.