IMLebanon

معطيات سلبية تضخّ التشاؤم.. رئاسياً

كلما تعقدت إقليمياً تعقدت داخلياً أكثر، والتصعيد الخارجي يجر التصعيد الداخلي، ما يجعل أهم الملفات الداخلية، لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية، معلقة في حبال الهواء. لا المجلس النيابي قادر على تفكيك عقدها، ولا الحكومة قادرة على مقاربتها بشكل حاسم، فيبقى «الستاتيكو» الممل والخطير هو صفة المشهد اللبناني حتى إشعار آخر.

تبعاً لذلك، تقلل مصادر وزارية ونيابية مسيحية من فرص نجاح أي تحرك داخلي او خارجي يتعلق بتسييل المواقف والتحركات على هذا الصعيد، خاصة ان ملف رئاسة الجمهورية بات مرتبطاً اكثر بالموقف السعودي من ترشيح العماد ميشال عون، وعلى خط موازٍ له المواقف الفرنسية والاميركية والإيرانية التي تلقي الحمل على اللبنانيين.

تشي بهذه المعطيات السلبية مواقف وزير الخارجية السعودية من ايران والوضع في اليمن، خاصة بعد طلب الرئيس عبد ربه هادي من دول الخليج تدخل «قوات درع الجزيرة» عسكرياً بمواجهة تقدم الحوثيين في اكثر من منطقة واقترابهم من عدن عاصمة «الحراك الجنوبي»، ما يعني ان الصراع السعودي – الايراني على اليمن دخل مرحلة المواجهة المباشرة التي قد لا تبقى محصورة داخل الحدود اليمنية.. وهو اكثر ما ينعكس على لبنان.

واذا كانت تطورات اليمن تسير بخطى سريعة نحو التقسيم، وتطورات العراق توحي بصعوبة حسم معركة تكريت، على الأقل في المدى المنظور، ولأسباب ما زالت غامضة فعلياً، ما يدل على طول المعركة في العراق خاصة اذا وصلت الى الموصل، فإن تطورات الازمة السورية ميدانياً تنعكس اكثر وبشكل مباشر على لبنان لا سيما أمنياً وعسكرياً، مع كثرة الكلام عن قرب حصول معركة القلمون بشقيه السوري واللبناني.

هذا المشهد الإقليمي المتصاعد في التوتر لا ينبئ بحصول أي تقدم فعلي في معالجة الأزمات اللبنانية السياسية والدستورية والتشريعية، بينما لا يمكن التعويل على جامعة الدول العربية في الاسهام الفعال بالحل في لبنان، مع انشغال كل الدول العربية الاسياسية المعنية بملفاتها الخاصة، وحتى مصر المنهمكة في معركة مكافحة الارهاب ومعركة التنمية الاقتصادية، برغم ان القمة العربية المرتقبة السبت المقبل وضعت لبنان من ضمن بنود جدول الاعمال واسترضته بفقرة مكررة تحت عنوان «بند التضامن مع لبنان» لا تتجاوز في تأثيرها حدود الورقة التي كتبت عليها.

وفي اعتقاد نواب من فريق العماد عون، ان الامور «مسكّرة بالكامل على صعيد الرئاسة»، لأن السعودي لم يتحرك أبداً ويبدو انه لن يتحرك ويصر على رفض ترشيح عون، نافين ما تردد عن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الرياض، «لأن لا لزوم للزيارة بعد الموقف السعودي»، ويقول هؤلاء: ما لم يتزحزح احد عن مواقفه فلا تقدم في الملف، كما ان لا أحد في الداخل اللبناني مستعد لتحريك أحجار «الداما» فتوقفت اللعبة نهائياً، لأنه اذا كان المطلوب توفير اكثرية نيابية لمصلحة العماد عون فهذا امر غير ممكن في ظل رفض «كتلة المستقبل» وكتلة النائب وليد جنبلاط وغيرها من كتل صغيرة، فيما من غير الممكن توفير اغلبية لسواه بسبب رفض كتل «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وحلفائهما.

وتضيف هذه المصادر النيابية، أنه طالما لم يقتنع احد من المعنيين بجدية وأحقية ترشيح عون للرئاسة أو بدوره في ملف رئاسة الجمهورية، فالملف عالق ولا انتخابات في المدى المنظور، وتوضح ان بعض المساعي التي جرت مؤخراً بين «التيار الوطني الحر» و»تيار المستقبل» وقوى سياسية اخرى، إنما دارت حول ملف التعيينات العسكرية والأمنية وليس حول الاستحقاق الرئاسي.