IMLebanon

مداهمات احترازية للجيش: 5 موقوفين خطِرين

مداهمات احترازية للجيش: 5 موقوفين خطِرين

لبنان يُبلغ مؤتمر باريس: لن ندخل في أي محور

محمد بلوط

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس عشر بعد المئة على التوالي.

لبنان بلا رئيس للجمهورية وينضم بملء إرادته للمحاور الدولية، سعياً الى قتال مجموعات تكفيرية داخل حدوده.. وخارجها!

لبنان نفسه، بعكس دول العالم كافة، بما فيها مثيلته المصنفة فقيرة، يشهد لساعات انقطاعاً شاملاً للتيار الكهربائي، والمفارقة الكبيرة، أن اللبنانيين الذين ينزلون إلى الشوارع بغرائزهم وعصبياتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية، لا يحرّكون ساكناً في مواجهة فضيحة العتمة الشاملة، بل يستسلمون لـ«المافيا الوطنية» بامتياز.

يكفي أن يعلم اللبنانيون أن الكهرباء التي استنزفت عجزاً متراكماً من موازنتهم وجيوبهم، بلغ نحو 21 مليار دولار في نحو عقدين من الزمن، من دون احتساب الفوائد المتراكمة التي ترفع الرقم سنة بعد سنة إلى عتبة الثلاثين مليار دولار، من أصل ما يزيد عن 65 مليار دولار مجمل الدين العام، أي أن نصف الدين العام، كما نصف العجز في موازنة كل سنة، يذهب فداء عتمة تزداد اتساعاً، ولا من سائل أو مجيب.

العتمة تلف حتى الآن أيضا مصير العسكريين المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية منذ 45 يوماً، وها هو اللواء عباس إبراهيم يحاول تدوير الزوايا سعياً إلى تبديد «الشروط التعجيزية» الآتية من «النصرة» و«داعش» ومن خلفهم الراعي التركي ـ القطري.

لقاء كيري ـ باسيل

في هذه الأثناء، حاول الأميركيون تفهم موقف لبنان المربك في موضوع انضمامه الى المحور الأميركي ـ السعودي ضد «داعش» وقال وزير خارجية لبنان جبران باسيل ان لبنان «لم يعط تفويضاً لأميركا بضرب داعش في لبنان، وكل دولة من الدول المتحالفة تحتفظ بخياراتها، ولبنان ليس ضمن محور»، وأشاد بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري بتفهم الأميركيين ومراعاتهم لموقف لبنان.

وبدا باسيل وكأنه يعيد من باريس توضيح انخراطه في المحور المعادي لـ«داعش»، وبالتالي تخفيف آثار السجال الذي أحاط بقرار حضور مؤتمر جدة. شرح الوزير اللبناني ان الموقف اللبناني لا يزال مشروطاً بالأداء وبتوضيح الإطار السياسي للتحالف، وحاجته لقرار من مجلس الأمن يتضمن آليات تطبيقية للعمل العسكري ضد «داعش».

يوضح باسيل أن «التحالف» لم يقل أحد حتى الآن «إنه سيضرب، ولا تزال هناك فسحة من الوقت لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن، كي لا تصبح القضية استنسابية، يضرب فيها من يريد أن يضرب من أراضي الدولة التي تسمح له بذلك، وحتى لا يتسبب ذلك بزحمة في الأجواء»، بيد ان الوزير كيري الذي طلب من باسيل المشاركة في جلسة نيويورك الوزارية يوم الجمعة المقبل لاستكمال النقاش حول قرار دولي جديد، لقي اعتذاراً من الديبلوماسي اللبناني المرتبط بمواعيد مع الجالية اللبنانية في لوس انجلوس. وقال باسيل انه يتم التحضير لقرار دولي يحدد كيفيات التدخل العسكري لضرب «داعش» في سوريا أو غيرها، «وأدعو الى العمل على هذا القرار».

وسمح اللقاء اللبناني ـ الأميركي على هامش «قمة الأمن والسلام في العراق» التي عُقدت في باريس، أمس، بتوضيح المطالب الاميركية واللبنانية المتبادلة، اذ «لم يطلب الأميركيون إشراك لبنان في العمليات العسكرية، وخلال الاجتماع طلب باسيل مزيداً من الدعم الأمني والاستخباري مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، والتسريع بتنفيذ الاتفاقات التسلحية مع الجيش اللبناني» على حد تعبير مصادر ديبلوماسية لبنانية.

وخلال لقاء في السفارة اللبنانية في باريس، قال باسيل، في سياق استعراض لقائه كيري وحضوره مؤتمر باريس، ان أحداً لم يطلب من لبنان شيئاً حتى الآن، لا مالاً ولا سلاحاً، ولا جنوداً، ولا مناطق لعمليات عسكرية، وأضاف: لم يطرأ حتى الآن ما يدعونا الى تغيير موقفنا من المشاركة في التحالف. لكن الموقف من التحالف قد يتغير «اذا ما استجدت تطورات في المستقبل، وسنحدد موقفنا في ضوء المتغيرات، هذا ما نقوله علنا وفي الغرف المغلقة».

باسيل، بعد النقاش الذي أثاره دخول لبنان طرفاً في محور سعودي ـ أميركي، رأى ان لبنان لم يدخل في أي محور، وليس عليه أن يتبع ما يقوم به هذا المحور، «ونحن نحدد تعاطينا معه في ضوء التطورات، ذلك ان دخول التحالف لا يعني ان لبنان مكبل، من دون أن ننفي ما ينتابنا من أسئلة وهواجس، ولكننا ننخرط في عملية متوازنة ومدروسة وواضحة، وبأعين مفتوحة».

وتبدو الهواجس اللبنانية متضاربة كلياً مع مؤتمر باريس الذي جعل ساحة مواجهة «داعش» عراقية صرفة وفق بيانه الختامي دونما أدنى ذكر لسوريا، التي بحث عنها وزير خارجية لبنان مع أحد نظرائه الخليجيين في الاجتماع من دون جدوى، بعدما دُهش الأخير لغيابها!

ومع اقتصار دعوة مؤتمر باريس الى الأعمال العسكرية في العراق من دون سوريا، تطرح تساؤلات عن التحاق لبنان بتحالف يشن الحرب على «داعش» العراقية، دونما التزامات واضحة بضرب «داعش» السورية التي تشكل مع «النصرة»، مصدر كل التهديدات التي يتعرض لها لبنان. ويقول باسيل ان مطلبنا الأساس ألا يتوقف ضرب «داعش» على العراق وحده، بل ينبغي ضربها في كل مكان، لأن ضربها في العراق وحده سيجعلها تتدفق نحو سوريا ولبنان، وهذا ما يفاقم خطرها علينا، ولا يخفف منه، وفي جدة لم يكن مشروع البيان الاول دقيقاً في تحديد خريطة مواجهة «داعش»، وقد أعدنا صياغة البيان النهائي ليصبح أكثر تحديدا ودقة» على حد تعبير وزير خارجية لبنان.

وحضرت على بساط البحث الهبة السعودية للجيش عن طريق المليارات الثلاثة للفرنسيين، بعدما أثارها الرئيس فرانسوا هولاند في خطابه الافتتاحي للمؤتمر، مذكراً للمرة الثانية خلال شهر، بقرار فرنسا والسعودية تسليح الجيش اللبناني، من دون أن يوضح مصير الهبة المذكورة.

وقد نفى باسيل أية علاقة لتأجيل تنفيذ صفقة تسليح الجيش اللبناني (3 مليارات دولار) بالفراغ الرئاسي، وقال ان ربط الهبة وتنفيذها بانتخاب رئيس لبناني، «أمر يجافي الحقيقة، وعندما قدمت الهبة، كان واضحا أننا نذهب نحو الفراغ الرئاسي، وقد قمنا في غياب الرئيس بكل ما ينبغي عمله لتنفيذها».

توقيف إرهابيين شمالاً

من جهة ثانية، قال مرجع أمني لـ«السفير» ان مخابرات الجيش أوقفت مؤخرا في مطار بيروت شخصاً من التابعية السعودية قدم الى بيروت عن طريق تركيا، وأشار الى ان العملية تمت بعد ورود معلومات موثوقة عن تزعمه مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» تزيد عن مئة عنصر في سوريا.

وأشار المرجع الى أن الجيش تمكن بعد مداهمات احترازية واسعة في العديد من المناطق اللبنانية، في الأيام الماضية، من توقيف عدد من المشتبه بعلاقاتهم بمجموعات إرهابية، بينهم سوري الجنسية أوقف في منطقة الشمال (محلة ابي سمراء) وتردد أنه مسؤول ميداني في تنظيم «داعش»، وذلك بعد عملية رصد ومتابعة استمرت أياماً.

ووصفت مصادر شمالية الموقوف بأنه «خطير». كما أفيد ليلا عن توقيف ابنه البالغ من العمر 15 سنة.

وتأتي هذه العمليات بعد تمكن مخابرات الجيش أيضا من إلقاء القبض على المجموعة التي فجرت عبوة ناسفة في حي الخناق في طرابلس وأدت الى مقتل أحد المواطنين، وتبين انها تضم ثلاثة سوريين مجنسين ينتمون كلهم الى «جبهة النصرة» ويأتمرون بأوامر شادي المولوي وأسامة منصور اللذين تبين أنهما يقفان وراء جريمة اغتيال أحد أبناء بنت جبيل (فواز بزي) في حي التبانة قبل أكثر من أسبوع.