IMLebanon

تفاهم عين التينة ـ الرابية: النفط.. واستعادة الجنسية

معادلة «عين الحلوة»: تسليم المطلوبين أو تعطيلهم

تفاهم عين التينة ـ الرابية: النفط.. واستعادة الجنسية

لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم التاسع والأربعين بعد المئتين على التوالي.

الارجح، ان كثيرين من النواب لم يتنبهوا الى ان اليوم هو موعد الجلسة الثامنة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، ما دام لم يطرأ بعد أي معطى جديد من شأنه أن يجعل انتخاب الرئيس ممكناً.

وحدها الحوارات تبقى حتى إشعار آخر هي «البدل عن ضائع»، من عين التينة التي تواكب لقاءات «حزب الله» و«تيار المستقبل»، الى الرياض التي جمعت ميشال عون وسعد الحريري، مروراً بالمتن حيث تعقد الاجتماعات التحضيرية للقاء المرتقب بين عون وسمير جعجع.

بري ـــ باسيل

وفي ظل هذا المناخ الداخلي، التقى الرئيس نبيه بري أمس وزير الخارجية جبران باسيل، في عين التينة، لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً.

وعلمت «السفير» أنه تم خلال هذا اللقاء المطول إنجاز تفاهم بين بري وباسيل حول ملفين حساسين، كانا قد شكلا في بعض جوانبهما مادة خلافية بين رئيس المجلس والعماد عون، خلال الفترة الماضية، وهما ملف النفط وقانون استعادة الجنسية اللبنانية.

وقالت مصادر مطلعة لـ «السفير» إن الاتفاق المنجَز يمكن أن يكون قاعدة تأسيسية لعلاقة منتجة بين بري وعون، على المدى الطويل.

وفي معلومات المصادر، أن بري وباسيل تمكّنا من تجاوز التباينات التي كانت موجودة بين عين التينة والرابية حول تفاصيل تتصل بتلزيم البلوكات النفطية وترسيم الحدود البحرية، وتوصّلا الى مقاربة مشتركة لهذا الملف على قاعدة «عدم جواز الاستمرار في إضاعة الوقت وهدر الفرص، وضرورة حماية الثروة النفطية من الأطماع الإسرائيلية، ووجوب إطلاق المزايدة للتلزيم وفق شروط تضمن نجاحها، وأهمية الحفاظ على حقوق لبنان في البلوكات، وضرورة التعامل مع الملف النفطي انطلاقاً من بُعده الوطني ومن مردوده الشامل الذي يطال الجميع وليس على اساس انه مادة للخلاف بين فريق وآخر».

أما في ما يتعلق بقانون استعادة الجنسية، فقد أوضحت المصادر أنه تم التوافق حوله على اساس ان هذا الموضوع «يخص كل الاغتراب، وجميع اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين، الى جانب كونه مطلباً مسيحياً مزمناً». وقد أبدى بري تفهماً للقانون من الناحيتين الوطنية والاغترابية، مؤكداً أنه سيسلك طريقه التشريعية.

ومع عودة عون من السعودية حيث التقى الرئيس سعد الحريري على هامش التعزية بوفاة الملك عبدالله، قالت أوساط مقربة من عون لـ «السفير» إن زيارته الى الرياض هي من حيث المبدأ مناسبة اجتماعية للتعزية، لكنها لا تخلو في الوقت ذاته من الدلالات التي تؤشر الى كسر الجليد الذي كان يكسو العلاقة بين عون والقيادة السعودية، من دون أن يعني ذلك الذهاب بعيداً في الاستنتاجات السياسية.

ولفتت الاوساط الانتباه الى ان عون حظي باستقبال حار من القيادة السعودية التي تعاطت معه ومع الوفد المرافق بكثير من الاحترام والودّ.

وعُلم ان المسؤولين عن البروتوكول تعمّدوا على ما يبدو أن يجلس الرئيس سعد الحريري الى جانب عون، في قاعة تقديم التعازي، الأمر الذي أفسح المجال امام حصول تشاور سياسي بين الرجلين.

أحجية المولوي

أمنياً، تحوّل مكان وجود الارهابي الفار شادي المولوي الى «أحجية»، وسط تضارب في المعطيات المتوافرة لدى الاجهزة المختصة. إذ تصرّ مخابرات الجيش على انه لا يزال متوارياً في مخيم عين الحلوة وأنه انتقل من حي حطين الى حي التعمير، بينما يُصرّ فرع المعلومات على ان المولوي أصبح في جرود عرسال مع «جبهة النصرة»، كما أكد ايضاً وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريح له أمس.

ويطرح هذا التباين في التقديرات، والذي خرج الى العلن، تساؤلات حول واقع التنسيق بين الأجهزة الأمنية المفترض بها أن تصل الى أعلى مستوى من التعاون المتبادل في هذه المرحلة الحساسة، التي تخاض فيها معركة مصيرية في مواجهة الإرهاب، وليس الانزلاق الى أي شكل من أشكال التجاذب.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ «السفير» إن الضغط الذي مارسته الدولة اللبنانية، سواء عبر مخابرات الجيش في الجنوب او عبر الموقف السياسي الرسمي، أفضى عملياً الى تحويل مخيم عين الحلوة من ملاذ آمن لمطلوبين خطيرين الى مستودع لفارين تراجع دورهم.

وأشارت المصادر الى ان الفصائل الفلسطينية «التقطت» رسالة الدولة اللبنانية وهي أن بقاء المخيم مستقراً وهادئاً يتطلّب منع استخدامه كمنطلق للأعمال الإرهابية التي تهدد الاستقرار اللبناني، مع ما يستوجبه ذلك من ضغط للفصائل على المطلوبين لتعطيل مفعولهم، إذا كان تسليمهم جميعاً متعذراً في الوقت الحاضر.

الى ذلك، أفيد أن الجيش أوقف الجزائري (ي.غ.) على حاجز شدرا في عكار، لانتمائه الى تنظيم إرهابي مسلح وسُلم الى الجهات المختصة للتحقيق معه.

إزالة الشعارات والصور

وبينما اتفق «حزب الله» و «المستقبل» خلال الجلسة الرابعة للحوار على المضي في اتخاذ الإجراءات الميدانية الكفيلة بتبريد التوتر المذهبي وتحصين الوضع الأمني، ومن بينها إزالة كل الشعارات والصور الحزبية من بيروت ومناطق أخرى.. عُلم أن هذا القرار سيُنفذ قريباً جداً، بعد إبداء الطرفين موافقة نهائية عليه في الاجتماع الأخير، على أن تصدر إشارة المباشرة في تطبيقه عن الرئيس تمام سلام بعد استكمال التحضيرات.

وأكد الرئيس بري أمام زواره أمس أنه لن تبقى في بيروت أي علامة حزبية، ووحده العلم اللبناني سيبقى يرفرف.

وشدّد على أن الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» ترك انعكاسات في غاية الإيجابية على الشارع، وهو سيستمر بالزخم ذاته.

اشتباكات الحدود

وفي الأمن أيضاً، سجلت ليل أمس في منطقة الخشع الواقعة في جرود نحلة، على الحدود اللبنانية – السورية، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و «حزب الله» من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى. وبالتزامن مع المواجهات ألقى الجيش اللبناني قنابل مضيئة فوق الجرود اللبنانية تحسباً لأي تسلل محتمل.

وندّد البطاركة رؤساء الكنائس الشرقية بعد اجتماعهم في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي بـ «الهجوم الإرهابي على الجيش في جرود رأس بعلبك»، وأعلنوا عن «دعمهم الكامل للمؤسسة العسكرية». كما طالبوا «السلطة اللبنانية بتوفير الغطاء السياسي الكامل والموحّد للجيش، وتأمين كل حاجاته ومدّه بالسلاح اللازم».

وناشد المجتمعون «الأسرتين العربية والدولية، وضع حد للحرب في سوريا والعراق بالمفاوضات السياسية، والتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية ومدّها بالمال والسلاح». (ص 2)