خطة البقاع الشمالي جاهزة.. و«تحركات مقلقة» في جرود عرسال
لبنان يحرج «العرب» بمقاطعة قمة واشنطن ضد الإرهاب
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والخمسين بعد المئتين على التوالي.
اختلاف اللبنانيين على رئيسهم المقبل ومواصفاته واسمه، لا يسحب نفسه على الأمن بوصفه عنواناً موحداً بتحدياته واستهدافاته التي لا تستثني فئة أو منطقة لبنانية.
وبينما يواصل الجيش وباقي المؤسسات الأمنية سهرهم على أمن اللبنانيين في الداخل ومواجهة التحديات الإرهابية عبر الحدود، قدم لبنان ممثلاً بوزارة الخارجية والمغتربين اعتذاراً رسميا الى الحكومة الأميركية عن عدم حضور «قمة البيت الأبيض في مواجهة عنف المتطرفين» المقررة في واشنطن بعد أقل من أسبوعين بسبب دعوة اسرائيل اليها.
ووفق مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في العاصمة الأميركية، فإن لبنان قرر عدم حضور القمة المذكورة التي تشارك فيه أكثر من 60 دولة بينها 14 دولة عربية.. بالإضافة الى اسرائيل!
وأشارت المصادر الى أن القمة ستفتتح في 18 شباط في البيت الأبيض برئاسة الرئيس الأميركي باراك أوباما وتستكمل في اليوم التالي على مستوى وزراء الخارجية (وبعض وزراء الداخلية) في مقر وزارة الخارجية الأميركية برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على أن يخصص اليوم الثالث لاجتماعات تعقد على مستوى الخبراء وتشارك فيها لجان متخصصة ومراكز التفكير المتعددة في واشنطن.
واذ أشارت المصادر الى أن الدعوة الى لبنان تشمل وزيري الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق، أوضح الأخير أنه تلقى فقط دعوة رسمية من الحكومة الأميركية لزيارة واشنطن في آذار المقبل وأنه غير مدعو الى المؤتمر المذكور.
وقال وزير الداخلية لـ«السفير» ان لبنان ممثلا بوزير خارجيته اعتذر عن عدم المشاركة بعد تشاوره مع رئيس الحكومة «لأنه لا يجوز للبنان أن يكون شريكاً لإسرائيل في مواجهة الإرهاب، كما أنه ليس هناك في لبنان من لا يعرف ان السياسة الاسرائيلية هي في أساس وجود الفكر الإرهابي ونموّه في المنطقة».
ووفق المصادر الديبلوماسية نفسها، فإن لبنان أبلغ بعض الوفود العربية أنه لا يشارك في اجتماعات تشارك فيها اسرائيل إلا تحت مظلة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها.
وأبلغت البعثة اللبنانية في واشنطن التي شاركت في اجتماعات تحضيرية مع الادارة الأميركية وباقي البعثات العربية أن اسرائيل تمارس «عنف المتطرفين والتطرف» بعينه عندما تحتل أرضاً عربية وتقتل وتشرد، سواء في لبنان أو في فلسطين، «فكيف يمكن أن نجعلها شريكة لنا في مواجهة إرهاب على صورتها تماما»؟
ومن الواضح أن اعتذار لبنان أربك باقي الوفود العربية، خصوصا أنه أول موقف رسمي عربي حاسم، ومن غير المستبعد أن تنضم اليه دول عربية أخرى، أبرزها العراق.
واذا غاب لبنان والعراق عن المؤتمر، وهما في صلب غمار مواجهة الإرهاب الذي يمثله «داعش» و«النصرة» وأخواتهما، فإن ذلك سيطرح أسئلة حول الجدوى العملية لمؤتمر قرر محاربة الإرهاب بأدوات بينها «الأداة الاسرائيلية»!
وما يزيد الطين بلة أن معظم البعثات العربية في واشنطن ونيويورك اطلعت على تقارير أممية في الآونة الأخيرة تشير الى أن «عملية القنيطرة» التي حصلت في 18 كانون الثاني الماضي ضد «حزب الله»، انما كانت نتاج تنسيق ميداني بين اسرائيل و«جبهة النصرة».
ومن غير المستبعد أن يضع لبنان معايير لمشاركته، كأن يشارك بعض الخبراء وأعضاء البعثة في واشنطن في اجتماعات تُعقد على هامش القمة، شرط عدم مشاركة اسرائيل فيها، وأن تكون الوجهة محددة وواضحة ولا تقبل أي التباس، أي محاربة الارهاب الذي يمثله «داعش» و«النصرة» ضد البشرية جمعاء.
خطة البقاع الشمالي.. جاهزة
من جهة ثانية، علمت «السفير» أن اللمسات النهائية على خريطة الطريق لتنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي قد أنجزت بالتنسيق بين الأجهزة العسكرية والأمنية. وأفادت المعلومات انه تم تحديد «ساعة الصفر» لبدء تنفيذ الخطة الأمنية، وهي من شقين: الأول أمني بحت بوشر به عمليا، والثاني عسكري يتمثل بالانتشار الواسع في كل المنطقة وفي مناطق لم تدخلها أجهزة الدولة من قبل وبمواكبة إعلامية في مرحلتها الأولى.
وأوضح مصدر رسمي معني لـ «السفير» أن هذه الخطوة تحظى بغطاء سياسي شامل، لا سيما من «حزب الله» و «أمل»، «كما تأتي في سياق الارتدادات الايجابية لحوار عين التينة بين «حزب الله» و«المستقبل» برعاية الرئيس نبيه بري، وهو حوار لم ولن يتأثر بأي «جدار صوت» من هنا أو هناك».
وكشف المصدر أن المباشرة بتنفيذ الخطة الأمنية لن تتجاوز مطلع الأسبوع المقبل «وربما نستفيق صبيحة الاثنين المقبل وتكون الوحدات العسكرية والأمنية قد باشرت الانتشار على الأرض».
عرسال والجرود.. «تحركات مقلقة»
الى ذلك، ساد، أمس، جو من التوتر الشديد منطقة عرسال وجرودها، في ظل تحركات مكثفة ومريبة للمجموعات الإرهابية المسلحة المتمركزة في الجرود. ووصف مصدر أمني الوضع هناك بأنه «مقلق جدا». وقال لـ«السفير» ان منطقة عرسال والجرود على فوهة بركان جديد، «فتحركات الارهابيين وتجمعاتهم تشي بنيّتهم القيام بعمل ما، الامر الذي وضعه الجيش اللبناني في الحسبان، وعلى هذا الأساس، قامت مدفعيته بقصف عنيف ومركز لتلك التجمعات في جرود عرسال ورأس بعلبك».
وبحسب المصدر نفسه، فإن القوى العسكرية والأمنية نفذت سلسلة مداهمات في عدد من الأماكن التي يشتبه بوجود إرهابيين فيها، وذلك غداة إحباط المخطط الإرهابي بالتمدد نحو البقاع الغربي وإقامة «إمارة داعشية» هناك. وتركزت المداهمات امس، في مخيمات النازحين السوريين في البقاع، حيث تم إلقاء القبض على عدد من المشتبه بعلاقتهم مع المجموعات الإرهابية، أحدهم بالقرب من جامع سعدنايل وتبيّن انه ينتمي الى تنظيم «داعش» وتردد أنه كان متنكرا بزي امرأة منقبة.
في غضون ذلك، عاشت مدينة صيدا جواً من القلق، امس، بعد المعلومات الأمنية التي تحدثت عن نية اثنين من العناصر التابعة للشيخ الفار أحمد الأسير القيام بعمل إرهابي. وقد عممت الجهات الأمنية المختصة اسمي العنصرين المذكورين لملاحقتهما، وهما (ج. ب.ع.) مواليد 1994 سكان الهلالية في شرق صيدا، و(م. م. ح.) مواليد 1996 من سكان الهلالية.