Site icon IMLebanon

مصيدة نوعية لـ«الميقاتيين»: الجيش يغنم «كنز الإرهاب»

غسان ريفي

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس بعد الثلاثمئة على التوالي.

وضع الجيش اللبناني يده على صيد ثمين، بعد نجاحه صباح أمس في توقيف المطلوبين عمر الميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال الميقاتي الملقب بـ «أبي عمر الطرابلسي» أو «أبي عمر اللبناني» المتهميّن بالانتماء الى تنظيم «داعش» وبارتكابهما سلسلة من الأعمال الارهابية، في سياق عملية أمنية نوعية جرى التحضير لها منذ أسابيع عدة.

المطلوب الأول عمر (24 عاما) هو إبن أحمد سليم الميقاتي الذي تم توقيفه في عداد الخلية الإرهابية التي داهمها الجيش اللبناني في عاصون ـ قضاء الضنية في تشرين الأول الفائت. أما المطلوب الثاني بلال عمر الميقاتي (23 عاما) الذي يعتبر اليد اليمنى لابن عمه عمر، فهو المتهم الأساسي بذبح العسكري علي السيد، وهو أول شهيد من العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «النصرة».

وفي التفاصيل، أن مخابرات الجيش كانت رصدت قبل فترة، من خلال الاتصالات وبعض «العيون الأمنية»، حركة تنقل للاثنين بين جرود منطقة القلمون وبلدة عرسال، وتم وضع رسم دقيق لهما جرت مقارنته، فتم التأكد من أنهما يترددان على بعض الأشخاص في عرسال (وبينهم أحد رجال الدين المعروفين)، كما على مخيم النازحين خارج البلدة، وتم وضع أكثر من سيناريو لالقاء القبض عليهما، الى أن تم التأكد أنهما قررا الانتقال من عرسال الى منطقة البقاع الأوسط بواسطة هويتين سوريتين مزورتين، من دون أن تعرف وجهتهما اللاحقة: هل هي طرابلس أم البقاع الغربي؟ وهل كانا مكلفين بعمل ارهابي ما؟

عند التاسعة والنصف من صباح أمس، تم إلقاء القبض على الميقاتيين، بينما كانا يستقلان سيارة أجرة من عرسال الى البقاع، ولحظة اقترابهما من حاجز عسكري للجيش قرب بلدة حربتا (على الطريق الدولية)، كانت دورية من مخابرات الجيش بانتظارهما، بعدما تم رصدهما بالعين المجردة وهما يعبران حاجز الجيش من عرسال باتجاه منطقة اللبوة، ومن هناك أكملا مسافة قصيرة سيرا على الأقدام، ثم استقلا سيارة الأجرة التي أوقفا فيها قرب حربتا.

وتبين أن الموقوفين لا يحملان أية أسلحة ولا أحزمة ناسفة، ويرتديان أزياء عادية لا توحي بانتمائهما الى المجموعات التكفيرية، ونقلا من منطقة بعلبك فورا الى مقر مديرية المخابرات في وزارة الدفاع في اليرزة، حيث بوشرت التحقيقات معهما، في ظل تقديرات بأن توقيفهما قد يفضي الى سلسلة توقيفات، وتردد ليل أمس، أنه تم توقيف شخص ثالث سوري الجنسية في ضوء اعترافاتهما.

وقد استوجبت هذه العملية النوعية استنفارا على مستوى الأجهزة الأمنية تفاديا لرد انتقامي سريع على هذا التوقيف الموجع بالنسبة للمجموعات الارهابية.

وتشير المعلومات في هذا الاطار الى أن الميقاتيين مع آخرين وفي مقدمتهم المدعو فايز عثمان (أوقفه الجيش قبل أشهر في محلة أبي سمراء في طرابلس وكان برفقة عمر الميقاتي الذي تمكن في حينها من الفرار)، قد عملوا على تشكيل مجموعات مسلحة قامت بالاعتداء على أمن الدولة، وعلى عسكريين ومدنيين، ما أدى الى استـشهادهم، فضلا عن تسببهم بتوترات أمنية متكررة في طرابلس، ومشاركتهم بمواجهات مسلحة مع الجيش.

وتتضمن لائحتهما:

ـ المشاركة في معارك التبانة وجبل محسن.

ـ إطلاق النار على مواطنين من الطائفة العلوية.

ـ اغتيال المؤهل الأول في الجيش فادي الجبيلي خلال انتقاله إلى عمله مقابل محطة مكية في طرابلس، وقد قامت عائلته أمس بتوزيع الحلوى في ساحة الدفتردار في المدينة القديمة احتفالا بإنجاز الجيش.

ـ اغتيال المؤهل المتقاعد في مخابرات الجيش محمد مستو في سوق العطارين.

ـ التسبب بما يعرف بمعركة ساحة عبد الحميد كرامي بعد إطلاق النار على الجيش الذي حسمها في غضون ساعات بعد فرار المسلحين الى الأسواق الداخلية.

ـ التسبب في معركة باب الحديد التي حسمها الجيش أيضا خلال ساعات بعد تواري المسلحين.

ـ الاعتداء على الجيش في خان العسكر ردا على توقيف أحمد سليم الميقاتي (والد عمر) في عاصون في 24 تشرين الأول الفائت، ما أدى الى فتح معركة الأسواق القديمة، ومن ثم الانتقال منها الى التبانة التي شهدت معركة انتهت بنجاح الجيش في تفكيك المجموعات الارهابية بقيادة أسامة منصور وشادي المولوي وغيرهما، وفي بسط سيطرته على كل شوارعها وأحيائها.

ـ رمي القنابل وإطلاق القذائف الصاروخية على مراكز عسكرية في طرابلس.

ـ تجنيد عدد من الشبان للالتحاق بالمجموعات الارهابية.

ـ إقدام بلال الميقاتي على ذبح العسكري الشهيد علي السيد في جرود عرسال، وهو الأمر الذي اعترف به الموقوف حسن غورلي.

وكانت عائلة الشهيد السيد في فنيدق تلقت خبر التوقيف بكثير من الارتياح، وقال المختار أحمد السيد (والد علي) لـ «السفير»: «الحمد لله أن الجيش نجح في تحقيق هذا الانجاز، لكن حقي لن يصلني كاملا إلا بقيام الدولة بإعدام من ذبح إبني الشهيد أمام كل الناس، وهذا دليل واضح على أن المؤسسة العسكرية تعمل بجد من أجل الاقتصاص من القتلة الارهابيين».

أما والدة علي فاعتبرت أن «توقيف القتلة يعطيها جزءا من الراحة ويساهم في تبريد قلبها»، مؤكدة أن دموعها «لم ولن تجف على شهيدها علي».

وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» إن المطلوبين عمر وبلال ميقاتي كانا ينتقلان بين جرود عرسال وطرابلس خلال الفترات الماضية، وقد شاركا في بعض المواجهات في الداخل السوري الى جانب «داعش»، وبعد الخطة الأمنية في أول نيسان الفائت تحصنا في الأسواق الداخلية حيث نفذا العديد من الاعتداءات، وبعد مشاركتهما في المعركة الأخيرة في الأسواق وفي التبانة، تواريا عن الأنظار قبل أن ينتقلا الى جرود عرسال ومنطقة القلمون.

وتعتبر المصادر أن الميقاتيين يملكان كنزا من المعلومات، وهما بمثابة رأس السبحة التي من المفترض أن تكرّ بعد إدلائهما باعترافاتهما، والتي ستساهم حتما في كشف وتفكيك المزيد من المجموعات الارهابية والخلايا النائمة، وتوقيف عناصرها المعروفين بالأسماء لدى كل الأجهزة الأمنية والذين لا يقلون خطورة عن عمر وبلال الميقاتي.

وأصدرت قيادة الجيش، أمس، بيانا اعلنت فيه أن مديرية المخابرات أوقفت، أمس، المطلوبين الإرهابيين عمر ميقاتي الملقب بـ «أبي هريرة» وبلال ميقاتي الملقب بـ «أبي عمر اللبناني» و «أبي عمر الطرابلسي»، وهما ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية («داعش») ومن المشاركين في الاعتداءات على الجيش، وفي عمليات إرهابية داخل الأراضي اللبنانية، كما يشتبه بتورّط أحدهما بذبح أحد العسكريين المخطوفين»، وأوضحت أنه بوشر التحقيق مع الموقوفَين بإشراف القضاء المختص.