IMLebanon

الحكومة تهتز ولا تقع.. وجنبلاط ينتصر لسلام

عون: الحرب على اليمن غير قانونية

الحكومة تهتز ولا تقع.. وجنبلاط ينتصر لسلام

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.

ينعقد مجلس الوزراء اليوم في أجواء ملبّدة بفعل الخلاف على مواقف رئيس الحكومة تمام سلام «اليمنية» في قمة شرم الشيخ، لكن هذا الخلاف يبقى قيد السيطرة وقابلا للاحتواء، مع استمرار الاجماع حول ضرورة حماية الحكومة.. والاستقرار.

وتلتئم غدا الجلسة التاسعة من الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» على وقع «عاصفة الحزم»، التي يُتوقع لها ان تمر مرورا ناعماً على عين التينة، لاسيما ان كلا من «حزب الله» و «تيار المستقبل» أدلى بدلوه في حرب اليمن، فيما كان لافتا للانتباه الرد الشديد اللهجة لحزب الله على انتقاد السفير السعودي في بيروت للأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو سجال يعكس احتدام المواجهة المباشرة بين الطرفين.

أما جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة غدا ايضا، فلن يشعر بها أحد وسط ازدحام الاستحقاقات والتحديات الاقليمية التي من شأنها إبقاء الملف الرئاسي على رف الانتظار، الى حين اتضاح صفقة الاتفاق النووي وتبدد غبار الحروب المشتعلة في المنطقة.

جنبلاط يدافع عن سلام

وعشية اجتماع مجلس الوزراء، قال النائب وليد جنبلاط لـ «السفير» إنه لم يكن هناك من مبرر لاعتراض «حزب الله» على كلمة سلام في شرم الشيخ «لانها كانت كلمة موزونة»، متسائلا: «ماذا يمكن لرئيس الحكومة ان يقول غير ما قاله»؟ وأضاف ان سلام «لم يتكلم كما وليد جنبلاط، فما هو المطلوب منه أكثر من ذلك»؟

وانتقد جنبلاط لهجة الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله، قائلا: لاحظت انه لم يصدر عن الجمهورية الاسلامية الايرانية كلام كذاك الذي صدر في لبنان عن السيد نصرالله الذي اعتدنا عليه هادئا وموضوعيا في خطاباته، لكنه هذه المرة خرج عن الموضوعية والهدوء وبدا خطابه متشنجاً. وتابع: لا أفهم لماذا يذهب حزب الله أبعد من إيران، في حين ان ايران نفسها لا تتكلم بالطريقة ذاتها.

وأكد جنبلاط انه لن يستخدم بعد اليوم كلمة «فارس»، لأنها قد تستفز أهل المقاومة، موضحاً انه سيستبدلها بـ «إيران الاسلامية».

الى ذلك، قالت مصادر بارزة في «8 آذار» لـ «السفير» ان من حق أي وزير ان يطرح ملاحظاته او اعتراضاته على أمر ما، داخل مجلس الوزراء، مشيرة الى ان الحكومة هي المكان الطبيعي لمناقشة كل الآراء.

ولفتت المصادر الانتباه الى ان «حزب الله» احتكم الى منطق المؤسسات عندما قرر ان يطرح مسألة تفرّد رئيس الحكومة في إطلاق مواقف من الحرب على اليمن ودور السعودية، من دون التشاور مسبقا حول هذا الشأن في مجلس الوزراء.

وشددت المصادر على ان السياسة الخارجية لا يرسمها رئيس حكومة او وزير لوحده، وإنما يحددها مجلس الوزراء مجتمعا، وهو الامر الذي لم يحصل قبيل ذهاب الرئيس تمام سلام الى القمة العربية في شرم الشيخ.

عون.. واليمن

وفي سياق متصل، قال الوزير السابق سليم جريصاتي في أعقاب اجتماع «تكتل التغيير والاصلاح» برئاسة العماد ميشال عون إن «موقف الوزير حسين الحاج حسن كما فهمناه، هو موقف مؤسساتي بامتياز»، معتبرا ان «اللجوء إلى مجلس الوزراء أمر مطلوب في كل حين».

وعلمت «السفير» ان احداث اليمن استحوذت على حيّز من النقاش في اجتماع التكتل، حيث اعتبر العماد ميشال عون ان ميثاقي الامم المتحدة والجامعة العربية يمنعان تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى، واضعا ما يجري في إطار حرب سعودية على اليمن، ومشيرا الى ان هذه الحرب غير قانونية، استنادا الى القانون الدولي.

وانتقد عون التخبط الرسمي العربي وازدواجية المعايير المعتمدة من قبل بعض الدول العربية في مقاربة أحداث سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن.

وأكد عون انطلاقا من خبرته العسكرية ان الغارات الجوية على اليمن لن تعطي نتائج عملية على الارض، مستشهدا بتجربة حرب تموز التي أخفقت في تحقيق أهدافها برغم كثافة الضربات الجوية.

وتم كذلك التطرق الى احتمال التمديد للقيادات الامنية، حيث رأى عون ان قول وزير الدفاع سمير مقبل انه من المبكر الخوض في هذا الملف هو قول غير مسؤول، مشددا على ان القصة ليست قصة وقت، بل هي مسألة مبدئية تتعلق بعدم قانونية وشرعية التمديد الذي حصل للقيادات الامنية، وقد يحصل مجددا.

وشدّد على ان من واجب وزير الدفاع تصحيح التجاوزات القانونية وعدم ارتكاب المزيد منها، مؤكدا النية بمواجهة هذا الخلل.

«حزب الله».. وعسيري

في هذه الاثناء، استمر الاشتباك السياسي بين «حزب الله» والسعودية، وردَّ أمس عضو وفد الحزب الى الحوار مع تيار المستقبل النائب حسن فضل الله على كلام السفير السعودي في بيروت علي عوّاض عسيري الذي انتقد الخطاب الاخير لنصرالله.

واعتبر فضل الله أن «تكرار عسيري تصريحاته التي يتعرض فيها لنصرالله، تشكّل خروجاً عن الاصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء»، مشدّداً على أنّ «مثل هذا السلوك يستدعي تنبيها عاجلا من الحكومة اللبنانية لوضع حد لهذا التدخل في الشأن الداخلي اللبناني».

ورأى ان عسيري «توهّم انه يستطيع التطاول على هامة وطنية وعربية واسلامية من حجم السيد نصرالله»، لافتا الانتباه الى ان «ما ادلى به يعبِّر عن خيبته وإحباطه جراء فشل ديبلوماسية تعمية الحقائق».