IMLebanon

حوار «حزب الله» و«المستقبل»: إعادة فتح أبواب المجلس

حوار «حزب الله» و«المستقبل»: إعادة فتح أبواب المجلس

«النصرة» تفرج عن جثمان البزال.. والمفاوضات تتقدم

سعدى علّوه

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.

خطف الاتفاق النووي المبدئي الأنظار لبنانيا، حتى أن جلسة الحوار التاسعة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، انعقدت على وقع «الخدمات الإخبارية» العاجلة التي كانت ترد من لوزان، عن قرب التوصل الى تفاهمات، برغم أن وزير الداخلية نهاد المشنوق قدم انطباعات مختلفة من وحي رحلته الأميركية.

واذا كان مجرد التئام الحوار صار عنصرا ايجابيا بحد ذاته، فان ملف عرسال استحوذ على اهتمام سياسي وأمني، خصوصا وأنه ترافق، أمس، مع اقدام «جبهة النصرة» على تسليم جثمان الشهيد علي البزال إلى الدولة اللبنانية، فيما استمرت المفاوضات حثيثة لإتمام صفقة مبادلة المخطوف اللبناني علي سيف الدين، ابن بلدة حوش الرافقة، بـ11 سورياً من بلدة قارة السورية خطفهم أفراد من عائلة نوح العرسالية، وسط معلومات مؤكدة عن وضع تنظيم «داعش» يده على سيف الدين وإمساكه بملف التفاوض بشأنه، ومطالبته بمقايضة تتعدى مجرد الإفراج عن السوريين المخطوفين في البلدة.

وقد تضاربت المعلومات حول نقل سيف الدين إلى الجرود، وهو ما قد يوحي بتعقد مسألة الأفراج عنه، أو إخفائه في مخيم النازحين في وادي الحصن في جرد عرسال، ومن ثم نقله إلى مخيم وادي الأرنب، بعدما قصد بعض أهالي عرسال وادي الحصن بحثاً عنه فجوبهوا بإطلاق النار عليهم، حسب مصدر معني في البلدة.

وفيما أشار المصدر نفسه لـ «السفير» الى أنه سيتم الإفراج عن سيف الدين قبيل منتصف ليل أمس، تخوف مصدر آخر أن يؤدي تسليمه إلى «داعش» إلى تعقيد وضعه برمته. وعلمت «السفير» أن شخصين من آل الحجيري هما «ع.ح.ح»، و «م.خ.ح» قد توجها ليل أمس نحو جرود عرسال، لاصطحاب سيف الدين واعادته الى ذويه.

وعلمت «السفير» أن وفدا من عرسال قصد أمس الجرود التي تسيطر عليها «النصرة» وتسلم جثمان الشهيد في قوى الأمن الداخلي الرقيب علي البزال، حيث نقل مباشرة الى المستشفى العسكري في بدارو، لاجراء فحص الحمض النووي، على أن تجري عند التاسعة من صباح اليوم مراسم تشييع الشهيد أمام المستشفى المذكور، وبعد ذلك، ينقل الجثمان الى مسقط رأس الشهيد في بلدة البزالية البقاعية، قبل أن يوارى الثرى عصرا.

ووضعت مصادر معنية عملية تسليم جثمان البزال كبادرة حسن نية من «النصرة» ازاء أهالي عرسال، أي أن اسبابها عرسالية ولا تمت بصلة الى قضية العسكريين، خصوصا وأن آل الحجيري ضغطوا في هذا الاتجاه كون البزال على صلة مصاهرة بالبلدة، وأشارت الى محاولة مستمرة لتسلم جثمان الشهيد العسكري محمد حمية.

في المقابل، تصاعدت التهديدات الجدية تجاه مخيم أهالي قارة في قلب عرسال في حال عدم تسليم المخطوف علي سيف الدين.

في غضون ذلك، اختفت، أمس، المظاهر المسلحة، في عرسال، على وقع استمرار المشاورات بين فعاليات البلدة وعائلاتها حول الموقف الموحد الذي حرص الجميع على التأكيد عليه أمس: «لن نسمح بعد اليوم لأي مخل بالأمن العبث بأمن بلدتنا وعلاقتها مع محيطها»، كما قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وقال ان عرسال «تقف اليوم وقفة رجل واحد، وهي ترحب بكل نازح مسالم ومستعدة لمواجهة أي شخص يقوم بأعمال إجرامية».

بدوره شدد المختار محمد الحجيري (شقيق الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية») على أن «تغيراً جدياً حصل في عرسال، وأن العمل جار لمنع أي سوري أو عرسالي من المشاركة في أي عمل ينتهك أمن البلدة أو يسيء إلى العلاقة مع محيطها».

وربط أحد فعاليات عرسال ما يجري في البلدة بتطور الأحداث الأخيرة، حيث قتل المسلحون خلال الأيام العشرة الأخيرة شخصين من آل الحجيري، وقطعوا رأس أحدهما، بالإضافة إلى الإرتكابات والجرائم الأخرى وعمليات الخطف المستمرة، مع الإشارة إلى أن عائلة الحجيري هي كبرى عائلات عرسال وأكثرها عدداً (18 الف نسمة). كما توقف المصدر نفسه عند أثر قتل آل عزالدين أحد مسؤولي «داعش» في عرسال أبو قمر الطرطوسي، على أثر قتل التنظيم لإبنهم علي في عرسال، وهو ما أدى إلى تضامن البلدة مع آل عزالدين ورفض تهجيرهم من بلدتهم.

وفي موازاة ذلك، نفت مصادر لبنانية معنية أن تكون المعطيات التي أوردتها حسابات رسمية لـ «النصرة» على بعض مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة لجهة توقف المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و «النصرة» بشأن قضية العسكريين، وقالت المصادر لـ «السفير» ان المفاوضات مستمرة وتتقدم، وكشفت أن القطريين تواصلوا أمس، مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأبلغوه معطيات ايجابية عن نتائج الاجتماعات التي عقدت في العاصمة التركية بين وفد يمثل المخابرات القطرية وبين ممثلين لأمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.

وكانت «النصرة» أصدرت بيانا اعلنت فيه توقف المفاوضات منذ أربعة أشهر وأن لا تواصل بينها وبين الحكومة اللبنانية ودعت الاهالي للتواصل مع القطريين مباشرة، وختمت بطرح سؤال «من سيدفع الثمن» في تهديد مبطن، قالت المصادر المعنية أن هدفه تحريض الأهالي لاعادتهم الى الشارع!

«حزب الله» و «المستقبل»: استمرار الحوار

من جهة ثانية، أكد المشاركون في الجلسة التاسعة للحوار بين «حزب الله» و «نيار المستقبل» في بيان أصدروه أمس على «استمرار الحوار وفق القواعد التي انطلق على أساسها». وأشار البيان إلى تركز البحث على عدد من «الموضوعات الداخلية المرتبطة بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، واستكمال الخطة الامنية بما يعزز الاستقرار الداخلي».

وشارك في الجلسة التي انعقدت في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» الحاج حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله عن «حزب الله»، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «تيار المستقبل». كما حضر الوزير علي حسن خليل ممثلا راعي الحوار الرئيس نبيه بري.

وقالت مصادر متابعة لـ «السفير» ان الحوار انطلق من حيث انتهى، أي من نقطة انتخابات رئاسة الجمهورية وتم تقييم التطورات الأمنية وخصوصا في عرسال وجرودها، واتفق المجتمعون على أهمية تفعيل المؤسسات الدستورية خصوصا مؤسسة مجلس النواب من خلال اعادة فتح أبوابه امام التشريع سيما وأن هناك ملفات مالية واقتصادية ومعيشية ملحة لا تحتمل التأجيل.