ملف المفقودين في «معبر نصيب» بلا مرجعية رسمية!
نصرالله: التفاهم النووي سيرتد إيجاباً على المنطقة
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
لا شيء في السياسة إلا التمنيات، وهذا هو حال عظات الفصح المجيد، بأن لا يطول قدوم اليوم الذي يصير فيه للبنانيين رئيس جمهورية يملأ بحضوره كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا.
هي التمنيات نفسها سمعها اللبنانيون أيضا من ضيفهم مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط طوني بلينكن الذي قارب الملف اللبناني بالكثير من التمنيات، ولكنه بدا حريصاً على عنوانين لا ثالث لهما: تثبيت معادلة الاستقرار اللبناني، قيام الدولة اللبنانية بواجباتها حيال جيش النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية.
ولعل القاسم المشترك في مضمون اللقاءات التي أجراها الديبلوماسي الأميركي، هو تأكيده أمام مستقبليه اللبنانيين أن الإدارة الأميركية ماضية في خيار توقيع تفاهم نووي نهائي في حزيران المقبل، وأن مردود التفاهم سيكون ايجابياً على مستوى دول المنطقة.
في هذه الأثناء، ينتظر أن يحتل ملف سائقي الشاحنات المفقودين عند معبر نصيب السوري مع الأردن، أولوية من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً، سواء من زاويته الإنسانية، لجهة وجود 10 لبنانيين على الأقل ما زالوا مفقودين حتى الآن، ويتردد أن بعضهم صارت معروفة الجهات التي تحتجزهم بغرض مقايضتهم بالمال، أو من زاويته الاقتصادية ـ الاجتماعية، إذ أن هذا المعبر يشكل أهم شريان بري حيوي بين لبنان والأردن ودول الخليج، وبالتالي، فإن قطاعات اقتصادية (الزراعة والنقل) وشرائح اجتماعية ستتأثر سلباً من احتمال استمرار هذا الشريان مقطوعاً.
وفيما بدأ الحديث عن اللجوء إلى المعابر البحرية، فإن اللافت للانتباه أن الحكومة، لم تخرج على اللبنانيين بكلمة واحدة تطمئن أهالي وعائلات السائقين ممن تاه بعضهم في الصحراء قرب معبر نصيب، ولم تكلف نفسها عناء إرسال إشارة بأنها أوكلت متابعة الملف إلى جهة رسمية محددة، لا بل أن أحد الوزراء ممن اتصل بهم بعض الصحافيين لسؤاله عن القضية أجاب بأنه منهمك بتمضية إجازة الفصح وتناول المشاوي مع أفراد عائلته خارج بيروت!
وفي أول موقف له غداة التوصل الى اطار للتفاهم النووي بين ايران ومجموعة «5+1»، توقع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن يرتد الاتفاق بعد توقيعه النهائي في حزيران المقبل ايجاباً على المنطقة، وقال: سيكون لهذا الانجاز الكبير جداً، نتائج كبيرة على المنطقة، أولها استبعاد شبح حرب اقليمية وربما عالمية كان يمكن أن تندلع في حال أي استهداف عسكري لإيران.
وأكد نصرالله أنه استناداً «الى المعلومات وليس التحليل»، انحصر التفاوض حول الملف النووي، وأشار الى أن الأميركيين حاولوا طرح ملفات أخرى أثناء المفاوضات ولكن الإيرانيين رفضوا ذلك كما رفضوا تقديم أي تنازل في أي من ملفات المنطقة. وتوقع أن ينعكس الاتفاق على حلفاء ايران، نافياً أن تكون طهران في وارد التخلي عن أي من حلفائها أو «بيعهم».
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها عبر فضائية «الاخبارية السورية» (الرسمية)، شجّع نصرالله السوريين على المضي في خيار الحوار، وقال إن الحرب على سوريا فشلت ولم تحقق اهدافها. ودافع عن قرار «حزب الله» بالذهاب الى سوريا، معتبرا أنه قرار دفاعي عن الذات وعن لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والأردن، وتوقع أن تحدد هذه المعركة مستقبل الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وأكد ان معركة القلمون هي حاجة لبنانية وسورية، وكشف أنه لم يكن هناك ما يمنع أن يردّ الحزب على غارة القنيطرة من ساحة الجنوب السوري لكننا أردنا توجيه رسالة للعدو والصديق لأن الردّ من لبنان له دلالة إستراتيجية مهمة تفوق الرد من سوريا. وقال، رداً على سؤال، إننا لا ندّعي أننا نستطيع وحدنا شن حرب على اسرائيل وتحرير فلسطين من البحر الى النهر. وأكد على الطابع الدفاعي للمقاومة، رافضا تأكيد أو نفي ما تتحدث عنه اسرائيل من امتلاك الحزب لأسلحة معينة بينها صاروخ «ياخونت»، معتبراً أن إخفاء القدرات والمقدّرات من عناصر المفاجأة في أية حرب مقبلة، كما حصل في تموز العام 2006، وجدّد القول إن سيناريو اقتحام منطقة الجليل قد يحصل في حال حصول أي عدوان اسرائيلي على لبنان.
وفي الشأن اليمني، شدّد نصرالله على أن السعودية «ستلحق بها هزيمة كبيرة في اليمن وسيكون لها تداعيات هائلة على الداخل السعودي وعلى العائلة الحاكمة وحلفائها في المنطقة». (ص2).