Site icon IMLebanon

«كمين المئتين»: اعتقال حبلص.. ومقتل أسامة منصور

غسان ريفي

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.

وجهت القوى الأمنية، أمس، ضربة موجعة للإرهاب، وحققت أهم إنجاز أمني في طرابلس منذ بدء الخطة الأمنية في نيسان العام 2014، ومنذ تفكيك المجموعات الإرهابية في تشرين الأول من العام نفسه، خلال معركة التبانة بين الجيش والمسلحين.

فقد تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ليل أمس، من ملاحقة وقتل المطلوبين أسامة منصور وأحمد الناظر في كمين نصبه عند «تقاطع المئتين»، كما نجح في توقيف المطلوب الشيخ خالد حبلص الذي كان في سيارة مع شخص آخر خلف السيارة التي يقودها الناظر، وهو من قاد المواجهات المسلحة مع الجيش اللبناني في بحنين ـ المنية قبل أن يتوارى عن الأنظار.

ومع مقتل منصور والناظر واعتقال حبلص ومرافقيه، تكون القوى الأمنية قد نجحت في ضرب وتفكيك أكثر من مجموعة إرهابية في وقت واحد، خصوصا أن هذه المجموعات تورطت في اعتداءات عدة على عسكريين ومدنيين، وشارك أفرادها في العديد من المواجهات المسلحة في التبانة والأسواق، في حين تؤكد المعلومات الأمنية أن شريك أسامة منصور المطلوب شادي المولوي لا يزال متواريا عن الأنظار في مخيم عين الحلوة.

وفي التفاصيل، أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبعد رصد تقني لاتصالات كانت تجري بين أشخاص ينتمون الى مجموعة إرهابية، تبين لها أن اجتماعا سيعقد في أحد المقاهي الشعبية في أحد الأحياء الداخلية ما بين التبانة والزاهرية، وقد تم استدعاء القوة الضاربة في فرع المعلومات للقيام بمداهمتهم وتوقيفهم، وذلك تحت إشراف وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي ظل يتابع تفاصيل العملية من مكتبه في الوزارة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.

وخلال الاستعداد لتنفيذ المداهمة، فوجئت القوة الضاربة بسيارتين، إحداهما من نوع «أوبل» والثانية من طراز «كيا»، تغادران المنطقة مسرعتين وتسلكان طريق الزاهرية باتجاه تقاطع المئتين بالقرب من نقطة عسكرية للجيش اللبناني، فحاولت العناصر الأمنية قطع الطريق على السيارة الأولى التي يوجد فيها منصور والناظر بهدف توقيفهما، لكنها فوجئت بإطلاق نار من سيارة أخرى كانت وراء سيارة منصور والناظر، كان بداخلها الشيخ خالد حبلص إضافة الى ثلاثة من مرافقيه المسلحين، ما أدى الى جرح عنصرين من القوة الضاربة تبين أن إصابتهما خطرة.

وحصل إثر ذلك اشتباك بالاسلحة الرشاشة استمر زهاء خمس دقائق، وقد شارك فيه عناصر الجيش اللبناني المولجون بحماية النقطة العسكرية، وأسفر عن مقتل منصور والناظر، اللذين كانا يحملان هويتين مزورتين باسم الفلسطيني خالد الجنادي واللبناني هيثم الخطيب، فيما أصيب الشيخ خالد حبلص وتم توقيفه ونقله الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيروت، حيث بوشرت التحقيقات معه ومع بعض مرافقيه ممن تم توقيفهم، فيما تردد أن أحد الذين كانوا في سيارته تمكن من الفرار.

وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» أن الشيخ حبلص هو صيد ثمين جدا ومن شأن الاعترافات التي قد يدلي بها أن تكشف المزيد من المجموعات الارهابية أو الخلايا النائمة.

وعلى الفور، ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا وقطع كل الطرقات المؤدية الى مكان الحادث، ونقل الصليب الأحمر الجثتين الى المستشفى الحكومي حيث أعلن بداية عن مقتل شخصين مسلحين كانت القوى الأمنية تلاحقهما وهما الفلسطيني خالد الجنادي واللبناني هيثم الخطيب وينتميان الى مجموعة إرهابية، قبل أن يصار الى كشف هويتيهما ويتبين أن القتيلين هما منصور والناظر وذلك بعدما تعرف أهلهما على جثتيهما. كما تم توقيف أشخاص آخرين ليلا تردد أن بينهم صاحب المقهى الذي كان سيعقد الاجتماع فيه.

وقد حضرت الأدلة الجنائية وباشرت مسح مسرح الحادث وتبين أن السيارتين تحتويان على كمية من الأسلحة والقنابل اليدوية إضافة الى حزام ناسف، عمل الخبير العسكري على تفكيكه.

ولوحظ أن أهالي اسامة منصور تجمعوا ليل أمس في ساحة الأسمر في التبانة وأطلقوا بعض الهتافات، قبل أن يبادر الجيش الى تفريقهم.

وكان الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية مشددة منذ ليل أمس الأول بعد معلومات توفرت عن تواجد أسامة منصور في التبانة، وقد ضرب طوقا أمنيا صباح أمس حول سوق الخضار وقطع كل الطرق المؤدية إليه ونفذ عدة مداهمات لشقق سكنية يشتبه بلجوئه إليها من دون أن يعثر عليه.

ضبط طنّين من المخدرات

وفي إنجاز من نوع آخر، ألقت قوة من الجمارك، مساء أمس، وبعد عملية تعقب ومتابعة دقيقة، القبض على عصابة من كبار تجار المخدرات، وضبطت مستوعبا كبيرا في داخله قرابة طنين من المخدرات كانت مخبأة بحمولة شاحنة مموهة بصناديق من الفاكهة.

وأوضح وزير المال علي حسن خليل أن «حمولة الشاحنة الآتية من البقاع كانت معدة للتهريب الى مصر»، مشيرا إلى أن العملية تمت بالتنسيق بين المدير العام للجمارك ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وبناء على إشارته.