IMLebanon

الحريري يغطّي استمرار الحوار.. وتفكيك شبكات الإرهاب

توقيف «داعشي» جديد في البقاع ومساعد حبلص في الشمال

الحريري يغطّي استمرار الحوار.. وتفكيك شبكات الإرهاب

غسان ريفي

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.

مواعيد للحوار غداً.. وبعده للحكومة، ومواعيد أخرى انتهت مع طي ملف سائقي الشاحنات في معبر نصيب، بعودة التسعة الذين كانوا محتجزين الى ذويهم، وثمة أيام تفاوضية حاسمة بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم و «جبهة النصرة» عبر الوسيط القطري، فيما بدأ الأخذ والردّ، للمرة الأولى منذ شهور، بين «داعش» واللواء ابراهيم في ملف العسكريين الأسرى.

هذه الانفراجات، تأتي غداة سلسلة انجازات أمنية، كان آخرها القاء القبض على الشيخ خالد حبلص في طرابلس، ليل الخميس ـ الجمعة الفائت، وبعدها بأقل من 72 ساعة، تمكنت «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي من القاء القبض على مساعده أحمد محمد عبدو، من التابعية السورية في الشمال، وعلى المدعو تركي قلفون من التابعية السورية أيضا، في البقاع، وقد تبين أن الأخير ينتمي الى «داعش» وأنه غادر طرابلس متوجهاً نحو عرسال، بعد وقت قصير من قتل أسامة منصور!

وفيما يتمحور جهد الأجهزة الأمنية على تفكيك «خلايا نائمة» للإرهاب، في معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً في ضوء اعترافات حبلص وقبله القيادي في تنظيم «داعش» نبيل صالح الصديق، الملقب بـ «أبو سياف»، كان لافتاً للانتباه حرص رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري على توفير مظلة سياسية للهجوم الأمني الاستباقي الذي يقوده وزير الداخلية نهاد المشنوق، فحرص على استقباله في دارته في الرياض، أمس، وذلك رداً على بعض من حاول التقليل من أهمية الإنجازات التي تحققها قوى الأمن الداخلي في مجال مكافحة الإرهاب، وآخرها الإنجاز الذي قامت به «شعبة المعلومات» في طرابلس.

كما أبلغ الحريري، الذي كان قد زار، أمس، قطر والتقى أميرها، وزير الداخلية قراره بالمضي في خيار الحوار مع «حزب الله»، بوصفه خياراً إستراتيجيا لمصلحة الأمن والاستقرار في لبنان.

ومن المفترض أن تتسلم مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، اليوم، الموقوف الشيخ حبلص من قوى الأمن الداخلي بعد أن تم التحقيق معه على مدى أربعة أيام منذ توقيفه في طرابلس.

ويواجه حبلص سلسلة اتهامات تتمحور حول قتل عسكريين من ضباط وأفراد عمداً، تشكيل عصابة مسلّحة للإخلال بالاستقرار العام، مواجهة الجيش في معركة بحنين، تحريض الشباب للنزول إلى الشارع ومواجهة الجيش وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.

وتشير المعلومات الى أن التحقيق مع حبلص ليس بالأمر السهل، حيث وجد المحققون أنفسهم أمام شخص مدرّب قادر على المراوغة، وهو كان أجرى أكثر من عملية تجميل في وجهه مؤخرا لتبديل ملامحه ليتمكن من الاستمرار في التخفي، فضلا عن حيازته هوية مزورة، في حين أن التحقيقات كانت أسهل مع الموقوف الثاني أمير الكردي.

وبرغم ذلك، فقد نجح المحققون في انتزاع بعض الاعترافات من حبلص لجهة قيادته مجموعة بحنين واعتداءاته على الجيش، كما كشف عن أدوار لبعض المقرّبين منه وفي مقدمتهم مساعده السوري أحمد محمد عبدو وهو يملك محلا لبيع الدجاج في الزاهرية وقد داهمته القوة الضاربة في «شعبة المعلومات»، أمس الأول، وأوقفته، واقتادته الى بيروت وبوشرت التحقيقات معه، في حين قامت قوة أخرى بمداهمة منزله وصادرت منه جهاز كومبيوتر محمولاً وبعض الأوراق من دون العثور على أي سلاح.

ويركّز المحققون مع حبلص على معرفة ما إذا كان مكلّفاً بعمل أمني جديد في طرابلس دفعه إلى التحرك وعقد الاجتماعات مع أسامة منصور الذي قتل في «كمين المئتين» مع أحمد الناظر، وتحديد الجهة التي كانت تموّله وتمده بالسلاح، فضلا عن أماكن وجود أفراد مجموعته الذين فرّوا من بحنين إثر المواجهات مع الجيش، وعما إذا كانت هناك خلايا نائمة، سواء في طرابلس أو في المنية أو في عكار.

وبناء على الاعترافات التي أدلى بها الموقوف الكردي، قامت قوة من «شعبة المعلومات» بمداهمة محله الكائن في باب الرمل صباح أمس، للبحث عن هاتفين خلويين قال إنه يتواصل من خلالهما مع بعض المطلوبين، لكنها لم تعثر عليهما، وصادرت جهازاً لاسلكياً ولباساً عسكرياً وذخيرة مسدس.

كمينان منفصلان.. شمالا

وكانت التحقيقات كشفت أن حبلص ومنصور قد وقعا في كمينين منفصلين، حيث كان الاجتماع منعقدا ليل الخميس ـ الجمعة الفائت على أحد الأرصفة في باب الرمل، في حين كانت القوة الضاربة في «شعبة المعلومات» تقيم أكثر من كمين، ولدى انتهاء الاجتماع صعد حبلص مع أمير الكردي في سيارته من نوع «كيا بيكانتو» وكان الأخير يريد إيصاله الى منزله الذي يختبئ فيه في بلدة ضهر العين ـ قضاء الكورة، وقد سلكا طريق البحصاص ووقعا في قبضة القوة الأمنية التي نفذت عمليه خاطفة استغرقت بضع ثوان أوقفت خلالها حبلص والكردي واقتادتهما مباشرة الى بيروت.

أما أسامة منصور، فقد صعد في سيارة من نوع «أوبل» الى جانب أحمد الناظر الذي كان يقودها، وكانت وجهتهما التبانة، وقد انطلقا وهما تحت رقابة «القوة الضاربة» التي كانت تلاحقهما بسيارتين في كل منهما أربعة عناصر أمنية، وقد سلكت سيارة منصور طرق: باب الرمل، مسجد طينال، مصلحة المياه، ساحة عبد الحميد كرامي، تقاطع «الروكسي»، تقاطع عزمي، وقبل وصولهما إلى تقاطع المئتين عمدت سيارتا «القوة الضاربة» الى قطع الطريق على السيارة، فبادر منصور إلى إطلاق النار باتجاه العناصر الأمنية من مسدس كان بحوزته، فجرح اثنان من العسكريين، قبل أن تفتح القوة النار باتجاه السيارة وتقتل منصور والناظر.

توقيف «الداعشي» تركي قلفون

وأفاد مراسل «السفير» في البقاع سامر الحسيني أن صيداً جديداً وقع في قبضة «فرع المعلومات» الا انه لم يكن نتيجة الرصد والمتابعة انما عن طريق الصدفة التي أوصلت السوري تركي قلفون الى قبضة قوى الأمن الداخلي في بعلبك.

وفي التفاصيل، أن قلفون أوقف على احد حواجز الجيش اللبناني في بعلبك، بسبب عدم اكتمال أوراقه الثبوتية وتم تسليمه إلى مخفر بعلبك الذي أحاله إلى شعبة المعلومات للتحقيق معه، وتبين وفق هاتفه الخلوي، انه غادر منطقة ابي سمراء في طرابلس بعد خمس دقائق من مقتل أسامة منصور وأنه كان ينوي الوصول إلى بلدة عرسال للقاء المدعو «أبو معتصم» من التابعية المصرية وهو ينتمي إلى تنظيم «داعش».

وأظهرت التحقيقات ان قلفون الذي نقل الى بيروت، سبق له ان تردد على مصر وتركيا والجزائر وربما يلعب دورا في تجنيد عناصر لمصلحة التنظيم الإرهابي، وذلك في ضوء العثور في هاتفه الخلوي على صورة له في معسكر تدريب تابع للتنظيم كما عثر معه على كمية كبيرة من الأموال.

وأفاد مراسل «السفير» أن أحد ضباط «الجيش السوري الحر» سلّم نفسه مؤخرا لأحد حواجز الجيش اللبناني في منطقة بعلبك، مخافة تعرضه للتصفية من قبل تنظيمات ارهابية، فيما تمكن «داعش»، في اليومين الماضيين، من اقتياد ضابطين من «الجيش السوري الحر» من داخل بلدة عرسال الى جرود البلدة، وأحدهما يدعي «أبو حمزة» والثاني يلقب بـ «يحيي».

وكان مسلحون مجهولون قد خطفوا صالح الحجيري، عصر أمس، في وادي حميد قبل أن يطلقوا سراحه بعيد التاسعة ليلاً.