نصرالله يزور البقاع: سنهزم التكفيريين
الحريري للراعي: تمديد نيابي .. فاستنساخ 2007 رئاسياً!
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والأربعين بعد المئة على التوالي.
لا رئاسة جمهورية في الأفق، ولو أن لقاء روما بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني بشارة الراعي، فتح الطريق أمام تمديد نيابي سيعيد تعديل خريطة «14 آذار» الرئاسية في اتجاه استنساخ سيناريو العام 2007 حين تمت تسمية قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية ثم انتخابه رئيساً في 25 ايار 2008 بإجماع لبناني وعربي ودولي!
أما دروب الأمن، فقد ظلت محفوفة بالمخاطر وخصوصا في السلسلة الشرقية، حيث شن الطيران الحربي السوري ليل أمس سلسلة غارات على مواقع «داعش» و«النصرة»، في وادي الرعيان في جرود عرسال.
وفي الوقت نفسه، وضع ملف العسكريين المخطوفين «على سكته الصحيحة»، بحسب وزير الداخلية نهاد المشنوق، موضحا لـ«السفير» أن التفاوض مع الخاطفين «قائم لكن بعيدا عن الأضواء»، وكشف أن المواطن الزحلاوي توفيق وهبي تبين أنه قد أصبح بعهدة تنظيم «داعش» في منطقة القلمون «وهم طلبوا فدية لقاء إطلاق سراحه»، متوقعا التوصل الى نتائج إيجابية قريبا.
وفي تطور لافت للانتباه في توقيته ومضمونه، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في لقاء خاص عقده في الساعات الماضية مع عدد من كوادر «حزب الله» في منطقة البقاع، جهوزية المقاومة الإسلامية في مواجهة أي عدوان اسرائيلي ضد الاراضي اللبنانية.
وجدد نصرالله التأكيد «أن النصر سيكون حليف المجاهدين في معركتهم ضد المجموعات التكفيرية والإرهابية مثلما كان حليفهم في مواجهة العدو الاسرائيلي».
واستعرض نصرالله التطورات في لبنان وسوريا والعراق، وخصوصا في ظل التمدد «الداعشي» وصولا الى مرحلة بناء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية وما حققته الغارات الجوية، سواء في العراق أو سوريا. كما استعرض تطورات الاوضاع في سوريا و«الإنجازات العسكرية التي تتحقق في الميدان يوماً بعد يوم».
وتناول نصرالله الخرق الاسرائيلي الأخير في منطقة عدلون والذي تجلى في جهاز التنصت الذي زرعه العدو في المنطقة، مؤكدا ان «هــذا الخـرق وتعمّد العدو تفجير الجهاز لحظة تفكيكــه واســتشهاد أحــد المقاومين، يؤشــر الى ان الإســـرائيلي يريــد أن يمتــحن المقاومـــة، فكان الرد عليه بتفجير العبوة الناسفة في منطقة شبعا».
وأضاف نصرالله أمام الكوادر التي شاركت في الاجتماع «نقول لكل من يعنيهم الأمر. برغم التحولات السريعة في المنطقة، وبرغم التحالف الدولي بقيادة الاميركيين، أي «التحالف الإعلامي» ضد «داعش»، المقاومة ليست ضعيفة، ولم تضعف، بل هي قوية، وحاضرة ومتأهبة للمواجهة وصد العدوان».
وقال نصرالله «إن قرارنا في «حزب الله» هو المواجهة ولا مكان للاستسلام والهزيمة أمام هذا العدو مهما كان حجم المواجهة والضغوط، وليعلموا أن عين المقاومة كما هي دائما ساهرة وستواجه أي محاولة للاعتداء على لبنان أو لضرب أهلها، وهي تدرك ان تضحيات الشهداء وآلام الجرحى لشيء عظيم، وفي النهاية سيزهر النصر الكبير».
الراعي ـ الحريري:تغطية التمديد
وفي روما، عقد مساء أمس، اللقاء الذي كان مقررا بين البطريرك الراعي والرئيس الحريري في مقر البطريركية المارونية، حيث بدأ موسعاً بحضور معاوني الاثنين، قبل أن يختلي الحريري بالراعي الذي قال للصحافيين أنا والحريري «نتكلم دائما لغة واحدة».
وبعد انتهاء الخلوة، قال الحريري للصحافيين ان موقف تيار «المستقبل» صار معروفاً «بأنه ما لم تتم الانتخابات الرئاسية فإننا لا نشارك في أي انتخابات نيابية، لأننا نرى أن رأس الدولة ورأس السلطة هو رئاسة الجمهورية والأساس في البلد هو انتخاب رئيس للجمهورية».
واذ أشار الى أن البحث تناول ما يمكن إطلاقه من مبادرات من «المستقبل» و«14 آذار»، للوصول في مكان ما إلى توافق لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بموافقة جميع الأطراف، قال الحريري: «ليس معنى ذلك أن يحصل التمديد لمجلس النواب وأن ننسى موضوع انتخاب رئيس جمهورية. بالنسبة إلينا التمديد ضرورة لعدم الدخول في المجهول وليس لأننا نريده بحد ذاته. نحن كنا نتمنى أن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية الأمس قبل اليوم وغدا قبل بعده».
وردا على سؤال، قال الحريري: «موضوع التمديد كأس مرة لا بد من تجرعها، لأن البلد يمكن أن يذهب إلى المجهول، لأنه إذا حصلت الانتخابات النيابية فسنختلف على رئاسة المجلس وعلى رئاسة الجمهورية ولدينا حكومة ستكون حكومة تصريف أعمال، لذلك ندخل في مكان ما إلى مجهول خطر جدا.. وكل اللبنانيين لا يريدونه».
وحول مدة التمديد، أجاب الحريري أن ذلك رهن توافق كل الفرقاء «ولكن الأهم هو ما قاله الرئيس نبيه بري، بأنه إذا حصل التمديد ثم جرى انتخاب رئيس جمهورية، فإنه بعد ذلك بستة أشهر يجب أن تحصل الانتخابات النيابية. بالطبع لا بد من تشكيل حكومة جديدة حيث نحاول أن نتوافق على قانون جديد للانتخابات».
وحول ما اذا كانت هناك أسماء توافقية جديدة مطروحة لرئاسة الجمهورية، أجاب الحريري: «لا فيتو لدينا على أي شخص. كنا نتمنى لو صار التوافق في أسرع وقت ممكن على اسم الرئيس، ولكن الآن، وبعد الحوار الذي حصل مع غبطة البطريرك وبعد التمديد (النيابي)، يجب علينا كقوى 14 آذار أن نبحث عن أسماء يمكن أن يتم التوافق عليها من قبل الأحزاب السياسية، تماما كما حصل في العام 2007، حين خرجنا كقوى «14 آذار» وسمّينا الرئيس ميشال سليمان، ربما يجب علينا أن نصل إلى هذه المرحلة الآن أيضا».
وعما اذا كانت هناك ضمانة من الفريق الآخر، قال الحريري: «لا أظن قوى «8 آذار» تريد بقاء الفراغ الرئاسي، أعتقد أنهم هم أيضا حريصون على الجمهورية وعلى رئاسة الجمهورية، ويجب علينا أن نحاول إيجاد الأسماء التي يمكن أن تناسب الجميع».
وعلمت «السفير» أن الحريري لمّح أمام البطريرك الماروني الى أنه سيعود الى بيروت، من دون أن يحدد موعداً.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع في «المستقبل» لـ«السفير» ان آخر مهلة لسحب الترشيحات الانتخابية قد انتهت في الأول من تشرين الأول، وأوضحت أن ذلك لا ينفي أن «المستقبل» يحتفظ بورقة مقاطعة الانتخابات النيابية اذا قرر فريق سياسي المضي بها. وقالت ان المقاطعة يمكن أن تغطي بمعناها الميثاقي التمديد مسيحيا وإسلاميا «لأن الرئيس بري تعهد بعدم السير بأية انتخابات اذا قرر أي مكون أساسي مقاطعتها».
ونفت المصادر ما تردد عن لقاء سيعقد بين الحريري وبري في الخارج، وقالت ان اللقاء الذي عقد يوم الجمعة الماضي بين مدير مكتب رئيس تيار «المستقبل» نادر الحريري ووزير المال علي حسن خليل «كان إيجابيا ويصب في الاتجاه نفسه، أي السعي الى تمرير التمديد النيابي بأقل خسائر ممكنة»، وأشارت الى أن الحريري «يحمل التمديد على أكتافه ولكنه لا يريد لمزايدة من هنا أو هناك أن تأخذ البلد الى المجهول، ومن هنا، كان التفاهم بينه وبين الراعي على أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
ونفت المصادر أن يكون نادر الحريري قد التزم مع علي حسن خليل بأية آلية للسير بموضوع التمديد أو مدته، وقالت ان الجانبين اتفقا على استمرار التواصل.