IMLebanon

إدارة قطرية جدّية لملف العسكريين.. بقرار أميركي

قهوجي: أول انتشار حقيقي للجيش في التبانة منذ عقود

إدارة قطرية جدّية لملف العسكريين.. بقرار أميركي

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الستين بعد المئة على التوالي.

حُسم أمر التمديد النيابي، أما الفراغ الرئاسي، فلا مَخرَج له ولا مُخرِج، وثمة مبادرة من جانب «تيار المستقبل» في اتجاه «حزب الله» تحتاج إلى المزيد من التوضيح والتطوير ولو أنها تندرج في خانة التشجيع على ملء الفراغ الرئاسي.

أمنياً، يواصل الجيش اللبناني تثبيت إنجازه العسكري والأمني الأخير في طرابلس والشمال، فيما عقد مجلس الوزراء، أمس، جلسة ماراتونية استمرت سبع ساعات، كان البارز فيها اكتمال التواقيع على قانون فتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة لتأمين رواتب الموظفين في القطاع العام حتى نهاية السنة الحالية، فضلاً عن إنهاء وصاية «سوكلين» على ملف النفايات.

ومع استمرار قضية العسكريين في واجهة الاهتمام، أفاد مراسل «السفير» في العاصمة الفرنسية أن رسائل فرنسية وأميركية وصلت مؤخراً إلى القيادة القطرية بوجوب التحرك سريعاً على خط ملف الأسرى اللبنانيين لدى تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، خصوصاً في ظل تجديد الإرادة الدولية بنزع أي فتيل تفجير في الداخل اللبناني، وهي الإرادة التي ترجمت بالحسم السريع لمعركة طرابلس.

وعلى أساس هذه الوجهة، برزت جدية قطرية في التعامل مع ملف العسكريين، غير مسبوقة على مدى ثلاثة أشهر من عمر قضية العسكريين، إذ إن القطريين، وفي خضم اشتباكهم المفتوح مع السعودية، كانوا يسألون عن مصلحتهم بطي ملف ستصب نتيجته في مصلحة ما يسمونها «تركيبة السعوديين اللبنانية (حكومة تمام سلام)».

وأشار مراسل «السفير» إلى أن الضغط الأميركي من جهة وحاجة القطريين من جهة ثانية إلى «تبييض سجلهم» وإعادة تلميع صورتهم في الغرب (أحد أهداف زيارة أمير قطر للندن) بأنهم لا يدعمون تنظيمات مصنفة إرهابية في المنطقة، كل ذلك ساهم في إعطاء دفع سياسي لملف العسكريين من خلال إعادة تزخيم المبادرة القطرية.

وفي هذا السياق، وصل الوسيط القطري إلى بيروت يوم الاثنين الماضي، أما التأخير في توجهه إلى جرود عرسال، «فمردّه ارتباط أمير «النصرة» أبو مالك التلي بمواعيد «خارج المنطقة»، وتبين أنه فور عودة الأخير، تواصل مع الوسيط القطري عبر «السكايب» واتفقا على موعد أمس. كما تواصل الوسيط نفسه مع أحد قادة «داعش» «أبو عبد السلام» الذي حدّد له موعداً للغاية نفسها.

ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوسيط القطري يفترض أن يحمل معه للمرة الأولى مطالب كل جهة من الجهتين الخاطفتين، بالإضافة إلى لوائح اسمية بالعسكريين لدى كل منهما (أبلغه «داعش» أنه يحتجز 9 عسكريين وجثتين.. أما «النصرة» فيفترض أن تسلم اللوائح في الساعات المقبلة).

وتشير المعلومات إلى أن كل ما قيل سابقاً عن مطالب أرسلها الخاطفون «غير صحيحة نهائياً»، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبدى انفتاح الجانب اللبناني على خوض مفاوضات حقيقية وجدية بعيداً عن الإعلام على غرار مفاوضات أعزاز وراهبات معلولا.. بما في ذلك التفاوض مع الخاطفين مباشرة برعاية القطريين، خصوصاً أن الأتراك حسموا أمرهم بعدم الدخول على خط الوساطة في هذا الملف نهائياً.

وبيّنت المعلومات بعد زيارة الوسيط القطري، أن «النصرة» قد جمّدت أية أعمال قد تهدّد حياة العسكريين، وأن التفاوض مع هذا الفصيل «يكتسب مرونة مختلفة عن التعامل مع «داعش»، لكن لا يمكن الركون إلى أية وعود لا من هنا ولا من هناك، بسبب ارتباط هذا الملف بمعطيات أمنية متحركة على الساحة اللبنانية»، وفق مراسل «السفير» في باريس.

وكانت «خلية الأزمة» قد استمعت، أمس الأول، إلى شرح مفصل قدّمه اللواء إبراهيم ووزير الصحة وائل أبو فاعور الذي يتواصل مع الخاطفين يومياً، عبر الشيخ مصطفى الحجيري، في ظل تقديرات متقاطعة بأن الأمور تحتاج «إلى وقت وصبر وعدم حرق المراحل، خصوصاً أننا نجد أنفسنا للمرة الأولى أمام محاولة جدية لمعرفة شروط الخاطفين ومطالبهم»، على حد تعبير أحد أعضاء الخلية.

قهوجي: الجيش للمرة الأولى في التبانة

من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي «الاستمرار في ملاحقة كل المعتدين على العسكريين حتى توقيفهم وإنزال القصاص العادل بهم».

ووفق مراسل «السفير» في طرابلس، فإن زيارة قهوجي لطرابلس، أمس، وتفقده الوحدات العسكرية فيها، ساهمت في رفع معنويات العسكريين الذين ينتشرون في شوارع طرابلس ويقومون بمهام كان من المفترض أن تقوم بها قوى أمنية أخرى.

وقال قهوجي مخاطباً العسكريين إن الدولة اللبنانية تتواجد للمرة الأولى عسكرياً وأمنياً بهذه الطريقة الجدية والفاعلة في محلة باب التبانة، منذ تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، ولا أبالغ في القول إنها ربما تكون المرة الأولى بهذه الأعداد والمهام والفاعلية منذ الاستقلال حتى الآن.

وأكد قهوجي للعسكريين أن «الحرب على الإرهاب مستمرة بلا هوادة». وقال «لولا هذه الحرب الاستباقية التي شنها الجيش على المجموعات الإرهابية، لكانت اجتاحت البلد وعممت الفتنة والموت والدمار». ودعا اللبنانيين إلى عدم الخوف «لأن جيشكم قويّ ومُصان».

«المستقبل» يمدّ يده إلى «حزب الله»

ورداً على سؤال لـ«السفير»، أوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق، في ساعة متأخرة من ليل أمس، أن الموقف الذي أعلنه رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، قبل ثلاثة أيام، «هو عبارة عن مبادرة وطنية استراتيجية نابعة من استشعاره بوجود مخاطر كبيرة تهدّد البلد بسبب الفتنة المذهبية المتنقلة»، مشيراً إلى أنه عندما يقول إن المبادرة عبارة عن دعوة للحوار مع كل القوى من دون استثناء، فإن تلك الدعوة تشمل «حزب الله» بطبيعة الحال، لأنه لا يجوز الاستمرار في الفراغ الرئاسي، وعلينا أن نبدأ من نقطة محددة وهي انتخاب رئيـس جديد للجمهورية.

السعوديّة تردّ على نصرالله

إلى ذلك، ردّ وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله على الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، الذي قال يوم الاثنين الماضي إن «الذي يتحمل المسؤولية الأولى اليوم في العالم الإسلامي لوضع حد لانتشار هذا الفكر (التكفيري) هو المملكة العربية السعودية».

وقال متعب: «بات معروفاً مَن هي الجهات التي تحتضن وتهتمّ بالإرهاب». وقال، رداً على أسئلة الصحافيين في ختام جولة له في المنطقة الشرقية، إنّ «السعودية من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وتعرضت له وتضررت منه».