IMLebanon

الخطة الأمنية للبقاع تواجه المطلوبين.. وأزمة الثقة

جنبلاط: حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» يساعد رئاسياً

الخطة الأمنية للبقاع تواجه المطلوبين.. وأزمة الثقة

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والسبعين بعد المئة على التوالي.

استقطب الأمن الميداني الاهتمام، الى جانب الأمن الغذائي، مع تنفيذ الجيش حملة عسكرية واسعة في البقاع الشمالي بحثا عن المطلوبين بجرائم الخطف والسرقة وغيرهما من الارتكابات، في وقت يترقب اللبنانيون ما سيحمله هذا الاسبوع من جديد على صعيد فضائح الفساد الغذائي، التي وعد الوزير وائل ابو فاعور بتتمات لها، سواء في ما يخص المطاعم ومحال السوبر ماركت المخالفة للمعايير الصحية، أو في ما يتعلق بملف المياه الذي يبدو أنه سيكون غزيراً بالفضائح.

وفي انتظار الآتي الأعظم، تكرر مع موجة الأمطار، في نهاية الاسبوع، سيناريو الطوفان المائي الذي غمر العديد من الشوارع في بيروت والمناطق، وأدى الى محاصرة الكثير من المواطنين في سياراتهم، بفعل الإهمال المتمادي في تأهيل أو تجهيز البنى التحتية الضرورية، برغم أن موعد فصلي الخريف والشتاء معروف سلفا!

بري.. والحوار

وبينما تعقد اللجنة النيابية المكلفة بوضع مشروع قانون الانتخاب اجتماعا لها اليوم برئاسة الرئيس نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، يواصل بري سعيه الى إطلاق الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل».

وأوضح بري امام زواره أمس انه يسعى بالتعاون مع جنبلاط لإطلاق هذا الحوار، مشيرا الى انه اجتمع لهذا الغرض قبيل قرابة عشرة أيام مع الرئيس فؤاد السنيورة ونادر الحريري، ولافتا الانتباه الى ان مقدمات الحوار وُجدت من خلال كلام الرئيس سعد الحريري وخطاب السيد حسن نصرالله.

وجدد القول إن هناك إشارات إيجابية، داخلية وخارجية، حيال الاستحقاق الرئاسي، مصرا على مواصلة التكتم حول طبيعتها، تجنبا لإحراقها، ومعتبرا ان الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» يمكن ان يساعد في معالجة الصعوبات التي تعترض إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

جنبلاط: تنظيم الخلاف

وفي سياق متصل، قال النائب وليد جنبلاط لـ« السفير» إنه مهتم والرئيس بري بإطلاق أي حوار يمكن ان ينظّم الخلاف ويساهم في الخروج من المأزق الرئاسي، فكيف إذا كان المعني به «المستقبل» و«حزب الله». وأضاف: أنا وبري متفقان على هذا المبدأ، «وسنبقى سوا..»

أمن البقاع

في هذه الأثناء، بدأ الجيش اللبناني خلال الايام الماضية تطبيق إجراءت عسكرية حازمة في العديد من مناطق البقاع الشمالي، حيث قام بمداهمات بحثا عن مرتكبي عمليات الخطف والسرقة، والذين ارتكبت مجموعة منهم، خلال فرارها، جريمة قتل مروعة في بلدة بتدعي (دير الاحمر)، ذهبت ضحيتها سيدة، فيما جرح زوجها وابنها، ما كاد يهدد بتداعيات طائفية، لولا الجهود التي بُذلت على أكثر من مستوى لاحتوائها.

وجاءت عملية الجيش بعد تفاقم جرائم الخطف والسرقة، الى حد ان بعض المطلوبين لجأ، في عز معركة عرسال والاحتقان المذهبي في البقاع، الى الخطف في مقابل فدية، الامر الذي كاد يهدد يومها بعواقب وخيمة.

وفي المعلومات، ان بعض أفراد العصابات لم يترددوا في بيع وجبات غذائية ساخنة لعناصر من «جبهة النصرة» في الجرود، بهدف تحقيق الربح المادي.

ولئن كانت حملة الجيش ضرورية، بل منتظرة بفارغ الصبر من قبل أهالي البقاع، إلا ان التجارب السابقة غير المكتملة تدفع الى طرح تساؤلات حول مدى فاعلية الخطة الامنية الجديدة، وقابليتها للاستمرار، وما إذا كانت ستطال فعلا الاماكن التي اعتاد المطلوبون على الفرار اليها في عمق الجرود مع كل «هبّة» للدولة، لاسيما إذا ساءت الظروف المناخية.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن عملية الجيش في البقاع ستتواصل بزخم قوي، وبتأييد من «حركة أمل» و«حزب الله»، مشيرة الى انه لا توجد أي منطقة مغلقة امام الخطة الامنية المتجددة، والتي تأتي في سياق وضع حد نهائي لحوادث الخطف والسرقة.

وعُلم ان «حزب الله» أبلغ كل المعنيين دعمه التام، ومباركته الكاملة للتدابير التي يطبقها الجيش، على قاعدة ان بيئة الضاحية، وبيئة الجنوب، وبيئة البقاع، هي بيئات حاضنة وصديقة للجيش اللبناني، وبالتالي فإن كل ما يتصل بأمن المواطن هو من مسؤولية الدولة المعنية بأن تفعل ما تراه مناسبا على امتداد البقاع، لضبط الأمن وملاحقة المخلّين به، من دون أي شروط او قيود.

وأكد الرئيس بري امام زواره أمس، دعمه التام للخطة الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني في البقاع، لافتا الانتباه الى أن خيار الحسم الذي لجأ اليه الجيش في طرابلس، سيُعتمد في البقاع الشمالي، وبالتالي فإن ما بعد الخطة هذه المرة ليس كما قبلها.

وأوضح انه في المرات السابقة كان المطلوبون يهربون الى الجرود عند ملاحقتهم من الجيش والقوى الأمنية، أما الخطة التي باشر الجيش في تنفيذها قبل أيام فستصل الى الجرود، ولن تستثنى منها أي منطقة بقاعية.

وشدّد بري على ان ما يفعله الجيش حاليا كان مطلوبا بإلحاح منذ زمن، لافتا الانتباه الى ان أحدا لم يتضرر من الخطف والسرقة على أيدي بعض «الزعران» أكثر من أبناء البقاع أنفسهم، علما ان عدد هؤلاء «الزعران» لا يتعدى المئة، لكن ضررهم يطال المنطقة كلها، وليس أدل على ذلك من انخفاض سعر الاراضي فيها، برغم انها الاكثر خصوبة في لبنان.

وجزم بعدم وجود أي نوع من أنواع الغطاء على أي من المطلوبين للعدالة، لا من الاحزاب ولا من العشائر، مشيرا الى ان الجيش طليق اليدين في ملاحقة هؤلاء.

ولفت الانتباه الى انه كان قد تدخل مرات عدة في السابق للإفراج عن عدد من المخطوفين «حتى كدت أتحول من رئيس لحركة المحرومين الى رئيس لحركة المخطوفين».

وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» ان المداهمات والملاحقات التي يقوم بها الجيش في البقاع مستمرة، حتى تحقيق هدفها المتمثل في إلقاء القبض على المطلوبين كافة، وفرض الأمن وسلطة القانون.

وأكدت المصادر أن هذه العملية غير محكومة بمهلة محددة، بل إن مداها مفتوح على المستويين الزمني والجغرافي، الى حين تحقيق غايتها، مشددة على ان هناك تجاوباً كاملاً من القوى السياسية على الارض مع الخطة الامنية.

وأوضحت المصادر ان مرتكبي الجريمة في دير الاحمر معروفون بالاسم، والجيش مستمر في ملاحقتهم الى حين اعتقالهم، آملة في ان يتم احتواء التداعيات المترتبة على هذه الجريمة.

الخاطفون يهددون

الى ذلك، أفادت معلومات إعلامية أن شقيق العسكري المخطوف عباس مشيك تلقى اتصالا من خاطفي العسكريين في جرود عرسال، هددوا فيه بتصفية 7 عسكريين في حال تم تنفيذ الأحكام بموقوفي سجن رومية.

كما أن الخاطفين طلبوا من اهالي العسكريين المخطوفين الذين التقوا اولادهم، في اليومين الماضيين، ابلاغ ذوي العسكريين الآخرين بضرورة المشاركة في الاعتصامات والاحتجاجات تحت طائلة جلد ابنائهم في حال التغيب عن هذه التحركات.