Site icon IMLebanon

هل يستعين بري بـ«أرنب» جديد؟ «لغم» الميثاقية يهدد الحوار

تنعقد الجلسة الـ21 لهيئة الحوار الوطني اليوم، في عين التينة، تحت سقف منخفض من التوقعات والآمال، بفعل استمرار انسداد في الأفق الرئاسي، واصطدام كل المحاولات التي بُذلت حتى الآن لشق «طرق جانبية» بألغام سياسية وطائفية.

وبعدما كان المتحاورون في الجلسة السابقة قد انشغلوا بمطاردة «أرنب» مجلس الشيوخ، من دون أن يستطيعوا اللحاق به في انتظار ورشة عمل متخصصة، فإن «حمامة» الميثاقية المرافقة للوزير جبران باسيل ستغط اليوم على طاولة الحوار وسترفرف فوق الرؤوس الحامية، مع الخوف من أن يؤدي التعارض المتوقع في تفسير محتواها إلى نتف ريشها أو تكسُّر جناحيها!

ويبدو أن «التيار الوطني الحر» قرر حضور جلسة اليوم لـ «يمتحن» الحاضرين في مادة الميثاقية، حتى يبني على الشيء مقتضاه، فإما أن يحصل على ردود مطمئنة تسمح له بالعودة إلى الحكومة، وإما ان يواصل سياسة «التصعيد المتدحرج» التي ستقوده الى خيارات أوسع من مقاطعة مجلس الوزراء.

وتحسبا لكل الاحتمالات، سيحمل الرئيس نبيه بري في جعبته تصورا جديدا لقانون الانتخاب، توصل الى توافق حوله مع «التيار الحر» بعد مناقشات تمت بينهما تحت الطاولة، وهو يستند الى مرحلتين: دورة أولى للتأهيل الطائفي تعتمد النظام الاكثري على اساس القضاء، ثم دورة ثانية تعتمد النظام النسبي على أساس المحافظات الخمس الكبرى.

وبينما يأمل بري في ان يلاقي هذا الطرح تجاوبا من الاطراف الاخرى، أبلغت أوساط سياسية مطلعة «السفير» ان حزب الله ابدى موافقة عليه، مع الاشارة الى ان «التيار الحر» عرض من جهته اقتراحا على بري الذي وضعه قيد الدرس، مبديا بعد «نظرة أولى» إيجابية حياله.

وبرغم اعلان وزيري «التيار الحر» ووزير «الطاشناق» عن مقاطعة جلسات الحكومة، دعا الرئيس تمام سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل، وعلى جدول أعماله 111 بنداً، من بينها تعيين رئيس «الجامعة اللبنانية» ومدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية، وتمديد تعيين الدكتور معين حمزة أميناً عاماً لـ «المجلس الوطني للبحوث العلمية».

بري

وعشية انعقاد طاولة الحوار الوطني اليوم، كشف بري لـ «السفير» عن ان بعض الاطراف السياسية أبلغته بأسماء مندوبيها الى ورشة «مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب» التي جرى التفاهم عليها في الجلسة السابقة، فيما تمنع آخرون، آملا في ان تسمي جميع القوى ممثليها خلال اجتماع هيئة الحوار اليوم، كما كنا قد اتفقنا من قبل، «وإن كنت أخشى من تسويف البعض».

ويشير بري الى انه في حال تعثرت الورشة الاصلاحية المقترحة لهذا السبب او ذاك، فانه أعد تصورا آخر يتعلق بقانون الانتخاب، يُفترض ان يشكل ارضية للتلاقي بين المتحاورين، محذرا من ان هذا الطرح سيكون بمثابة الفرصة الاخيرة قبل ان يداهمنا الوقت ويصبح من المتعذر وضع قانون جديد للانتخابات النيابية.

ويؤكد انه يؤيد دعوة سلام الى انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل، لان شرط الميثاقية لا يزال متوافرا فيه، برغم مقاطعة وزيري «التيار» ووزير «الطاشناق».

ويضيف: لا تزال الحكومة تضم تسعة وزراء مسيحيين، من بينهم اربعة موارنة.. فكيف تكون الميثاقية قد انتفت في هذه الحال؟

ولكن بري يؤكد في الوقت ذاته انه يرفض ان يكون رأس حربة في المواجهة مع عون حول الوضع الحكومي، مشيرا الى ان هناك قوى أخرى معنية بان تتحمل مسؤولياتها وتتخذ الموقف المناسب من مقاطعة «التيار الحر» ومسألة ميثاقية الحكومة. (غامزا بذلك من قناة «تيار المستقبل»). ويتابع: أنا اشعر بالود حيال عون على المستوى الشخصي وهو دمث الاخلاق، «وبالتأكيد عون مش قاتلي بيي..»، قبل ان يضيف مبتسما: ولا أريده ان يقتل نفسه.

ويعتبر انه من الافضل ان تستقيل الحكومة إذا بقيت عاجزة، «واقله تصبح عندها مفيدة أكثر مما هي حاليا، إذ ان تحولها الى حكومة تصريف أعمال سيمنعها من التمادي في الإنفاق».

باسيل

في المقابل، قال رئيس «التيار الحر» جبران باسيل لـ «السفير»: نحن نعتبر ان طاولة الحوار لها أب هو الرئيس نبيه بري، وأنا أريد ان أتكلم معه وأفهم منه ما إذا كنا نحن من أبناء هذا الوطن أم لا.

ويتابع: ستكون لنا مواقفنا وتحركاتنا تبعا لما سيؤول اليه النقاش اليوم في هيئة الحوار حول مفهوم الميثاقية. وما يجب ان يعرفه الجميع هو اننا لا نستطيع ان نستمر سواء في الحوار او الحكومة إذا لم يكن هناك من اتفاق على الاساسيات والمرتكزات التي يقوم عليها لبنان وفي طليعتها الميثاقية، لانه في حال كنا غير متفاهمين حول معنى الميثاق وكيفية ترجمته، وصولا الى حد ان يعتبر البعض انه يمكن لمجلس الوزراء ان يستمر مع ستة في المئة من التمثيل المسيحي فقط، فمؤدى ذلك ان الأمر اصبح منتهيا ولا فائدة بالتالي من أي بحث.

ويشدد باسيل على ان قاعدة الحوار هي الاعتراف بالآخر، وهذه القاعدة باتت موضع اختبار، ونحن سنشرح وجهة نظرنا، تماما كما ان الآخرين معنيون بان يفسروا موقفهم.

وعن تعليقه على دعوة سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد، الخميس المقبل، برغم عدم معالجة المقاطعة المستجدة، قال: هنّي مكفيين، ونحنا مكفيين، وبدنا نشوف كيف البلد بدو يكفّي.. بيكفّي.

ويضيف: توجد مجموعة من الاوراق في يدنا، وسنحتفظ بحقنا في استخدام أي منها في التوقيت الذي نراه مناسبا.