IMLebanon

عون لن ينتظر طويلاً.. وبرّي: لا يخيفني إلا الله

«بربارة» تختبر الجهوزية.. وعاصفة «جبران» تتفاعل

                                  عون لن ينتظر طويلاً.. وبرّي: لا يخيفني إلا الله

تفاعل أمس، محتوى مانشيت «السفير» الذي تناول السلوك السياسي لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وطريقة مقاربته لملفات متصلة ببعض الخيارات الإستراتيجية وبالعلاقة مع الحلفاء.

وقد خضع مضمون ما أوردته «السفير» لتفسيرات شتى تأثر بعضها بـ «خيال» واسع، ذهب بعيداً في التحليل والاستنتاج، في حين أن الحقيقة هي أبسط بكثير من «نظرية المؤامرة» التي تهيأت للمرتابين في نيات «المحرر السياسي» وأهدافه.

هناك من افترض أن المقال موحى به من سفارات، وهناك من رجّح أن «حزب الله» او الرئيس نبيه بري حرّضا عليه واستخدما الصحيفة صندوق بريد لإيصال رسائل سياسية الى «التيار الحر»، وغير ذلك من السيناريوهات البوليسية.

أما الصحيح، فهو أن «السفير» ـ ومن موقعها الحريص على الثوابت الوطنية وعلى تجربة ثرية من التفاعل العابر للطوائف بين «التيار الحر» وقوى داخلية كانت على نقيضه حتى عام 2006 ـ رأت أن من واجبها وحقها أن ترفع الصوت بعد تراكم الأخطاء وأن تتناول بالنقد البنّاء و «المشروع» سياسات باسيل وخياراته، لا سيما ان وزير الخارجية بات يتحمل مسؤوليات مضاعفة، انطلاقا من رئاسته للتيار البرتقالي، ومن وجوده المؤثّر الى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في دائرة القرار الرئاسي.

والأكيد، أنه لا مكان للكيديات أو النكايات في هذا النقد الذي عبّر بصوت مرتفع عما يهمس به كثر من الأطراف السياسية ومن المواطنين العاديين الذين باتوا يخشون من أن تؤدي استعادة الخطاب الطائفي المحموم والتحالفات الثنائية، الى نبش قبور الماضي واستحضار أدبيات الحرب الأهلية البغيضة.

و«السفير» المتمسكة بكل حرف ورد في المقال، هي منفتحة في الوقت ذاته على النقاش والرأي الآخر، برغم أن بعض التعليقات تجاوزت الأصول، وردّت على محاكمة الوقائع بمحاكمة النيات.

العاصفة «المتأخرة»

وبالتزامن مع العاصفة السياسية التي أحدثتها المراجعة الصريحة لمسار باسيل، يستعد لبنان لاستقبال عاصفة مناخية «متأخرة» ابتداء من اليوم، ستتخذ شكل منخفض جوي بارد وهبوط في درجات الحرارة مصحوبين برياح قوية، خصوصاً في الجنوب، وأمطار غزيرة وزخات من البرد، وهطول الثلوج على الجبال المرتفعة.

وقد أطلق على أولى عواصف شتاء 2016 اسم «بربارة»، تيمّناً بالقديسة بربارة التي سيحتفل لبنان بعيدها في الرابع من الشهر المقبل.

وأصدر رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن بيانًا طلب فيه من جميع شركات الطيران وشركات الخدمات الأرضية وجميع المستثمرين العاملين في المطار اتخاذ الإجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية لمنع أي تأثير سلبي للعاصفة خلال اليومين المقبلين.

وفيما برزت مخاوف من تكرار مشهد الفيضانات والسيول في المناطق، كما يحصل كل عام، نتيجة النقص في جهوزية الإدارات والأجهزة الرسمية، وبفعل ضعف البنية التحتية، أكد وزير الاشغال غازي زعيتر أن المشكلة لا تكمن في الوزارة وإنما في قدرة المجاري على الاستيعاب.

التأرجح الحكومي

أما على مستوى مفاوضات التأليف الحكومي، فهي لا تزال تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، وسط تقاذف لاتهامات العرقلة بين القوى السياسية، فيما أبلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» أن الرئيس ميشال عون لن يحتمل الانتظار طويلاً، وهو يرفض أن يتم استنزاف انطلاقة عهده في مستنقع الوقت الضائع.

وشددت المصادر على أن عون لن يقبل باستنساخ التجارب المريرة لعهد الرئيس السابق ميشال سليمان حين كان تشكيل الحكومات يستغرق أشهراً طويلة، وبالتالي فإن خيار وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تأليف حكومة الواقع، لا الأمر الواقع، يبقى وارداً في حسابات قصر بعبدا.

في المقابل، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس، إن الكرة ليست في ملعبه، مشدداً على أنه من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة، أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد.

وردّاً على سؤال عما إذا كان يخاف من احتمال الدفع في اتجاه تشكيل حكومة أمر واقع إذا ظلت المفاوضات متعثّرة، كما تردد أوساط مقرّبة من عون، أجاب بري: أنا لا يخيفني إلا الله..

إلا أن أوساطاً مسيحية مطلعة على مسار المخاض الحكومي اعتبرت ان الكرة موجودة في ملعب الثنائي الشيعي، «لا سيما حزب الله الذي بات معنياً بأن يضع حداً لهذه المراوحة والتدخل لدى بري لحلحلة العقد».

وأبلغت الأوساط المسيحية «السفير» أن أزمة التأليف يمكن ان تُعالج عبر التوافق على منح «القوات اللبنانية» حقيبة «الاشغال» وبري «الصحة»، على ان تؤول «التربية» الى «تيار المردة»، معتبرة ان هذا التوزيع عادل.

ولفتت الأوساط الانتباه الى أن عمر الحكومة قصير ولن يتعدى الأشهر القليلة، «وبالتالي ليس هناك ما يستحق هذه الشراسة في التمّسك ببعض الحقائب»، مشيرة الى أن المرحلة الأهم هي تلك التي ستلي الانتخابات النيابية المقبلة، وعندها لكل حادث حديث.

ولفتت الأوساط الانتباه الى أن «القوات» قدّمت تنازلاً كبيراً عندما قبلت بالتخلي عن الحقيبة السيادية، مؤكدة أن الرئيس سعد الحريري، وبعد التواصل مع بري، عرض على معراب في مقابل هذا التنازل الحصول على وزارة «الاشغال» ومنصب نائب رئيس الحكومة، فلما وافق سمير جعجع، أتى الرفض من المكان المعروف.

وأوضحت الأوساط أن «القوات» لم تتلق عرضاً جديداً بعد، وبالتالي فهي لا تزال تتمسك بالصيغة التي طرحت عليها.

الى ذلك، كانت لافتة للانتباه أمس، تغريدة النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «تطبيق apple الجديد. الاشغال المالية@حركة امل.com – خلصونا بقى».