IMLebanon

ماذا يدور في الرياض حول الاستحقاق الرئاسي؟

ماذا يدور في الرياض حول الاستحقاق الرئاسي؟

ملف العسكريين: أوقفوا هدر الوقت والدم

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع بعد المئتين على التوالي.

بقي ملف العسكريين المخطوفين مشرّعا على التخبط الرسمي ومزاجية «داعش» و«النصرة» اللذين يواصلان شن الحرب النفسية على اهالي المخطوفين والدولة اللبنانية، ليس فقط لفرض مطالبهما، وإنما ايضا لفرض «الوسيط»، في ظل فوضى «العرض والطلب»، مع تعدد المرشحين الى موقع الوساطة، من «هيئة العلماء المسلمين».. الى المتطوعين من أصحاب التجارب السلفية.

وإذا كان مبدأ المقايضة لا يزال موضع تجاذب داخل الحكومة وخلية الازمة، فما ليس مفهوما هو ان ينسحب الارتباك الرسمي أيضا على الجانب المتعلق بالوساطة وآلياتها الإجرائية، إذ لا يجوز ان تبقى الدولة عالقة في «المربع الاول»، وغارقة في «الدفوع الشكلية»، كما يدل عجزها حتى الآن عن حسم خيارها في ما يتعلق بهوية الوسيط وطبيعة المفاوضات (مباشرة ام غير مباشرة).

لقد كان يُفترض منذ وقت طويل إنهاء هذه المهزلة المتمادية في إدارة الازمة التي تبدو لغاية الآن أكبر من قدرات «خليتها»، لاسيما ان العبث بهذا الملف الانساني والوطني تجاوز حدود إضاعة الوقت الى حدود هدر دم العسكريين الذين يسقطون الواحد تلو الآخر بفعل سوء الإدارة، ما يستدعي إحداث صدمة في أسلوب المعالجة بأسرع ما يمكن، قبل ان يستفحل الخلل الى درجة فقدان السيطرة عليه.

وفيما جرى الترويج خلال اليومين الماضيين بأن «النصرة» كلفت الشيخ وسام المصري بتأدية دور الوسيط مع الحكومة اللبنانية، نقلت وكالة «الأناضول» عن «قائد بارز» في «جبهة النصرة» نفيه أن يكون قد صدر بيان باسم الجبهة يكلف الشيخ المصري أو يفوضه بمتابعة ملف التفاوض بشأن العسكريين.

وقال المصري لـ«السفير» إنه تلقى أمس اتصالا أفاده أن «جبهة النصرة» تتجه نحو فقدان الأمل في حصوله على تكليف من الدولة، وانها ستقوم بنفي تكليفه تدريجياً. وأضاف: إما أن أحصل على التكليف الرسمي من الدولة في وقت أقصاه ظهر اليوم، وإما لن تعود لي أي علاقة بهذا الموضوع، وبالتالي على الجميع أن يتحمل تبعات ما قد يحصل.

وأشار الى ان «النصرة» وعدت أنها «بمجرد تكليفي رسميا قد تفرج عن عسكري أو أكثر كبادرة حسن نية، شرط أن تتسارع المفاوضات وأن تكون الدولة جاهزة لتنفيذ الشروط الأولية المتعلقة بالافراج عن النساء وحماية المدنيين في عرسال وما حولها».

وقال مصدر لبناني متابع لوكالة «الاناضول» انه يرجح تعيين وسيط جديد لاستئناف التفاوض «غير المباشر» مع الخاطفين بعد توقف الوساطة القطرية، معتبرا أن هذه العملية في أول الطريق، والأمور ما زالت في إطار وضع أسس تفاوض غير مباشر. وأكد أنه «لا يمكن إنجاز تفاوض صحيح إلا بتولي جهة رسمية واحدة من لبنان التفاوض».

وترأس الرئيس تمام سلام أمس اجتماعاً لـ»خلية الازمة» الوزارية لمتابعة البحث في موضوع العسكريين المخطوفين. وقد احرق اهالي العسكريين المخطوفين اطارات مطاطية امام مدخل السرايا اثناء انعقاد اللجنة، بعد اشكال بينهم وبين الحرس الحكومي في هذا الشأن.

وشدد الوزير علي حسن خليل على ضرورة اتخاذ خطوات جدية لاطلاق العسكريين والبت في موضوع مرجعية التفاوض وآليته.

ونفى الوزير نهاد المشنوق ان تكون هناك فوضى داخل «خلية الازمة» بين ما هو سياسي وما هو أمني، مشيرا الى ان قناة التفاوض معروفة وهي تعمل، واللواء عباس ابراهيم رئيس المجموعة الامنية والكل متفق على هذا الامر. واعتبر ان المدخل الى استئناف التفاوض يكمن في التعهد الخطي من الجهات الخاطفة بعدم قتل العسكريين و»نحن لا نقفل الابواب أمام كل من يريد المساعدة».

وبينما يلتقي أهالي المخطوفين اليوم العماد ميشال عون، أعلن الناطق باسمهم حسين يوسف، انه يستعد للسفر الى السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري لانه «أملنا الاخير».

ماذا يجري في الرياض؟

في هذه الأثناء، التقى الحريري في دارته في الرياض أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «وتم التشديد خلال اللقاء على أهمية تهدئة الأجواء السياسية، والحفاظ على الأمن والاستقرار وضرورة مواصلة التشاور والبحث للخروج من المأزق السياسي القائم والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية».

كما التقى جعجع كلاُ من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز.

وعلمت «السفير» ان عددا من قيادات «تيار المستقبل» ووزير الداخلية نهاد المشنوق سيتوجهون اليوم الى الرياض، بطلب من الحريري، للانضمام الى المشاورات الجارية هناك، فيما قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «السفير» ان أمرا ما يُطبخ على الارجح في السعودية، ويتصل بالاستحقاق الرئاسي.

ورجحت المصادر ان يكون الانسحاب الرسمي لجعجع من المعركة الرئاسية هو من بين الاحتمالات التي يجري درسها في الرياض مع المسؤولين السعوديين، على ان يترافق الانسحاب مع قرار ضمني بدعم أحد المرشحين.

«النفط» يتحرك

على خط آخر، بقي ملف النفط والغاز في دائرة الترقب، في انتظار ان يبادر مجلسا الوزراء والنواب الى فعل ما يتوجب عليهما لإطلاق مناقصة التلزيم. وأكد الرئيس نبيه بري امام زواره ان الاجتماع الذي عقده أمس الاول مع وزير الطاقة ورئيس لجنة الطاقة النيابية وأعضاء هيئة إدارة قطاع البترول أسفر عن نتائج إيجابية، لافتا الانتباه الى انه تم الاتفاق على مجموعة اجراءات من شأنها تفعيل هذا الملف، ومن بينها إقرار قانونين في مجلس النواب، ومرسومين في مجلس الوزراء، تتصل كلها بعملية إدارة الثروة النفطية.

وأعلن بري عن حصول توافق حول موضوع البلوكات النفطية، على قاعدة وجوب عرضها جميعها للتلزيم، على ان تكون الاولوية لتلزيم البلوكات الواقعة في الجنوب، لانه حيث توجد أطماع اسرائيل ينبغي ان نسارع الى تثبيت حقوقنا.

وفي سياق متصل، قال نائب الأمين العام للأمم المتّحدة يان إلياسون لـ»السفير» ردا على سؤال عن إمكانيّة مساعدة الأمم المتّحدة في ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل: لقد عرضت هذا الموضوع مع الرئيس برّي، وأذكر جيّدا أنني بحثت معه في الموضوع ذاته منذ عامين، ونحن هنا في الوضع ذاته، وأنا افهم جيدا القلق الذي عبّر عنه الرئيس برّي وهو تحدّث بتفاصيل عدّة في هذا الشأن وطلبت منه إرسالها إليّ، وقررنا البقاء على تواصل في ما يخصّ هذا الملفّ، لكنني أشير الى أنّ أيّ وساطة من الأمم المتّحدة تفترض طلبا من الطرفين اللبناني والإسرائيلي ونحن لغاية اليوم لم نتلقّ طلبا إسرائيليا في هذا الخصوص.