IMLebanon

الشتاء يخلط أوراق عرسال.. وسلام يحذر من «كارثة وطنية»

الشتاء يخلط أوراق عرسال.. وسلام يحذر من «كارثة وطنية»

«العسكريون»: سباق محموم بين النار.. والوساطات

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والعشرين بعد المئة على التوالي.

تابع الجيش اللبناني إجراءاته الميدانية، غير ملتفت الى الحملة التي تُشن عليه، والتي كان آخرها التظاهرات المتناغمة التي نُظمت في مناطق لبنانية عدة، كان أبرزها في عرسال والتبانة في طرابلس، ورُفعت فيها أعلام تنظيمي «داعش» و«النصرة»!

واذا كانت تظاهرة طرابلس قد اتسمت بالتواضع، فإن تظاهرة عرسال تميزت بحشد شعبي، قياسا على الحجم الديموغرافي للمدينة، شكل النازحون السوريون عماده، وعلا هتاف مؤيد لزعيم «النصرة» في منطقة القلمون السورية «أبو مالك الشامي» (المعروف بـ«أبو مالك التلي») ودعاه المعتصمون الى الزحف نحو بيروت!

وجاء بيان «جبهة النصرة»، امس الاول، الذي دعا الى الاستنفار المذهبي، وبعض التحركات في المناطق دعت اليها «هيئة علماء المسلمين»، لتشير كلها الى بوادر حملة، تحت عنوان «حصار عرسال»، هدفها دفع المؤسسة العسكرية إلى إيقاف الإجراءات التي تقوم بها.

وقالت مصادر مواكبة للإجراءات الأمنية لـ«السفير» ان إجراءات الجيش السوري من جهة، وإجراءات الجيش اللبناني من جهة ثانية، جعلت مقاتلي «النصرة» و«داعش» في منطقة القلمون وجرود عرسال في وضع لا يحسدون عليه، فضلا عن بداية افتقادهم المواد التموينية والغذائية وبدء اقتراب موسم الشتاء والصقيع، وهذه العناصر الضاغطة، بالإضافة الى التوقيفات، قد تؤدي الى إحداث خرق كبير في مسار مفاوضات العسكريين.

ولم تستبعد المصادر احتمال حصول مواجهات عسكرية جديدة، خصوصا في ظل وجود توجه عند بعض قادة المجموعات المسلحة نحو نقل المعركة مجددا الى أرض عرسال.

وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان لها، مساء أمس، ان لا تفاوض في قضية العسكريين حتى يتم إصلاح أمور عرسال بالكامل، وتمنت ألا تضطر للتصعيد.

وقال مرجع معني لـ«السفير» اننا نشهد سباقا محموما بين «النار» والمفاوضات، وحتى الآن ما زلنا في «المربع الأول» للتفاوض، فلا الخاطفون حددوا سقف مطالبهم بدقة، ولا الحكومة اللبنانية رسمت سقفا لما يمكن أن تصل اليه الأمور.

من جهته، قال رئيس «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ مالك جديدة لـ«السفير» انه «اذا استمرت الإجراءات في عرسال على هذه الوتيرة، فإن الهيئة متجهة الى التصعيد»، وأشار الى ان «الهيئة» حريصة على المؤسسة العسكرية وهي تقر بحق الجيش في حفظ الامن، لكن من دون تجاوز هذا الامر باتجاه انتهاك حقوق النازحين السوريين، وأعلن ان «الهيئة» بصدد الدعوة الى مؤتمر وطني يضم رجال دين وغيرهم، تحت عنوان «الفتنة عدوّنا».

المشنوق: نقل نازحي عرسال أولاً

في هذه الاثناء، يبدو القرار الرسمي حاسما باسترداد عرسال وتحريرها، وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«السفير» انه سيدعو الى نقل النازحين السوريين (المقدر عددهم بنحو 120 ألفا) الى خارج عرسال، وسيعرض هذا الامر على اول جلسة لمجلس الوزراء (الخميس المقبل)، اذ ان الامر لا يمكن ان يستمر على هذا المنوال. وأوضح ان الجهد سيتركز على إنشاء المخيمات للنازحين من قبل وزارة الداخلية، حتى لو تطلب الأمر ان تعمل منفردة. وشدد على ان من يرفض نقل النازحين خارج عرسال سيتحمل مسؤولية بقائهم فيها مع كل ما ينتج من ذلك من نتائج سلبية وارتدادات على العلاقة مع الدولة ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش اللبناني.

أما بالنسبة الى المكان الذي يمكن نقل النازحين اليه، فأجاب المشنوق: المكان يتفق عليه بعد الحصول على الموافقة السياسية على عملية النقل لأن استمرار وجود النازحين في عرسال يعرّض السلم الأهلي للخطر، ورأى ان كل منطقة حدودية يتواجد فيها النازحون هي عرضة لكي تشكل موضع اشتباك دائم وداهم.

في هذه الاثناء، استمر قطع طريق ضهر البيدر من قبل أهالي العسكريين المخطوفين، من دون إبداء نية للتراجع عن قطع هذا الشريان الحيوي، لا بل قرروا تصعيد تحركهم في الساعات المقبلة، وفي السياق نفسه، قالت مصادر وزارية سيادية لـ«السفير» ان هذا الامر لن يستمر طويلا، «وسيتم حله بشتى الوسائل في موعد أقصاه الاثنين المقبل»(ص3).

سلام وكيري: الرئاسة والنازحون

من جهة ثانية، التقى رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، وزير الخارجية الاميركي جون كيري في نيويورك بحضور وزير الخارجية جبران باسيل وسفير لبنان في واشنطن انطوان شديد ومندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة السفير نواف سلام.

وأعرب كيري لسلام عن الالتزام الكامل من قبل الولايات المتحدة بأمن لبنان واستقراره في الوقت الذي يواجه فيه تحديات مختلفة.

وناقش الجانبان، حسب مصدر رفيع في وزارة الخارجية، شراكتهم المستمرة، وأكد كيري دعم بلاده للحكومة اللبنانية وللشعب اللبناني. كما شدد كيري على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت.

وأشاد كيري بجهود لبنان الذاتية لمواجهة «داعش» داخل حدوده، مشيرا الى المساعدة العسكرية الاميركية للقوات اللبنانية المسلحة للمساعدة في مواجهة «داعش». ونوّه كيري بدعم لبنان للجهود في مواجهة «داعش»، ومن ضمنها مشاركته في مؤتمر جدة، وتوقيعه على البيان الرسمي الصادر عنه.

كما شدد كيري على التزام بلاده بالمساعدة في الازمة الانسانية في سوريا والتي لها ارتدادات سلبية على لبنان. وقال ان بلاده وفرت حتى الآن 500 مليون دولار للبنان مخصصة لمساعدته في تحمل عبء اللاجئين وللتعامل مع انعكاس وجودهم على المجتمعات المضيفة.

وشدد سلام في كلمته أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة، على ان جرائم الارهابيين «عرقَلَتْ جهودَ التفاوض غيرِ المباشر الذي تقوم بها حكومتُنا بمساعدة جهاتٍ صديقة، لتأمينِ الإفراج عن العسكريين». وأكد أَن «ليسَ بين خياراتِنا في هذه القضية خيارُ التراجُع عن أيٍّ من ثوابتِنا، المتمثلةِ بتحرير العسكريين وحِفظِ هيبةِ الدولة وحمايةِ أمنها وسيادةِ أراضيها».

وشدد على ان لبنان يعي أهمية التعاونِ الاقليميّ والدوليّ في مجال مكافحة الارهاب، ويرحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الإطار، وآخرُها القراران 2170 و2178، و«يدعو جميع أشقّائه وأصدقائِه في العالم الى صَوْنِه وإِبعادِه عن صراعات المحاور ومَدِّهِ بأسبابِ القوّة».

وتناول سلام قضية النازحين، معتبرا أن هذه القضية تشكّلُ بالنسبة إلينا «كارثةً وطنيّة»، وأكد أنّها أزْمةٌ إقليمية كبرى موضوعةٌ برَسْمِ المجتمع الدوليّ، الذي عَلَيْهِ أن يتحمَّلَ مع لبنان هذا العبءِ الهائلَ(ص2).

وفي نيويورك ايضا اجتمع وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم، قبل أن ينضم اليهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتناول البحث أوضاع المنطقة.

«السلسلة» تنتظر لقاء بري والسنيورة

الى ذلك، من المتوقع أن يعقد لقاء بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة في غضون الثماني والأربعين ساعة المقبلة، يفترض أن يضع اللمسات الأخيرة على «تسوية سلسلة الرتب والرواتب»، تمهيدا لدعوة هيئة مكتب مجلس النواب للانعقاد الاثنين أو الثلاثاء، على ان تعقد الجلسة التشريعية الأربعاء أو الخميس.

وكانت «قوى 14 آذار» قد صادقت في اجتماع عقدته، أمس، في «بيت الوسط» برئاسة السنيورة على «التسوية» كما عرضها النائب جورج عدوان الذي تواصل، أمس، مع وزير المال علي حسن خليل، وتبادلا بعض الأفكار في ضوء ما قامت به «المالية» من إعادة احتساب التكلفة النهائية لـ«السلسلة» وإيراداتها بعد إضافة الدرجات الست للأساتذة وزيادة درجات الموظفين من 4.5 إلى 6 درجات، لتصبح كلفتها ما بين 1950 مليار ليرة و2000 مليار، على أن تبلغ الواردات الضريبية بعد زيادة الضريبة على القيمة المضافة واحداً في المئة ما بين 1700 و1750 مليار ليرة..