Site icon IMLebanon

نصرالله: أسجل للحريري موقفه.. ودولة نافذة وراء «داعش»

نصرالله: أسجل للحريري موقفه.. ودولة نافذة وراء «داعش»

«الأمن السياسي» يواجه الإرهاب.. ومفاوضات «العسكريين» مستمرة

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثلاثين بعد المئتين على التوالي.

يستمر السباق بين الأحزمة الناسفة التي يحملها الانتحاريون، وأحزمة الأمان الحوارية التي تحاول التخفيف من عصف الإرهاب، فيما تستمر عيون مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية مفتوحة لحصر المخاطر، قدر الإمكان.

ويعقد «حزب الله» و«تيار المستقبل» غدا الجلسة الثالثة من الحوار الذي نجح حتى الآن في رفع منسوب «الأمن السياسي»، ما يسمح بحصر تداعيات أي عمل إرهابي، والحد من إمكانية توظيفه في «استثمارات مذهبية»، كما ثبت من خلال حرص جميع الأطراف الداخلية على احتواء ارتدادات التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن.

وترأس رئيس الحكومة تمام سلام، أمس اجتماعا لـ «خلية الأزمة»، تناول آخر التطورات المتعلقة بملف العسكريين المخطوفين، بعد البلبلة التي سادته في أعقاب دخول القوى الأمنية الى المبنى «ب» في سجن رومية، وما استتبع ذلك من بيان تهديدي لـ«جبهة النصرة» وعودة أهالي المخطوفين الى التحرك في الشارع.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» إن المفاوضات لاستعادة العسكريين جدّية ومستمرة، معتبرا أنه ليس هناك سبب لتنعكس عملية سجن رومية سلبا على المفاوضات، لأن السجناء لم يتعرضوا لأي أذى، بل لعل المبنى الذي نقلوا اليه أكثر نظافة مما كان عليه المبنى «ب».

وشدد المشنوق على أهمية الانجاز الذي حققته «شعبة المعلومات» من خلال القاء القبض على شربل جورج خليل المتهم بقتل ايف نوفل، بعدما فرّ الى بريتال مفترضا انه سيجد هناك الملاذ الآمن. وقال: هذا الانجاز سيكون بمثابة توطئة للخطة الأمنية في البقاع الشمالي، التي تم وضع تفاصيلها بالتعاون بين قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش اللبناني، وسيُباشر في تنفيذها خلال الايام القليلة المقبلة، بعدما جرى تحديد الساعة الصفر التي قررنا أن تبقى سرية.

وأكد المشنوق ان الامن ممسوك، برغم الاختراقات التي تحصل من حين الى آخر، مشددا على ان كل الاجهزة مستنفرة لتحصين الداخل في مواجهة كل أنواع التهديدات.

الى ذلك، عرض المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خلال اجتماع خلية الازمة نتائج زيارته لدمشق، حيث شرح للمسؤولين المعنيين طبيعة الإجراءات المتخذة على الحدود في شأن دخول السوريين إلى لبنان.

وقالت مصادر اللجنة لـ «السفير» إنه لا يوجد أي تعديل على التدابير المعلنة، مشيرة الى ان الجانب السوري يتجه تحو استيعابها والتعاطي معها بواقعية بعد التوضيحات التي قدمها ابراهيم.

إحباط اعتداء

وبعد 72 ساعة على التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف جبل محسن، وبعد 48 ساعة على تفكيك «إمارة» سجن رومية، نجا الشمال من هجوم إرهابي جديد، كان يستهدف على الارجح الجيش اللبناني، على طريق مجدليا – القبة، وفق تقديرات أوساط أمنية، ما يعزز صحة المعلومات حول وجود نية لدى خلايا «جبهة النصرة» لاستهداف الجيش، ما استدعى رفع مستوى الاستنفار والجهوزية لدى الوحدات العسكرية.

وتؤشر عودة العمليات الارهابية الى أن المجموعات المتطرفة التي تمّ في تشرين الأول الماضي تفكيك بنيتها التنظيمية والعسكرية بعد المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضدها في أسواق طرابلس الداخلية والتبانة، عادت لتنشط، سواء مباشرة أو بالواسطة، عبر بعض الخلايا النائمة.

وما يعزز هذه الفرضية أن طريقة إعداد العبوة الناسفة ضمن قارورة غاز خاصة بالمكيفات، جاءت مطابقة للعبوات التي كانت تزرع خلال فترة الفلتان الأمني في طرابلس لاستهداف الجيش.

وابلغت أوساط أمنية مطلعة «السفير» أن طريقة إعداد العبوة توحي بأنها معدة لاستهداف آليات عسكرية، من دون استبعاد فرضية استهداف ضابط كبير يسلك تلك الطريق بشكل شبه يومي، علما أن مكان العبوة يبعد عشرات الأمتار عن مركز للجيش عند مستديرة مجدليا.

وأكدت مصادر عسكرية لـ «السفير» أن العبوة محلية الصنع، وزنتها قدرت بنحو عشرة كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، موضحة ان الجيش كان قد عثر على مثيل لها لدى مداهمته مصلى عبدالله بن مسعود في التبانة، والذي كانت تسيطر عليه مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور.

ولا تستبعد المصادر أن يكون أمر عمليات جديد قد صدر من «النصرة» الى المولوي ومنصور، لمعاودة نشاطهما الإرهابي، مؤكدة أن منصور لا يزال ضمن نطاق طرابلس، لكنه يتوارى عن الأنظار ويبدّل في شكله، بينما يتوارى شادي المولوي، وهو العقل المدبر، ضمن مخيم عين الحلوة.

نصرالله: سوريا لم تستنزفنا

على صعيد آخر، يُطلق الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مواقف مهمة في المقابلة التلفزيونية المطوّلة التي أجراها معه الزميل غسان بن جدو وتبثّها قناة «الميادين»، عند الثامنة مساء اليوم.

وقال نصرالله في المقابلة إن «حزب الله» ليس مستنزَفاً عسكرياً في سوريا، كما يظن العدو الاسرائيلي، معتبراً أن هناك انشغالات للحزب خارج الحدود.

وأكد أن المقاومة في جهوزية تامة على جبهة الجنوب، وهي مستعدة لمواجهة أي احتمال، لافتا الانتباه الى أن جزءاً أساسياً من المقاومة متفرّغ بشكل تام لهذه الجبهة.

وسمّى نصرالله دولة إقليمية نافذة تقف وراء ظاهرة «داعش»، مشيراً الى أن هذه الدولة متورطة مع «داعش» في سوريا والعراق، لكنها تعاني الآن من أزمة بفعل موقفها.

وتناول نصرالله علاقة الحزب مع حركة «حماس»، واصفا هذه العلاقة بأنها «إيجابية»، ومؤكداً المضي فيها وفق رؤية إستراتيجية، لكنه لفت الانتباه الى أن «نهجنا مع «حماس» لا يرضي بعض حلفائنا»، موضحا أن ما بين «حماس» وسوريا لا يزال صعباً.

وأكد نصرالله أنه سبق له أن التقى، الى جانب المعارض السوري هيثم المنّاع، عدداً من المعارضين الآخرين، في إطار سعيه الى المساهمة في حل سياسي للأزمة السورية.

وكشف نصرالله عن أن دولة معنية بالملف السوري أبلغت الروس انها أصبحت مستعدة للقبول بكل شيء في سوريا، بما في ذلك بقاء النظام، لكن طلبها الوحيد هو إبعاد الرئيس بشار الاسد عن السلطة، وأنها لا تمانع في أن يأتي من بعده رئيس ينتمي الى الطائفة ذاتها.

وفي ما خص الاستحقاق الرئاسي، كرر نصرالله دعمه للعماد ميشال عون، مشيراً الى أن أي كلام في هذا الاستحقاق يجب ان يكون مع «الجنرال».

وشجع نصرالله الحوار بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية».

وتطرق نصرالله بإيجابية بالغة الى الحوار مع «تيار المستقبل»، وسجل للرئيس سعد الحريري انه ذهب الى الحوار برغم اعتراضات بعض الصقور في تياره. ولفت نصرالله الانتباه الى ان من بين ثمرات الحوار تخفيف التوترات الميدانية والمذهبية، وهذا ما تبين من خلال طريقة التعامل مع جريمة الاعتداء على جبل محسن، حيث أظهرت جميع الاطراف قدرا عاليا من ضبط النفس، وقال: لو لم يكن هناك حوار، لكان رد الفعل قد اختلف.

قهوجي: منعنا الفتنة

وفي سياق متصل، جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي، العزم على «مواصلة مكافحة الإرهاب بكل قوة، وصولا إلى استئصال جذوره من وطننا».

وقال قهوجي، خلال استقباله، وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب وممثلي هيئة مراقبة الهدنة و «اليونيفيل»، لمناسبة حلول العام الجديد: إن الجيش كان على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه، إذ أحبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط الإرهابيين الهادف، باعتراف القياديين الموقوفين منهم لدى القضاء، إلى إقامة إمارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية إلى البحر، وبالتالي حال الجيش دون إشعال نار الفتنة.