IMLebanon

الحريري يعلن اليوم مواقف «المستقبل» من التطورات اللبنانية في الذكرى الـ 10لرحيل والده

الحريري يعلن اليوم مواقف «المستقبل» من التطورات اللبنانية في الذكرى الـ 10لرحيل والده

رئيس الحكومة: نستعيد تجربته ونتطلع إلى تعميم وترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار

بيروت: «الشرق الأوسط»

يلقي الرئيس سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبناني الأسبق ورئيس «تيار المستقبل»، اليوم (السبت)، كلمة في ذكرى مرور 10 سنوات على اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل، رفيق الحريري، يحدد فيها موقف «التيار» من مواضيع سياسية محلية وإقليمية، بينها الفراغ الرئاسي والحوار مع حزب الله، ومحاربة الإرهاب والتشديد على الاعتدال، ووصفت بأنها ستكون خارطة طريق للمرحلة المقبلة.

تأتي كلمة الحريري، وهي الوحيدة التي ستلقى بالمناسبة، ضمن احتفال ضخم تنظمه قوى «14 آذار» و«تيار المستقبل» في مجمّع البيال في وسط بيروت، إحياء لذكرى الحريري، بمشاركة سياسية لبنانية فاعلة. وكان رئيس الحكومة الأسبق، قد قال في تصريح تلفزيوني مقتضب، مساء أول من أمس، إن «لبنان قبل 10 سنوات كان يُبنى وأتى من حاول إيقاف بنائه»، لافتا إلى أن «والده هو مشروع إنماء وإعمار واقتصاد وبعد 10 سنوات نرى محاولات لوقف المشروع الذي نكمله نحن إن شاء الله».

وتابع الحريري أن «من اغتال رفيق الحريري اغتال جسده ولم يستطع اغتيال المشروع رغم محاولته ذلك»، لافتا إلى أن «مشروع رفيق الحريري هو أمانة برقبة اللبنانيين، وعلينا أن نعمل كي ننهض بالبلد».

من جهة ثانية، وجه عدد من السياسيين اللبنانيين البارزين، أمس، كلمات لمناسبة مرور 10 سنوات على رحيل الحريري في تفجير استهدف موكبه في وسط بيروت يوم 14 فبراير (شباط) 2005. إذ قال رئيس الحكومة تمام سلام: «إننا نستعيد تجربة رفيق الحريري ونتطلع إلى تعميم وترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار، التي اعتمدها في أدائه السياسي باعتبارها بحق الأعمدة الرئيسية للحكم الرشيد في بلد متنوع مثل لبنان».

ورأى سلام أن رفيق الحريري «شكل دائما النموذج المعاكس لكل أشكال التطرف، وأدرك مبكرا معنى الصيغة اللبنانية ودقتها، فأظهر طيلة مسيرته السياسية داخل السلطة وخارجها، حرصا شديدا على حفظ التوازن وصون العيش المشترك بين مكونات المجتمع اللبناني وفق الأسس التي رسمها اتفاق الطائف الذي كانت للرئيس الشهيد مساهمة كبيرة في ولادته». كما أشار إلى أن الزعيم الراحل «آمن بأن لا خلاص لأي فئة خارج إطار الدولة، حاضنة اللبنانيين بمختلف توجهاتهم، وعمل على تعزيز المؤسسات وآليات العمل الديمقراطي المنصوص عنها في الدستور. كما سعى إلى تقوية القوى والأجهزة الأمنية الشرعية التي اعتبر على الدوام أنها وحدها المسؤولة عن أمن لبنان واللبنانيين».

وبدوره، صرح رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، بـ«أننا أمام كل المفاصل نتذكر رفيق الحريري المسالم، المعتدل، الذي يعمل على منع الانقسامات والشرذمة، على الجمع وليس الفرقة، وعلى الوحدة في وجه كل انقسام»، مشددا على «أننا نفتقد الرجل الذي يعمل بكد وجد من أجل الإعمار والتعليم والتنمية الذي دفع دماءه حفاظا على وحدة وطنية مرتجاة». وأكد ميقاتي «أننا كنا وسنبقى على الدوام ضد العنف وضد الإرهاب وضد الاغتيال، وسنسعى جاهدين لإعادة لبنان المنارة التي أرادها رفيق الحريري وكل قوى الخير في لبنان ممن سبقونا في المسؤولية».

أيضا، شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على أن رفيق الحريري «صار في حياته وبعد استشهاده رمزا لاستقرار لبنان وأمنه ورفاهته، والمستقبل المزدهر لدولته وشبابه، ومرابعه وعمرانه وحضارته. وعندما نقارن اليوم بين ما كانت عليه البلاد في زمن الحريري، وما هي عليه اليوم، يكون الحريري رمزا بالفعل لكل المعاني التي ذكرناها للأوطان والعمران والإنسان».

وأضاف: «في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نعرف له وطنيته وعروبته وإنسانيته، وقبل ذلك وبعده، إيمانه الكبير بالله عز وجل، وثقته بربه ووطنه وبني قومه، وبالطبيعة الخيرة والمعطاءة للناس في بلادنا وأمتنا. لقد كانت لديه شجاعة حب الحياة، وشجاعة التضحية، وشجاعة الفرح بالعطاء والإنجاز. وهي 3 وجوه كبيرة وعريقة في الإنسان الكبير والحر والكريم والنبيل».

وفي السياق ذاته، رأى وزير الإعلام، رمزي جريج، «أن هذه الذكرى تأتي في وقت لا يزال لبنان يتخبط بأزماته الداخلية الناتجة عن التدخلات الخارجية بشؤوننا، وفي ظل استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهو شغور يهدد مقومات نظامنا السياسي».

وقال جريج: «إننا نتذكر في هذه المناسبة الرئيس الشهيد الذي حمل مشروع النهوض الاقتصادي بلبنان تمهيدا لإرساء ركائز دولة الاستقلال الثاني وتحرير لبنان من أي احتلال أو وصاية، تطبيقا لاتفاق الطائف الذي كان أحد صانعيه. لقد كان الرئيس الشهيد رجل دولة بامتياز استثمر علاقاته وصداقاته الدولية من أجل لبنان، وكان داعما للحريات العامة وخصوصا للحرية الإعلامية وفي المرئي والمسموع».