IMLebanon

التسوية الرئاسية تنطلق من “المرحلة الانتقالية”

كتب عبد الامير بيضون:

تتراكم الملفات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية والحياتية، وتتزاحم ملفات الاستحقاقات السياسية الداهمة والضاغطة، كما الأمنية التي باتت عاملاً مقلقاً في ضوء غياب أي معطيات ايجابية لافتة، سواء ما يتعلق منها بالاستحقاق الرئاسي، حيث دخل لبنان يومه الثامن عشر بعد المئة من دون رئيس للجمهورية وسط جدال لا يتوقف حول الأولويات والضرورات التي تبيح المحظورات بشأن التمديد ثانية لمجلس النواب، في وقت تشتد الضغوط بشأن قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى مسلحي «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال…

«مرحلة انتقالية لبنانية»

كل هذا، وسط قراءات سياسية تستلهم المجريات على المستويات الدولية والاقليمية والعربية، وتتحدث عن «محاولة لاعادة ترتيب الوضع الداخلي تحت عنوان «مرحلة انتقالية لبنانية»، تواكب التطورات على الساحتين العراقية والسورية، بعد «التحالف الاميركي – العربي» ضد «داعش»، وذلك من خلال انتخاب رئيس جمهورية والتمديد للمجلس النيابي لمدة سنتين وسبعة أشهر والبحث في كيفية تطبيق ما لم ينفذ من اتفاق الطائف…».  استناداً الى ما ورد في خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى غياب الامام الصدر وتناول «المرحلة الانتقالية وتطبيق الطائف بكامل بنوده والاستراتيجية الدفاعية وضرورة اجراء اصلاحات ادارية تتناول صلاحية رئيس الجمهورية» واستناداً أيضاً الى موقف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان في حفل تنصيب المفتي دريان عن وجوب «حصر السلاح بيد الدولة»…

لقاء بري – السنيورة

في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية اللقاء المرتقب بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة الذي يفترض ان يتوج حصيلة الاجتماعات التي تعقد في وزارة المال بين الوزيرين علي حسن خليل ووائل ابو فاعور ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري لوضع الصيغ النهائية لارقام «سلسلة الرتب والرواتب»، حيث تحدث عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت عن «بوادر ايجابية لاقرارها قريباً…».

مواقف الحريري بين مؤيد ومعارض

وفي السياق السياسي عينه، فقد استحوذ اعلان الرئيس سعد الحريري رفضه المشاركة في الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية، اهتمامات الوسط السياسي، حيث رحب النائب مروان حماده بهذا الموقف، واعتبره «صرخة ضمير في الصحراء السياسية»…

إما «لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» فقد جدد «رفضه التمديد للمجلس النيابي الممدد له أصلاً…» ورأى ان «فريق 14 آذار يصر على السياسة الابتزازية التي كشف عنها الرئيس سعد الحريري الذي أكد ان لا انتخابات نيابية حتى ولو أدى ذلك الى الفراغ…».

لا شرعية لمجلس النواب يغير الانتخاب

من جهته، أكد الخبير الدستوري (النائب السابق) صلاح حنين «ان لا شرعية لمجلس النواب إلا عبر الانتخاب…» ولا واجب للحكومة إلا إجراء الانتخابات، والتمديد غير دستوري ووظيفة المجلس منذ 23 نيسان هي انتخاب رئيس للجمهورية… ولا يمكن للرئيس بري او المجلس الاحتماء بالحكومة او خلفها… ووكالة النواب انتهت ولا تجدد إلا عبر الانتخاب ولا يحق للنواب التمديد لأنه غير دستوري، كما لا يحق لهم التشريع لأن المجلس هيئة ناخبة».

وفي هذا السياق، فقد استغرب رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن في بيان الحديث عن التمديد للمجلس وقال: «عندما يتساءل الرئيس بري عن غرابة الحديث عن التمديد لمجلس لا يعمل نوابه ويتقاضون أجورهم، بحق لنا ان نستغرب عن صفقات لتهريب هذا التمديد الذي أعلن الرئيس بري جهاراً أنه سيصوت ضده…».

الجميل – جنبلاطوالخيارات المطروحة

إلى ذلك، فقد واصل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط حركة اتصالاته، فبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على استضافته في دارته في كليمنصو النائب ميشال عون، توجه برفقة نجله تيمور والنائب نعمة طعمة الى بكفيا حيث التقى الرئيس امين الجميل في حضور نجله النائب سامي الجميل، و«كانت مناسبة لمناقشة الأوضاع السياسية العامة» بحسب المكتب الاعلامي للجميل.

من جهته أقر جنبلاط «بوجود أمور نستطيع ان نعالجها وأخرى اكثر تعقيداً…» مؤكداً «التنسيق مع الرئيس الجميل للوصول الى مبادرة متواضعة لتحصين المؤسسات وفي مقدمها دعم الجيش وسائر المؤسسات الأساسية التي تحفظ الدولة والجمهورية»، مشيراً الى اننا «لا نستطيع ان نقفز في الفراغ او المجهول والامتناع عن المشاركة في الانتخابات» (النيابية)، مع تأكيد «أهمية وضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية، ومن دون اهمال الاضرار الناجمة عن التمديد لمجلس النواب في حال حصوله».

أما الرئيس الجميل فلفت الى ان «حصول الانتخابات النيابية قبل الرئاسية يعني تهميشا للمؤسسة الأم وتأقلماً مع الفراغ الرئاسي وهذا أمر خطير… فلا ضرورة تفوق انتخاب رئيس للجمهورية».

عرسال الى الواجهة..ومصير العسكريين غامض

عادت قضية العسكريين المخطوفين من مسلحي «داعش» و«النصرة» في جرود عرسال الى واجهة الحدث من جديد، في ضوء التطورات الأمنية الخطيرة، التي حصلت خلال اليومين الماضيين، خصوصاً بعدما أقدم مسلحون على خطف المعاون أول في الجيش محمد الحجيري، ومنع الجيش نقل صهاريج المازوت خشية وقوعها في يد المسلحين، وما أحدثه ذلك من قراءات واجتهادات…

وفي هذا، فقد تبلغ رئيس الحكومة تمام سلام استعداد الرئيس سعد الحريري لوضع ما يلزم من امكانات في تصرف «الهيئة العليا للاغاثة» خصوصاً ما يتعلق بالوضع الانمائي والحياتي في عرسال، وذلك خلال لقائه في السراي الأمين العام لـ«تيار المستقبل» احمد الحريري على رأس وفد من نواب البقاع وتيار «المستقبل».

وإذ لم يحمل لقاء وفد عائلات العسكريين المخطوفين الذين يواصلون اعتصامهم المفتوح في ساحة رياض الصلح – مع رئيس الحكومة تمام سلام، بناء لطلبه، جديداً يخفف منسوب القلق جراء تواتر تهديدات الجهات الخاطفة واعلان «انها لن تتوانى عن تنفيذ تهديداتها…» فإن لقاء الرئيس سلام، مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، – المكلف رسمياً متابعة ملف المخطوفين، مع القطريين والأتراك – بقي طي الكتمان الشديد، في وقت أبدت «أوساط اسلامية» متابعة «تخوفها عن اتجاه الأمور سلبياً… خصوصاً وان الخاطفين سبق ان نفذوا تهديداتهم وليس ما يمنعهم من تكرار فعلتهم…»؟!.

وفي هذا، فإن هذه «الأوساط» لا تخفي تخوفها من تعثر المفاوضات التي تدور بين قطر وتركيا ويرعاها اللواء ابراهيم من جهة، والخاطفين من جهة أخرى، ما قد ينعكس سلباً على سلامة العسكريين المخطوفين»…

من جهته شدد وزير البيئة محمد المشنوق على وجوب اطلاق الأسرى من جنودنا، رافضاً الخضوع لمثل هذا التهويل، والمقايضة على رؤوس هؤلاء…

… وطرابلس أيضاً

إلى هذا، وفي سياق التسريبات الاعلامية المتلاحقة التي تتحدث عن خطط «للمجموعات المسلحة التكفيرية» اشعال الساحة الطرابلسية لتخفيف الضغط عن المسلحين في جرود عرسال لفت النائب احمد كرامي الى «ان الوضع مقلق في لبنان ككل، وطرابلس جزء من هذا البلد» مشيراً الى ان «الاعلام يضخم بعض الوقائع أحياناً»، مؤكداً ان «الأجهزة الأمنية تعمل بشكل ممتاز لمعالجة هذا الموضوع وحماية المدنية». آملاً «الا يحدث أي طارئ» ومستبعداً «ان يعود الوضع الأمني الى ما كان عليه قبل الخطة الأمنية». مشدداً على «ان الجيش والقوى الأمنية يملكان الصلاحيات كافة…».

«العلماء المسلمون»:ليحسم الجيش المعركة

من ناحيته، وإذ أكد «تجمع العلماء المسلمين»، بعد زيارته الرئيس بري في عين التينة أمس، رفضه التمديد لمجلس النواب، شدد على ان «الجهات التكفيرية لا تمت للاسلام بصلة، بل هي تناقض تعاليمه». مجدداً التأكيد على ضرورة تقديم الدعم اللازم مادياً ومعنوياً وتأمين الحرية الكاملة للجيش اللبناني لاتخاذ الخطوات الضرورية لحسم المعركة مع التكفيريين الارهابيين في عرسال وجرودها وغيرها، ووجوب تحرير عرسال من الاحتلال التكفيري حماية لأهل عرسال وكي لا يمتد هذا المرض الخبيث الى بقية المناطق…».