Site icon IMLebanon

ديبلوماسيون:الربيع اللبناني مختلف عن الربيع العربي

كتبت تيريز القسيس صعب:

تسارع التطورات الميدانية خلال الساعات الماضية، بعد الحراك الشعبي الأخير والمستمر، اثار حفيظة بعض القيادات السياسية لدرجة أن أحد كبار المسؤولين في الدولة قال قي معرض مجلسه الخاص «إذا ما كبرت ما بتصغر، بركي هالشي بحرك شوي الضمائر، وبهز النواب لانتخاب رئيس قبل أي شيء».

وبالفعل، هذا الأمر دعا عدد من السفراء العرب والأجانب في لبنان الى الإلتقاء والتشاور فيما بينهم لبحث كيفية لملمة الوضع الداخلي وتحصين الحكومة السلامية، لتمرير هذه الفترة الحساسة في المنطقة.

وأكد أحد السفراء لـ «الشرق»، إنه لا يجوز أبداً اسقاط حكومة الرئيس سلام وادخال البلاد في فراغ كلي بعد تعذّر إنتخاب رئيس للجمهورية. وبالتالي فإن تحصين الوضع وتدعيمه وإعادة فتح قنوات الإتصال بين مختلف القيادات والمكونات الأساسية في البلد هو السبيل الأوحد والأفضل في هذه الفترة، في إنتظار بلورة الصورة الإقليمية والدولية أكثر فأكثر.

وقال ان «الربيع العربي» الذي بدأ في عدد من الدول العربية أهدافه وتوجهاته مختلفة تماماً عما يحصل اليوم في لبنان، وباعتقادنا إن الحل الأنسب والأفضل والأسرع يكمن في إنتخاب رئيس للجمهورية يتوافق عليه اللبنانيون، ويكون صلة وصل وتواصل بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني يجمع الكل من دون إستثناء على طاولة موحدة للإتفاق على قضايا تخص البلد وتحمي الإستقرار والأمن وتوحد اللبنانيين.

السفراء إتفقوا على أن التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية في لبنان لن تفض الى نتيجة نظراً لقوة إنقسام اللبنانيين في ما بينهم بين بعض المؤيدين لجهات دولية وأخرى معارضين لجهات إقليمية.

وبالتالي فإن المسؤولين اللبنانيين باتوا يدركون اليوم إن التدخل الخارجي اصبح أمراً مستحيلاً.

فالمجتمع الخارجي لا يمكنه فرض هذا الشخص أو الإتيان بآخر، إنما ما يمكن أن تفعله الدول المؤثرة على الساحة اللبنانية، مساعدة أطراف النزاع على التوصل الى قواسم مشتركة وتقريب وجهات النظر في ما بينهم للإتفاق على تسوية لبنانية – إقليمية – دولية لاختيار رئيس للجمهورية.

وبحسب المجتمعين، فإن «الستاتيكو» الذي ظلل المنطقة قبل توقيع الإتفاق النووي الأخير، بدأ ينحسر بعض الشيء، وبدأت ملامح الحلول تظهر ولو بخجل في بعض الدول العربية والأجنبية، وهذا الأمر قد ينعكس إيجاباً على الوضع الرئاسي في لبنان، والذي بحسب القيمين على الوضع، فإن الإتصالات والمشاورات الداخلية أخذت منحاً مختلفاً في الساعات الماضية، إذ عادت تتركز على الإيحاء بأن الأسرع في إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية الحاصلة وتوقيف الحركة الشعبية المحقة. وهذه الرسالة الدولية وصلت الى كل المعنيين والمسؤولين وباتت في الساعات الماضية محور إتصالات الحراك الديبلوماسي في لبنان