استأنف الرئيس سعد الحريري لقاءاته في بيت الوسط بعد 48 ساعة على عودته من الرياض بلقاء سفير المغرب في لبنان علي اومليل الذي هنأه بسلامة العودة وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
ثم استقبل وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء «كانت مناسبة للتشاور والتداول بما يحصل في لبنان من مجريات سياسية، ولاطلاعه على الأجواء التي تعصف في مجلس الوزراء للأسف، وعلى العقبات التي نواجهها والاسباب الكامنة وراءها، وهي نتيجة طبيعية لغياب رئيس الجمهورية ولتعطيل الية عمل مجلس الوزراء. وكان هناك استعراض عام للمسار السياسي في البلد والحوارات الحاصلة على الصعد كافة بين القوى السياسية اللبنانية والتطورات في المنطقة، وكان هناك اتفاق كامل على وجوب متابعة الجهود التي نبذلها والتي بذلناها من اجل تحقيق الأهداف التي قامت عليها قوى 14» اذار» والتي تحقق سيادة لبنان وتحفظ نظامه الديموقراطي وتؤمن الازدهار للبنانيين».
اضاف «كما كانت مناسبة للاستفادة من وجود الرئيس الحريري لإطلاق دينامية معينة ضمن «14 اذار»، على امل ان نتمكن من إعادة دفع حركة سياسية في اطار «14 اذار» لتنظيم هذه الحركة من جديد وطرح افكار جديدة تؤهل هذه الحركة للقيام بالدور الوطني المطلوب منها، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد».
* وسئل هل تم الاتفاق على آلية جديدة لعمل الحكومة ؟
– اجاب: «الاجتماع اليوم كان مناسبة لعرض الاسباب والظروف التي يمرّ بها مجلس الوزراء، وقرارات السلطة التنفيذية والمشاكل التي تعترضها، وسببها كما ذكرت ترك الآلية الدستورية العادية وغياب رئيس الجمهورية، واطلعت الرئيس الحريري على هذا الامر، ولمحاولة الاتفاق على نظرة موحدة لما يمكن القيام به في المرحلة المقبلة لمتابعة المجريات في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية، والجميع يعلم ان غياب رئيس للجمهورية له تأثير كبير على مجرى السياسة في لبنان وعلى مجرى النظام الديموقراطي وحياة المؤسسات، الا انه بانتظار ان يحصل هذا الامر والذي يجب ان يحصل في اسرع وقت ممكن يجب علينا ان نجد وسيلة ما لكي نتخذ القرارات التي تحتاجها البلاد بانتظار انتخاب الرئيس».
وزار بيت الوسط ايضاً، السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الذي بحث مع الرئيس الحريري في التطورات الراهنة في المنطقة. كما التقى النائب سامي الجميل مهنئا بسلامة العودة.
كذلك استقبل الحريري سفير فرنسا باتريس باولوي وعرض معه قضايا عامة.
… وترأس اجتماعا قياديا موسعا لـ«المستقبل»: متطرفون في الدفاع عن الإعتدال ولبنان
ترأس الرئيس سعد الحريري، مساء امس في بيت الوسط، اجتماعاً مشتركاً، للمكتبين السياسي والتنفيذي في «تيار المستقبل»، خُصص للنقاش في الوضع السياسي الداخلي وارتدادات الأحداث الاقليمية على لبنان، بالإضافة إلى التوجهات التنظيمية في المرحلة المقبلة.
استهل الاجتماع بمداخلة سياسية شاملة للحريري، شرح خلالها أهمية التمسك بالحوار ملاذاً للبنان واللبنانيين، وضرورة تطرف «تيار المستقبل» في الدفاع عن الاعتدال، سواءً في وجه إرهاب «داعش»، أو إرهاب المعتدين على الحرية وحق الشعوب فيها في لبنان وخارجه.
وأبدى المجتمعون تأييدهم المطلق لرهان الرئيس الحريري على عودة جميع القوى السياسية اللبنانية إلى حضن الدولة، باعتبارها الوحيدة القادرة على جمع كل اللبنانيين.
وخلص المجتمعون إلى ضرورة عدم مهادنة التطرف، تحت أي ظرف من الظروف، مؤكدين على التضامن مع البلدان العربية الشقيقة التي تواجه هذا الخطر.
وقد شدد الرئيس الحريري على مسؤولية الدولة في مواجهة الإرهاب، ومكافحة كل أشكال التطرف، مؤكدا على الدعوة التي أطلقها لقيام استراتيجية وطنية تحمي لبنان من هذا الخطر ومن كل أشكال التورط في الحرائق المحيطة، لأنه لا يجوز بعد اليوم أن يبقى لبنان رهينة سياسات التفرد واتخاذ القرارات التي تخالف الإجماع الوطني.
وتوقف المجتمعون عند الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وأكدوا أن مشروع الرئيس الشهيد للنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا يزال حياً، وأنه طوال السنوات العشر الماضية، لم يفقد بريقه وأهميته كباب خلاص للبنان من أزماته.
وشدد المجتمعون على أن الأولوية حالياً هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لكونه حجر الأساس في بنية الدولة التي تحتاج إلى ثبات مداميكها، وأن الحوار الراهن مع «حزب الله» يتخذ من الانتخاب بنداً رئيسياً، إلى جانب تجنب الاحتقان المذهبي، من دون أن يعني ذلك إسقاط الرفض المبدئي والدائم لمحاولات إجهاض المحكمة الدولية، أو القبول بقوة مسلحة من خارج إطار الدولة، أو تقاتل باسم اللبنانيين خارج الوطن.